هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو

هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو؟

هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو؟

 تونس اليوم -

هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو

بقلم - حسن البطل

ما قاله الرئيس، أمام محفل شرعية الدول في نيويورك، أو برلمانها، يمهّد لما سيقول، ويفعل، أمام محافل الشرعية الوطنية: المجلس المركزي واللجنة التنفيذية!
وحدها، إسرائيل، الحكومية "الوزير ليبرمان" والبرلمانية "البيت اليهودي" أو "الليكود" رحّبت بما قاله ترامب أمام الجمعية العامة في دورتها الـ73 عن نقل السفارة إلى القدس، وعن عقوبات أشد على إيران، وضد مجلس حقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، التي وصفت الخطاب بأنه "موسيقى لآذان الطغاة، ومجرمي الحرب"!
عوضاً عن تصفيق الاستحسان، نال خطاب ترامب، الرئيس 54 ضحكات سخرية لمّا أقحم برلمان الدول بنجاحاته لبلاده، في مقابل ما فعله سلفه، الرئيس 53.
رئيس الصفقات العقارية، هل سيوافق على صفقة سياسية ـ أمنية، قد يقترحها عليه رئيس حكومة إسرائيل، قوامها: رفع بعض العقوبات الأميركية عن روسيا، مقابل أن "تخصي" روسيا أجهزة تشويش ورصد عن قرارها تزويد الجيش السوري بنظام الدفاع الجوي S-300؟
صحيح، تقنياً، أن موسكو تنوي تسليم أنقرة نظام دفاع جوي S-400 أكثر تقدماً، لكن دون أجهزة تشويش ورصد مساعِدة. هكذا سيكون لتركيا سلاح جوي من طائرات أميركية، ونظام دفاع جوي صاروخي من نظام روسي.
ترامب هدّد أنقرة بعقوبات إن اشترت دفاعاً جوياً صاروخياً روسياً، وهو ما لم تفعله واشنطن ضد اليونان بشرائها مثل هذا الجهاز، لكنها هدّدت الصين بعقوبات إن اشترت دفاعاً جوياً صاروخياً وطائرات روسية حربية متقدمة.
إسرائيل ألقت باللائمة على إسقاط طائرة الرصد والتشويش اليوشن 20 على دفاع جوي صاروخي سوري عتيق هو S-200، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، اتهم إيران بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية؟
سنعرف، في مقبل الأيام القريبة، عندما تشن إسرائيل الغارة 202 على سورية، هل سينجح نتنياهو في إقناع ترامب بصفقة رفع بعض العقوبات الأميركية على روسيا، مقابل عودة روسيا إلى التنسيق الجوي الفني مع إسرائيل. إمّا مظلة جوية حمائية روسية كاملة للأجواء السورية، وإمّا مظلة ذات ثقوب تسمح بعمل طائرات إسرائيل ضد أهداف إيرانية وسورية.. وهذا مستبعد!
كانت للرئيس الروسي بوتين تصريحات "معتدلة" على إسقاط الطائرة، لكنه ترك للجيش الروسي التصريحات والخطوات المتشددة!
هناك حرب تجارية أميركية مع دول العالم، خاصة مع الصين، التي تستطيع تهديد الاقتصاد الأميركي لأنها تحوز مئات المليارات من الدولارات من سندات الخزينة الأميركية.. وهذه أول مرّة تهدد واشنطن بكين بعقوبات ذات منشأ أمني إن اشترت سلاحاً روسياً.
ربما لن تعود أميركا، بعد سنوات، القوّة الأعظم اقتصادياً، لكنها تبقى الأعظم عسكرياً، والدولة التي تستخدم سلاح العقوبات على بقية دول العالم وعلى شخصيات في هذه الدول، وهو السلاح الأميركي الآخر بعد سلاح "الفيتو" في حكومة الشرعية الدولية أي مجلس الأمن.
كانت واشنطن قد نجحت في "تعديل جاكسون" الخاص بالفرض على موسكو السماح بهجرة مليون يهودي من روسيا السوفياتية وتوابعها إلى إسرائيل.
يقول الجيش الروسي إنه سيزود سورية، في غضون أسبوع، بنظام دفاع صاروخي متقدم، وهو طلب سوري قديم يعود إلى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بعد نجاح سلاح الجو الإسرائيلي في تحطيم دفاع صاروخي جوي سوري من طراز سام 5 في بقاع لبنان. سيصبح نظام S-300 عملانياً على الفور، لأن موسكو درّبت خبراء الجيش السوري على هذا النظام.
بيان الجيش الروسي عن تحديث وتفعيل عمل نظام دفاع جوي صاروخي سوري، لم يتحدث عن تحديث سلاح الجو السوري بطائرات قتال روسية حديثة جداً، مثل سوخوي 35 أو 57، علماً أن طائرات سلاح الجو السوري المتقادمة كلها روسية الصنع، خلاف مصر التي تملك طائرات قتال أميركية الصنع.
بصراحة، ليس من المستبعد أن ينجح نتنياهو في صفقة مع ترامب، قوامها "خصي" فاعلية أجهزة التشويش والرصد المساعدة لنظام S-300، مقابل رفع واشنطن عقوبات على روسيا بسبب جزيرة القرم وأوكرانيا، وربما تخفيف العقوبات على تركيا لشرائها نظام S-400، وعلى الصين لشرائها دفاعاً صاروخياً جوياً روسياً وطائرات حربية متقدمة.
لماذا لا؟ أثبت بوتين في قمة سوتشي مع أردوغان، أنه يميل إلى تسوية وسط بخصوص "تحرير" محافظة إدلب من المنظمات الإرهابية.
لقد صار تعريف المنظمات الإرهابية مثل كرة البنغ بونغ تتقاذفها الدول المختلفة، كما هو حال الهجوم الإرهابي على عرض عسكري إيراني في عاصمة الأهواز الإيرانية.
إيران وصفت الهجوم، الذي حصل في ذكرى بدء الحرب الإيرانية ـ العراقية، بأنه "إرهاب" وقالت أميركا إنه كذلك، كما قالت معظم دول وأحزاب وفصائل العالم في المنطقة.
هدّدت إيران بأنها سترد على جهاز "الموساد" في سرقة الأرشيف النووي الإيراني، لكنها لم تفعل، وهي تهدد الآن بالرد على الإرهاب في الأهواز.
طهران بلعت الإهانة "الموسادية"، وقد تبلع الإهانة الإرهابية.. لكن موسكو أمام سؤال: هل ستبلع إهانة السلاح الروسي، أم سوف تمنح سورية مظلة دفاع جوي صاروخي، بلا "ثقوب" تسمح لطائرات الجو الإسرائيلي بالمرور والضرب في سورية.
حسن البطل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو هل يقبل ترامب مقايضة نتنياهو



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia