هـامــش أيـمـن

هـامــش أيـمـن ؟

هـامــش أيـمـن ؟

 تونس اليوم -

هـامــش أيـمـن

بقلم : حسن البطل

1 ـ عرس الأكاسيا ! 60 ألف ونيّف يشكلون جيش المملكة الشجرية على أضرابها: مثمرة وعاقرة، سامقة أو وارفة، نفضيّة الأوراق أو دائمة الخضرة، بريّة ـ حرجيّة أو مهجّنة ـ مؤصّلة.. وبالطبع: معمّرة كشجرة الأرز أو قصيرة العمر كشجرة اللوز. هذه الأكاسيا جندي نفر في هذا الجيش، وهي تشارك في عيد ازهرار الأرض في نيسان، المسمّى "نوار". ليست تقف على أرصفة الشوارع، ولا حدائق البيوت، فهي تنمو لتشكل ما يشبه تاج شعر امرأة أفريقية على سفوح الجبال. تتأخّر في نومها، ولا تلحق زفاف اللوزيات، الذي ألهم الشعراء، وقال شاعر إغريقي ما اختصاره: نوّر اللوز رأيت الله.

تخلع ثوب عرسها الأبيض لترتدي مريولاً أخضر لست البيت، وسريعاً ما تحبل ثماراً، ثم تنام شتاء لتصحو آخر الشتاء وأول الربيع، وتطرح ثماراً آخر الربيع وأول الصيف حتى أول الخريف. هذه الأكاسيا دائمة الخضرة، بأوراقها التي تشبه ألسنة الضفادع، لكنها في أول نيسان حتى آخر أيار ترتدي ما لا يعدّه العدّ من أزهار صفراء فاقعة كأنها عيون النمر. هذه الشجرة وارفة الفروع تشكل ما يشبه مظلّة شتاء مفتوحة، وفروعها تشكل ما يشبه دغلة ظليلة في هجير شمس الصيف. كنت قد وصفت هذا "النتش" القميء بأنه قنفذ الجبال، الذي يمسك تربة السفوح من الانجراف بسيلان ماء الشتاء. لا اعرف لماذا لا تتحالف هذه الأكاسيا مع هذا النتش في سفوح جبالنا لتساعده في حماية التربة من الانجراف، أو من جفاف فصل الصيف؟ إمّا تتحالف دغلات الأكاسيا مع النتش، أو تتحالف مع شجرة الخروب القوية، ودائمة الخضرة مثلها، لتشكلا معاً سياجاً متراصاً يعطي للتلال والجبال ثوباً أخضر على مدار الفصول.

في الصيف والخريف والشتاء تجفّ الأعشاب التي ترعاها قطعان الماشية، بينما تشكل قرون الخروب غذاءً قيماً للماشية، وزهور الأكاسيا تشكل موائد وافرة للنحل الذي يعطينا العسل، كما زهور أشجار الكينا.

2 ـ بنوك البذور في الأغنية: "لبنان يا أخضر .. يا حلو" لكن كان الغطاء الشجري يشكل 40% من مساحة لبنان، وتدهور إلى 12%. هناك تدهور أخطر، وهو أن البذور تخضع لتهجين متواصل (كما هي حال الفرق بين دجاج المزارع ودجاج حواكير الفلاح). تقوم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بإنشاء "بنوك" للبذور الأصلية، حتى إذا بلغت البذور المهجّنة عمر الكلال وبداية الانهيار، تقوم البذور الأصلية بإسعافها ومنع موتها وانقراضها. كان القمح، كما كان الأرز، كما كانت البندورة ثم صار التهجين المتواصل لزيادة الغلّة يحمل خطراً على النباتات من الحشرات والطفيليات وزيادة المخصّبات. مشروع بسيط للإغاثة الزراعية في بلدة الخضر، قرب بيت لحم، وهو إقراض الفلاح بذوراً أصلية مجاناً، مقابل أن يعيدها 130%إلى البنك!

هذا جزء من مشروع أكبر ترعاه "الفاو" لحفظ البذور الأصلية في "بنوك بذور" خاصة في المناطق شبه الجافة جغرافياً. طرق الاسفلت تصل بين المدن، وبين المدن والقرى.. لكن هناك 3500  كيلومتر من الطرق الزراعية التي هي بمثابة الأوردة الدموية إن كانت طرق الاسفلت بمثابة الشرايين.

3 ـ كهرباء من الروث إلى توليد الكهرباء من أشعة الشمس ومن الرياح، ومن حركة المد والجزر في البحار.. وبالطبع مساقط المياه من السدود على الأنهار، هناك مصدر آخر: مصنع لإنتاج الحليب والألبان في الخليل صار يكتفي جزئياً بمصادر الطاقة، عن طريق معالجة وحرق روث الأبقار. هذا الروث غني بغاز الميثان، وروث الأبقار والخنازير يشكل مصدراً للوقود علما أنه يشكل مصدراً لغازات الدفيئة واحترار جو الأرض. .

. بعد استخدامه زبلاً طبيعياً يغني أحياناً عن المخصبات الكيماوية، ومخاطر الفرط فيها، صار مصدراً للطاقة.

4 ـ "أم القنابل" منذ أن نطق صدام حسين بتعبير "أم المعارك" صار التعبير يُستخدم في وصف مجالات أخرى، مثل "أم المشاريع" السياسية والاقتصادية. الولايات المتحدة "أم السيارات" مثلاً، و"أم السكك الحديدية" وبالطبع فإن عملتها هي "أم العملات"، ولا ننسى أنها أم القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي، وأم قاذفات القنابل غير الذرية. .. أيضاً، هي التي اخترعت سلاح قذائف اليورانيوم المنضب لاختراق الدروع.. والآن، بعد صواريخ التوما هوك على سورية، ألقت "أم القنابل" على مخابئ وأنفاق "داعش" في أفغانستان. "أم القنابل" لها أولادها الصغار، وإسرائيل تريد بعضها الأخف قوة لتدمير أنفاق "حماس". هل من حاجة للقول إن الولايات المتحدة هي أم حاملات الطائرات، سواء في البحار السبعة أم في قواعدها التي تزنّر الأرض! في أفغانستان، وجهت أميركا الجديدة رسائل إلى كوريا الشمالية وإيران.

5 ـ "أم المقالات" مقال في "هآرتس" عن مخاطر قلم اليمين الجديد الإسرائيلي على إسرائيل، أثار اعتراضات حادّة من أقصى اليمين الإسرائيلي إلى أوّل اليسار. ترامب يشكو من صحافة بلاده "اليسارية"، وبيبي وحلفاؤه يشكون من مقالات كتّاب اليسار في إسرائيل. 

المصدر : صحيفة الأيام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هـامــش أيـمـن هـامــش أيـمـن



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia