ابتسامة مع أسنان كلبية

ابتسامة مع أسنان كلبية!

ابتسامة مع أسنان كلبية!

 تونس اليوم -

ابتسامة مع أسنان كلبية

بقلم : حسن البطل

ذكَّرنا د. إكرام لمعي بمرور خمسمائة عاماً علي بدء الإصلاح الديني في أوروبا عندما ألصق مارتن لوثر إعلاناً تاريخياً علي باب كاتدرائية وتنبرج في ألمانيا تضمن 95 احتجاجاً علي ممارسات الكنيسة في ذروة سيطرتها علي الحكم في القارة العجوز. 

بدا ذلك الإصلاح حينها مستعصياً في مرحلة كانت تحمل نذر حروب دينية - مذهبية ضارية. ولذلك استغرق وقتاً طويلاً بعد أن أضاء لوثر أول مصباح وسط ظلام دامس. كان المصباح جد صغير، مثله في ذلك مثل مصابيح أخري أضاءها مثقفون ومفكرون صار جون لوك الأكثر شهرة بينهم، بعد أن تُرجمت النسخة الثالثة لرسالته في التسامح إلي كثير من اللغات الحية. ولكن المصابيح التي أضاءها آخرون مثل جون آدون، وروبرت فرجسون، وجون همفري، ووليم بين، وبيير بيل وغيرهم لم تكن أقل أهمية في إظهار الأخطار الفادحة المترتبة علي التعصب الديني ورفض الآخر وشيطنته. 

غير أن هذه المصابيح كلها ما كان لها أن تفتح الطريق أمام إصلاح ديني جذري، دون النهضة التي سبقتها بقليل، ثم تزامنت معها، في حقلي الفن والعلم. وإذا أردنا أن نُحدَّد أوزاناً نسبية للعوامل التي أسهمت في تحقيق الإصلاح الديني في أوروبا، لوجدنا أنها الفن أولاً والعلم ثانياً ثم الفكر الذي بشَّر بهذا الإصلاح بطريقة مباشرة. 

كانت النهضة الفنية التي بدأت إرهاصاتها في إيطاليا في القرن الثالث عشر هي طاقة النور الأقوي التي أخرجت العقل الإنساني من القمقم، ووضعت أول خط فاصل بين قديم كان متشبثاً بالاستمرار وجديد كان يبزغ علي استحياء. فقد عبرت تجلياتها في التصوير والرسم والموسيقي والشعر والنحت والمعمار عن تطلع إلي حياة أجمل وأرقي ينطلق فيها العقل، ويتحرر من قيوده. 

وهذا الدور المحوري للفن هو الدرس الذي ينبغي أن نستوعبه إذا كنا جادين في التطلع إلي إصلاح ديني في مصر والمنطقة0 فلا يستقيم التضييق علي نشاطات الشباب الموسيقية والغنائية والمسرحية وغيرها، وترسيخ حالة اجتماعية محافظة بل رجعية تجاه الإبداعات الجريئة، مع الحديث عن إصلاح الخطاب الديني أو تطويره. فلنطلق حرية الإبداع الفني والأدبي، ولنتعامل بجدية مع قضية البحث العلمي، إذا أردنا محاربة التطرف والإرهاب. 

صحيفة : الأيام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسامة مع أسنان كلبية ابتسامة مع أسنان كلبية



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia