لهو على هارمونيكا الدهر

لهو على هارمونيكا الدهر

لهو على هارمونيكا الدهر

 تونس اليوم -

لهو على هارمونيكا الدهر

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

1 - كسور الثانية
هل من إضافة رابعة إلى هذا الثالوث.. الرياضي: أعلى، أسرع، أبعد؟ إنه بطل بطولات الرياضة، وألعاب القوى منها بخاصة.
لدورة برلين الدولية لألعاب القوى ان تزهو بتحطيم الرقم القياسي في سرعة عدو سباق الـ 100 متر، ولجمايكا ذات التاريخ القرصاني الغابر أن تزهو بمواطنها، أوسين بولت. ذهبية له ولبلاده، لكنها ذات 24 قيراطاً وكسور القيراط، لأن لبطل الريح بولت فخر تكسير الرقم القياسي بكسر واحد أو اثنين من مائة كسر للثانية.
كم سيصمد الرقم 9.58 ث قبل أن ينكسر؟ خمسون سنة انصرمت منذ حطم إنسان راكض حاجز الـ 10 ثوان في سباق الـ 100 متر.
سيقان أوسين أطول؟ رئتاه أوسع؟ قلبه أقوى؟ أعصابه شبكة ليزرية؟ الريح كانت مواتية؟ ساعة التوقيت أدق؟ حذاء السباق أخف؟ مواصفات أرض الملعب؟ هتافات المشجعين؟ .. الرقم تحطم، ولا عبرة في مواتاة المصادفات.
لكل بطولة دولية بطولتها في تحطيم الأرقام القياسية، هذه ليست لعبة بلهاء لموسوعة غينيس؟ هذا مجد الإنسان: أسرع، أقوى، أعلى. رقم جديد في الوثب العالي بالزانة؟ في رمي القرص والمطرقة؟ في العدو الطويل؟.. حسناً، لكن المتر ملك المقاييس، والثانية ملكة الزمان.. وسباق الـ 100 قران الملك والملكة.
عشتُ تحطم حاجز الـ10 ثوان لسباق الـ 100 متر، وقد يعيش حفيدي تحطم حاجز الـ 9 ثوان. فوق رأسي في مكتبي ساعة حائط مخصية عقربي الساعة والدقائق.. وعقرب الثواني يركض ويقضم العمر ثانية ثانية.. وكسور الثانية.

2- جمع القرون
قالت الصحف: رجل عاش في ثلاثة قرون. قارئ لعنوان الخبر فهم أنه عاش طيلة ثلاثة قرون. والله، ان القارئ غير الفهيم دكتور جامعة في علوم المجتمع؟ يا ويلي.
قال الصحافي (أنا) للدكتور (هو): أنت أيضاً، مثلي، عشت في قرنين.. وأنا مثلك سأموت قبل أن أصبح "مقرناً": نقول: عقبال الـ 100 عام؟.. ويقول العلماء أن عمر البني آدم الافتراضي-البيولوجي يجب أن يكون خمسة أضعاف ساعة العمر البيولوجية، أي 21 سنة مضروبة في (5) سنوات. قال طبيب وهو يفصفص بذور "عباد الشمس": هذا طعام الببغاء التي تعيش 120 سنة، ويملأ بنو آدم معداتهم بكل مفيد ومضر ويعيشون 80 سنة.
تباً لخرافات تقول معدل أعمار السلالة الأولى لآدم كانت ألوفاً من السنوات ومئات، وإن أطوالهم كانت بالأمتار.
مرحباً بأحلام عريضة في كسر حاجز الضوء والسياحة بين الكواكب والمجرات.


 
3- جمع دهور
ماذا إن انفجرت اللبنة الاساسية للساعة البيولوجية؟ إنهم يستفزون ألغاز المورثات DNA، بعد أن حطموا مغاليق الذرة. 
هل هذا الكون نبضة واحدة لا نهائية منذ الانفجار الأعظم Big Bang؟ موقوتة على نبضات الكوارتز؟ الآن يقولون إن البروتين هو أساس الكربون 14 (مادة الحياة)، وأن أحماض الأمينات هي أساس البروتين، وأن حمض جلايسين أساس الأمينات.. وإن "بذور" الحياة هبطت على الأرض من حطام حيوات في كواكب ومجرات سحيقة..
سيسعى المتزمتون الى إضافة جديدة وتنقيح جديد في قصة الخليقة. 
في هذه الاثناء سيركضون في مضامير المسابقات.. أقل بكسر آخر من كسور الثانية، سنوات أكثر من قرن حياة.. مناطحة لحاجز الضوء.. سباحة أطفال في جو الأرض خارج رحم الأرض.. وسفر خطير في مجاهل الـ DNA، ويلعب الإنسان الفضولي لعبة مصيرية خطيرة ليكون سيد مصيره: حافظوا على المومياءات. لا تتورعوا عن استثارة حفيظة اللبنة الأساسية للحلقة الاساسية للخلية.
كل إنسان فان.
سقراط إنسان.
سقراط فان.
هذا قانون القوانين، وأما: أعلى، أسرع، أبعد فهو لعبة الإنسان من مهده الى فناء الإنسانية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهو على هارمونيكا الدهر لهو على هارمونيكا الدهر



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia