لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة

لا الثالثة كانت ثابتة.. ولا الرابعة!

لا الثالثة كانت ثابتة.. ولا الرابعة!

 تونس اليوم -

لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة

بقلم : حسن البطل

قد يرى البعض، الإسرائيلي والفلسطيني في توقيت زيارة رئاسية أميركية ثالثة مغزى معينا، فهي ستتم في شهر أيار المقبل؛ شهر النكبة الفلسطينية وإعلان قيام إسرائيل.

الواقع، أن زيارة ترامب لإسرائيل وفلسطين، جزء من جولة رئاسية أميركية، هي الأولى بعد قليل من مرور 100 يوم على رئاسته، وستشمل أوروبا، وأربع دول في الشرق الأوسط هي: السعودية، إسرائيل، العراق ومصر، إضافة إلى لقاء في المقاطعة في رام الله.

مع ذلك، فإن زيارته لإسرائيل وفلسطين ذات أهمية خاصة، ربما لأنها ستشكل الخطوات الأولى في "صفقة" ترامب للسلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

سبقت الزيارة الترامبية واحدة افتتاحية قام بها الرئيس بيل كلينتون في كانون الأول 1998 إلى غزة لحضور جلسة ـ حفلة للمجلس الوطني، لتأكيد اعتراف م.ت.ف بإسرائيل، بعد اعترافها بها في اتفاقية أوسلو، وكذا افتتاح مطار ياسر عرفات في غزة، وتدشين شجرة اعياد الميلاد في بيت لحم.

الزيارة الثانية أداها الرئيس جورج بوش ـ الابن في كانون الثاني 2008 إلى رام الله، بعد رعايته قمة أبو مازن ـ اولمرت، في أنابوليس، ولتأكيد مفاوضات لمدة عام للاتفاق على موضوعة "الحل بدولتين" التي أطلقها بوش قبل ذلك بخمس سنوات، تطويراً لـ "خارطة الطريق" و"الرباعية الدولية".

الزيارة الثالثة أداها الرئيس باراك اوباما في آذار 2013 والتي جرى خلالها استقبال رسمي كامل في ساحة المقاطعة.

إن معنى الزيارات الثلاث، وكذا الزيارة الرابعة، أن فلسطين "حقيقة سياسية" وليست "سيادية" منذ اتفاقية أوسلو، وحتى قبل موضوعة "الحل بدولتين"، علماً أن وزير الخارجية الأميركية، آنذاك، وارن كريستوفر زار غزة، والتقى عرفات في "المنتدى" في العام 1995.

إن خطّ الزيارات القدس الغربية ـ رام الله السياسية ـ الدبلوماسية الأجنبية، منذ ما بعد أوسلو يعني أن إسرائيل وفلسطين ساحة دبلوماسية ـ سياسية مشتركة، كما تعني اعترافاً دبلوماسياً واقعياً أن القدس الغربية هي عاصمة إسرائيل "دو فاكتو" وليست اعترافاً سياسياً بضم إسرائيل للقدس الشرقية، واعتبار القدس المكبّرة "عاصمة إسرائيل".

سبق لأبو مازن أن عقد اجتماعات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقرها الرسمي بالقدس الغربية، دون أن يعني هذا اعترافاً سياسياً فلسطينياً بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

الرئيس ترامب وعد، خلال حملته الرئاسية، وبعدها بقليل، بتنفيذ قرار للكونغرس يعود إلى العام 1995 بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وهو الأمر الذي يؤجله البيت الأبيض كل ستة شهور، وعلى الأرجح سيؤجله الرئيس ترامب خلال زيارة رئاسية أميركية رابعة، لكنه قد يعلن اعترافاً بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

كما في كل "صفقة" فإن ترامب سيخرج من معادلة "دولة واحدة أو دولتين.. كما تشاؤون" بتصريح عن تأييده إقامة دولة فلسطينية، مؤجلاً الاعتراف بأن القدس الشرقية عاصمة لها إلى حين عقد قمة في البيت الأبيض بمشاركة زعماء عرب وإسرائيل وفلسطين في وقت ما متأخر من صيف أو خريف العام الجاري، وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي يرفضها نتنياهو، أو يقبلها من آخرها، أي تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل قبل الانسحاب من الضفة الغربية.

يبدو أن ترامب يفكر بجعل السلام العربي ـ الإسرائيلي، والسلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي صفقة متزامنة خلال القمة الأميركية ـ العربية ـ الإسرائيلية المزمعة.

منذ موضوعة "الحل بدولتين" للرئيس بوش ـ الابن، صارت موضوعاً سياسياً دولياً، لكن الرئيس ترامب صار يتحدث عن "سلام بين إسرائيل والفلسطينيين" أي بين دولة وشعب تحت الاحتلال منذ نصف قرن، لكنه يؤدي زيارة بروتوكولية رسمية لقيادة هذا الشعب المعترف بها عالمياً، والتي تتعامل معها الإدارات الأميركية.

كما لا يوجد أميركيون بلا أميركا، وفرنسيون بلا فرنسا، وإسرائيليون بلا إسرائيل، فلا يوجد فلسطينيون بلا فلسطين.

حكومة نتنياهو اليمينية تستطيع أن تدير خلافاً مع كل دول العالم، بما فيه الاتحاد الأوروبي، واستطاعت أن تدير خلافاً مع إدارة باراك اوباما، لكن يصعب عليها إدارة خلاف مع إدارة أميركية يمينية مثل إدارة ترامب، التي تأخذ على سابقتها امتناعها عن استخدام "الفيتو" ضد القرار 2334، وتعهدت بصدّ كل محاولة فلسطينية لانتزاع قرار من مجلس الأمن حول تطبيق "الحل بدولتين".

في المقابل، فإن دولة فلسطين حصلت على اعتراف 137 دولة حتى الآن، ولكن بقية دول العالم الرئيسية، خاصة الأوروبية منها، تتردّد في الاعتراف بدولة فلسطين، بانتظار ليس تأييد ترامب المتوقع لإقامة دولة فلسطينية، بل اعتراف الولايات المتحدة بالدولة.

الفلسطينيون ربما علقوا آمالاً على قمة كامب ديفيد 2000، ثم علقوا آمالاً أقلّ على قمة أنابوليس واجتماعات أولمرت ـ أبو مازن.. لكنهم الآن، لا يعلقون تقريباً آمالهم لا على قمة ترامب ـ أبو مازن، ولا على زيارة رئاسية أميركية رابعة إلى رام الله.

مع ذلك، فإن الرئيس ترامب الذي يكره سياسة سلفه أوباما، ويقوم بنقضها في أميركا والعالم، أخذ عليه ولعه في "لعبة الغولف".. لكنه صار ولوعاً بها أكثر منه.

في لعبة الغولف عدة رمايات للكرة نحو علم فوق حفرة. نادراً جداً ما تصل ضربة مضرب إلى أقرب مسافة من الحفرة.. وبعد كل هذه السنوات منذ أوسلو، وثلاث زيارات رئاسية أميركية، يتصور ترامب أن كل ما عليه هو ركلة خفيفة ودقيقة تدفع الكرة إلى الحفرة!

ما تحتاجه "الصفقة الكبرى" ليس مشروعاً لبناء اقتصاد فلسطين، بل "مشروع مارشال" سياسي للمزاوجة بين مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية. 

المصدر : صحيفة الأيام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة لا الثالثة كانت ثابتة ولا الرابعة



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia