الانتفاضة الأولى  بالألوان والأبيض والأسود

الانتفاضة الأولى .. بالألوان والأبيض والأسود!

الانتفاضة الأولى .. بالألوان والأبيض والأسود!

 تونس اليوم -

الانتفاضة الأولى  بالألوان والأبيض والأسود

بقلم - حسن البطل

كيف نلفظ بالعربية كلمة «Awad»؟ هل: عوض أم عوّاد؟ كنا في «فلسطين الثورة» - قبرص ننشر صورة المصور الصحافي عواد عواد، وبعد عودتي الأسلوية عرفتُ أنه «عوض عوض»!
الطبيب الغزي «رياض Awad» نشر في «الفيسبوك» ملاحظاته الانتقادية، او بالأبيض والأسود، للانتفاضة الأولى.
دكتور العلوم السياسية الغزي الزميل عاطف أبو سيف، نشر في «آراء» الأيام» - السبت شهادة شخصية زاهية وبالألوان للانتفاضة الأولى، وابرز علاماتها: التكافل الشعبي، التعليم الشعبي، العمل التطوعي،
دور المرأة .. وقيادات ميدانية. وأضيف أنا: الزراعة المنزلية! 
لعل واحداً غيري سيدقق في «معلومة» قرأتها عن السنوات الأخيرة للانتفاضة الأولى، ومضمونها أن حيدر عبد الشافي أبلغ، حضورياً او شفهياً، لست متأكداً، القيادة الفلسطينية في تونس، ان عليها التدخل لضبط انحراف نشطاء في الانتفاضة نحو العنف. قال: قد يطرق الجيش أبواب بيوت القرى فيفتح أهلُها الباب، وقد تطرق القوات الضاربة الباب فلا يفتح اصحابُه الباب..!
الصديق الفيسبوكي سليمان الفيومي كتب منتقداً ركوب القيادة موجة الانتفاضة سياسياً، وتمويلها لها مالياً.. وانتهى هذا وذاك بأن «أوسلو» كانت حصيلة سيئة أخمدت الانتفاضة الشعبية.
أتذكر أن الإضراب الكبير الفلسطيني الذي دام ستة شهور كانت له نتائجه على نحوين: إيجابي وسلبي. كما أن معركة الكرامة الشهيرة كانت فاصلة بين أنصار «العمل الفدائي السري» وبين أنصار علانيته الى ثورة مسلحة.
بينما تحظى الانتفاضة الثانية - المسلحة بانتقادات، لما رافقها من «عمليات انتحارية» فإن البعض لا يرى في انتفاضة شعبية - حجرية أولى سوى إيجابياتها مقارنةً بسلبيات الانتفاضة الثانية ونتائجها.
القيادي البارز في «سرية رام الله» الأولى، خالد عليان، نشر، أمس، على صفحته صورة امرأة أنيقة وسافرة من بيت لحم تحمل في يد حذاء اصفر بكعب عالٍ، وفي يد أُخرى ترجم الجنود بالحجارة.
هناك من يرى في اجتياح العام ١٩٨٢ للبنان صمود المقاتلين الفلسطينيين الأسطوري؛ وهناك من يرى تجاوزات الفلسطينيين خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
الأمر ذاته، فيما يخص بدايات ونهايات حرب العبور العربية ١٩٧٣، فهل كان الفريق سعد الدين الشاذلي على صواب، ام كان الرئيس السادات يرى ان «حرب التحريك» هذه أدت الى نتائجها، العسكرية والسياسية، المعروفة، وانتهاء بمعاهدة صلح كامب ديفيد؟
مجّدوا ستالين في قيادته لصدّ وهزيمة الجيوش النازية في الحرب العالمية الثانية ومعركة ستالينغراد، والآن ينتقدون هذه القيادة، بدءاً في انتقاد نيكيتا خروتشوف لها .. وعودة المدينة الى اسمها الامبراطوري.
هناك من عظّم قيادة ماو للمسيرة الكبرى، والقفزة الكبرى الى الأمام، والكتاب الأحمر لوزير دفاعه لين بياو؛ وهناك من يرى الثمن الفادح الذي دفعه الشعب الصيني.
الإسرائيليون لا يوفرون نقداً لكل حرب كبيرة او عملية انتقام او تصفية، كما يفعلون في كل عام بمناسبة حرب «يوم كيبور». الأميركيون يفعلون الشيء ذاته في تجربة وعواقب تجربة حرب احتلال العراق، وحل الجيش العراقي، ومسؤوليتهم عن تشكيل «داعش».
لا تزال الحجارة سلاح الفلسطينيين الأساسي في المقاومة، لكن لا أحد يتذكر ركاكة «القصيدة الحجرية» العربية المرافقة لها في الانتفاضة الأولى، التي اندلعت عفوية .. فإلى الفوضى، كما في الإضراب الكبير ١٩٣٦ - ١٩٣٩.
في مقالته «ذكرى الانتفاضة الأولى» يروي الزميل عاطف ابو سيف انه كان تلميذاً ثانوياً وقت اندلاعها، وهو الآن قيادي في حركة فتح - غزة، وان اول شهيد كان صديقه الأثير وجاره حاتم السيسي، الذي لا ينساه قط، لكن قد لا يتذكره كثير من الناس .. غير أهله وأصحابه!
بدأ الشرخ الأساسي في الانتفاضة الأولى مع قيادتين لفصائل المنظمة وجماهيرها، وبين قيادة «حماس» ومن أيام مختلفة للإضرابات العامة والموضوعية، وانتهى الأمر الى فوضى وتصفيات لا تخلو من ادعاءات في أسبابها الحقيقية.
كانت الانتفاضة الثانية قد بدأت حجرية تماماً، حتى وصل عدد ضحاياها الفلسطينيين الى ٦٤ شهيداً، ومن ثم سقط أول ضحايا الجيش الإسرائيلي. وكانت الانتفاضة الأولى قد دخلت مرحلة جديدة مع «تكسير العظام» لنشطاء الانتفاضة، والضجة العالمية على اثرها.
لا تنتهي أي حرب عسكرية او ثورة شعبية كما في بداياتها، وغالبا ما تكون عواقبها اللاحقة سلبية او سيئة.
أذكر أن «فلسطين الثورة» كانت تعنون أحداث الانتفاضة الأولى «حرب الاستقلال» وان اسحاق شامين قال، إذا كانت صحيفة المخربين تصفها بـ «حرب» فسنخوضها حرباً .. ولكنها انتهت الى تسوية إعلان مبادئ أوسلو التي كانت حدثاً عالمياً، وانتهت «أوسلو» الى ما هي عليه بعد «حرب» الانتفاضة الثانية، الخاضعة لمعايير متضاربة لنتائجها الماثلة.
حروب إسرائيل في لبنان وعليه، من العام ١٩٧٦ الى العام ٢٠٠٠ انتهت الى الانسحاب الإسرائيلي «المهرول» منه، والى نوع من «توازن الردع» بين حزب الله وإسرائيل.
في المسألة قولان. للحقيقة وجهان، من سرّه زمن ساءته ازمان. نحن قوم لا نرى في الخير لا شرّ بعده، ولا نرى في الشرّ ضربة لازب»... وايضاً: «له ما له وعليه ما عليه و.... الخ».
قبل كامب ديفيد ٢٠٠٠ الفلسطيني - الإسرائيلي - الأميركي، قال عرفات عن الرئيس كلينتون: «لدينا صديق في البيت الأبيض».. ولم يكن صديقاً، وصار لدينا في البيت الأبيض رئيس منحاز تماماً الى إسرائيل.. وقس على ذلك!
حسن البطل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتفاضة الأولى  بالألوان والأبيض والأسود الانتفاضة الأولى  بالألوان والأبيض والأسود



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia