فلسطين الضعيفة كعب أخيل إسرائيل القوية

فلسطين الضعيفة "كعب أخيل" إسرائيل القوية

فلسطين الضعيفة "كعب أخيل" إسرائيل القوية

 تونس اليوم -

فلسطين الضعيفة كعب أخيل إسرائيل القوية

بقلم : حسن البطل

عشرات، سوادهم الأعظم من "خريجي بيروت" توافدوا قبل أسبوع الى دار الكرامة، في أم الشرايط لحضور فيلم فرنسي، من توليفة ناجحة بين تسجيلي وروائي.

الفيلم، وشارك في التمثيل سليم ضو، فلسطيني اسرائيلي،  وكان موضع نقاش دور فرنسي في الحرب السرية، او "حرب الظلال" بين فصائل (م ت ف) وجهاز "الموساد" أي بين أجهزة ابو إياد وابو الهول والقوة 17 وجهاز إسرائيلي يبدو أسطورياً.

عندما دلفت الى قاعة الدار التي أسسها عضو ل م "فتح" صخر ابو نزار (صخر حبش) كان على الجدار لوحات رسوم ملونة للشهداء والراحلين من أعضاء اللجنة المركزية.

في حياة صخر، رحمه الله، استعار قصيدة درويش "احد عشر كوكبا" وعلق في مكتبه بعمارة النتشة – رام الله، رسومات بالألوان لـ 11 شهيداً وراحلاً من قادة الحركة، لم يعودوا بعد أوسلو، كما كانوا، فقد انضم اليهم صخر وآخرون.

لكم ان تسألوا أنفسكم، هل ذهب ضحية الحرب السرية من فصيل قائد للثورة عدد يماثل ما ذهب من قياديي "فتح" في حركات التحرر الوطني؟. تعرفون ان لبنان وبيروت بالذات، كانت ولا تزال، وكراً عالمياً للحروب السرية بين مخابرات العالم، لأن الثورة الفلسطينية كانت في لبنان "المظلة الأم" لحركات التحرر العالمية على اختلافها من اليابان حتى نيكاراغوا.

قدر الإمكان، ومع تفاوت في الخبرة وعلاقات "الموساد" وأجهزة الأمن الفلسطينية، فقد تمكن الفلسطينيون من مقارعة "الموساد" في حرب العقول والاغتيالات والتصفيات: جهاز أمن دولة في مقابل اجهزة أمن ثورة.
ناس البلاد، والجيل الجديد، ربما يعرفون عن الحروب الفدائية مع الجيش الإسرائيلي اكثر ما يعرفون عن  "حرب الظلال" التي رافقتها الغارات والاعتداءات، وكانت قمتها اجتياح 1982، حيث قال الوسيط الأميركي فيليب حبيب لقادة لبنانيين اخبروا عرفات ان لدي قرارا دوليا بإخراج قوات (م.ت.ف) من لبنان.

حرب "الموساد" السرية مع أجهزة امن الثورة لم تحسم، ولا الحروب العلنية، نقلوا الحربين السرية والعلنية الى الأردن ولبنان وسورية، ونقلنا الحربين الى إسرائيل، كما لم تفعل أي قوة عسكرية عربية.

هل غيرنا رد على الإنزال والاغتيال بإنزال مضاد وقتال، رداً على عملية فردان كانت عملية دلال المغربي مثلا غير حصري.

رداً على اغتيال ممثلي (م.ت.ف) في عواصم العالم، اجهز الفدائيون في ميناء لارنكا السياحي القبرصي على فلان من قادة الموساد بعد خروج بيروت مثلاً واحداً... اغتالوا ابو جهاد، لكن الفدائيين تمكنوا، في حرب 1982 من قتل اللواء يكوئتيل آدم. مَن دمر دبابة ميركافا 4 غيرنا؟

الحروب السرية والعلنية كانت بالنقاط، وفي محصلتها تحولت السلطة من منظمة كفاح مسلح الى سلطة في ارض البلاد، لكن بعد انتفاضة شعبية كانت نصراً سياسياً، وفشلا عسكريا اسرائيليا، وانتفاضة مسلحة كانت نتيجتها هزيمة فلسطينية لكن سياسياً ودولياً صار "حل الدولتين" هو المشروع الدولي المطروح.

العام المقبل، سيمر نصف قرن على الاحتلال، وتهويد متسارع بعد اوسلو، وسيطرة اليمين الديني ـ القومي ـ الفاشي على مؤسسات دولة اسرائيل و 40 قانونا عنصريا ضد الفلسطينيين في اسرائيل.

منذ العام 2011 ومكانة فلسطين دولة في الامم المتحدة، ثم طيلة 100 يوم بالذات، ستدور حرب سياسية مع اسرائيل، تحت شعار اطلقه ابو مازن في الدورة الحالية للجمعية العامة "ليكن العام 2017 عام دولة فلسطين المستقلة".

بعد أسبوع، ستزورنا واسرائيل محكمة الجنايات الدولية لتعريفنا والإسرائيليين بإجراءاتها ..لكن قبل اسبوع، التقى رئيس السلطة والرئيس الفرنسي في القدس الغربية لنقاش حول عقد المؤتمر الدولي، وتحدث الرئيس اوباما في جنازة بيريس عن "حل الدولتين" كما فعل في خطابه الوداعي امام الجمعية العامة، الجنازة وراءنا والمعركة أمامنا.

المهم، ان العرب سيقدمون الى مجلس الأمن، من جديد، مشروعاً يدين الاستيطان، وسيتحدون "الفيتو" الأميركي المحتمل مرتين وثلاث، ثم سيطلبون اجتماع الجمعية العامة تحت بند "متحدون من اجل السلام".

هذا، ان طرح "اوباما" او لم يطرح في ختام ولايتيه افكاراً جديدة لحل مسائل معقدة، مثل القدس واللاجئين ويهودية اسرائيل. سيحرجنا ويحرج اسرائيل معا.

قال ابو مازن، مؤخراً، في بيت لحم "نحن لن نلغيهم وهم لن يلغونا" وأن لدينا 90 سفارة في دول العالم. هذا اهم من السجال حول مشاركته في جنازة بيريس.

ماذا يعني "متحدون من اجل السلام"؟ في الحرب الكورية 1950 – 1953 نقضت روسيا قرار مجلس الامن بتدخل دولي... لكن أميركا المسيطرة، آنذاك، على غالبية الجمعية العامة، لجأت الى بند "متحدون من اجل السلام" وخاضت جيوشها حرب تقسيم كوريا دولتين.

تذكروا ان الكونغرس نقض فيتو الرئيس الأميركي حول مشروع قانون مساءلة السعودية عن ضربة نيويورك. بالتالي سيكون لقرار الجمعية العامة "متحدون من اجل السلام" أي حل الدولتين تأثير معنوي وسياسي ودبلوماسي كبير.

"نحن لن نلغيهم وهم لن يلغونا" لكن لنتذكر ان دولة فلسطين قد تطلب اعادة النظر في اوراق اعتراف الجمعية العامة بدولة اسرائيل اعترافا مشروطا بحق عودة اللاجئين وكذا بقيام دولتين على ارض فلسطين.

هل ستتخذ "فيفا" الكروية الدولية قراراً ضد مشاركة فرق المستوطنات في دوري كرة القدم بما يهدد عضوية اسرائيل فيها؟

إسرائيل قوية ومنيعة ومزدهرة لكن فلسطين هي "كعب اخيل" لها، لانها ديمقراطية يهودية لـ 80% من سكانها اليهود ودولة تمييز لـ 20% من رعاياها الفلسطينيين ودولة احتلال لـ 2.8 مليون فلسطيني. هذه توليفة غير متماسكة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين الضعيفة كعب أخيل إسرائيل القوية فلسطين الضعيفة كعب أخيل إسرائيل القوية



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia