«عاصمة الشتات» تنهض من الدمار

«عاصمة الشتات» تنهض من الدمار!

«عاصمة الشتات» تنهض من الدمار!

 تونس اليوم -

«عاصمة الشتات» تنهض من الدمار

بقلم - حسن البطل

أيلول الجاري منسوب لربع قرن على أوسلو، ومن قبل كان منسوباً لمجزرة صبرا وشاتيلا، وسنرى في أيلول المقبل كم نسبة لاجئي عودة سورية الفلسطينيين إلى «عاصمة الشتات».. دون أن ينسى زميلي قيس مراد أن أيلولاً سبق النكبة كان منسوباً لاغتيال إسرائيل الوسيط السويدي الكونت برنادوت.
منذ سنوات تلت بدء النزاع السوري، صار مخيم اليرموك منسوباً إلى «عاصمة الشتات». نصف سكان سورية تشتتوا، خلال سبع سنوات من النزاع، بين نزوح داخل البلاد ولجوء خارجها، لكن من مجموع ربع مليون لاجئ فلسطيني وسوري في المخيم وجواره، تبقى فيه أكثر قليلاً من 6 آلاف نسمة فلسطيني.
هذه السنة، جرى أول إحصاء لبناني ـ فلسطيني مشترك لعدد اللاجئين الفلسطينيين فيه، ومن 350 ألف لاجئ تبقى فيه 140 ألف لاجئ، قسم منهم من لاجئي سورية، خاصة مخيم اليرموك.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أصدر، في أيلول الجاري، إحصائية عن ضحايا النزاع (360 ألفا، منهم 110 آلاف مدني) وغالبتيهم شبه مناصفة بين جنود النظام وتحالفاته، وقوات المعارضة المسلحة وصراعاتها!
هناك تقدير بأن نسبة ضحايا الفلسطينيين ـ السوريين في النزاع تقارب نسبتهم الى عديد السكان، بانتظار إحصائية سورية ـ فلسطينية لنسبة اللاجئين الفلسطينيين من نسبة اللاجئين السوريين، داخل البلاد وخارجها.
هناك من يتهم النظام السوري بممارسة نوع من التطهير العرقي الطوائفي ضد الغالبية السنية من سكانه، لكن مصدراً سورياً سخر من الاتهام، لأن 80% من سكان سورية هم من السنة، ونسبة أكبر من هذه هم من اللاجئين الفلسطينيين السنة.
واضح أن ورشة إزالة أنقاض مخيم «عاصمة الشتات» تمهيداً لإعادة إعماره لم تكن لتبدأ دون موافقة النظام السوري. الجديد في المسألة أنها ستجري على نفقة السلطة الفلسطينية، ما يعني فتح صفحة جديدة لطي الخلاف بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودور ذلك النظام في «حرب المخيمات».. من تل الزعتر، إلى صبرا وشاتيلا.. وأخيراً دور «فتح الإسلام» المقربة من النظام في نزاع أدى إلى تدمير مخيم «نهر البارد» شمال لبنان.
إعادة إعمار ذلك المخيم، بعد سيطرة الجيش اللبناني عليه، لم تستكمل بعد، وتتم بأموال من «الأونروا» وأموال خليجية، وكذا حال إعادة إعمار مخيم جنين التي أنجزت بعد اجتياح إسرائيل عام 2002.
قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعمار الخراب السوري بـ400 مليار دولار. غير معروف كم ستنفق السلطة من ميزانيتها المتواضعة (حوالي 6 مليارات دولار) على إعادة إعمار «عاصمة الشتات» مع انخفاض المساعدات الخارجية البالغة 30% من الميزانية بنسبة 50% خلال خمس سنوات أخيرة!
المساعدات الأميركية للسلطة هي خارج الميزانية، لكن مساعداتها لميزانية «الأونروا» تبلغ ربع ميزانية الوكالة، تستطيع «الأونروا» تولي إعادة إعمار مخيم اليرموك.
ربما سيذهب إنفاق السلطة على إعادة إعمار مخيم اليرموك من بند النفقات التطويرية، البالغة أكثر قليلاً من 800 مليون دولار.
تشير موافقة النظام السوري على دور السلطة في إعادة إعمار المخيمات، بدءاً من «عاصمة الشتات» إلى طيّ صفحة خلافه مع حركة «فتح» ومنظمة التحرير، بعد أن انحاز النظام إلى دعم دور فصائل المعارضة الفلسطينية في المخيم، التي تسببت في سيطرة الفصائل الإسلامية المتطرفة عليه، ومن ثمّ خرابه وتدميره وتشريد سكانه إمّا داخل سورية، أو إلى خارجها.
خلاف بعض دول اللجوء الفلسطيني إلى دول الجوار العربي، فإن سورية لا تميّز في قوانينها بين رعاياها واللاجئين الفلسطينيين إليها، لأن القانون السوري يقول: «الرعايا السوريون ومن في حكمهم»، وعداء نظام البعث السوري لسياسة م.ت.ف لا يشمل اللاجئين الفلسطينيين إليها، وإن كان تأثر بالخلاف بين المنظمة وسورية إبّان الصراع اللبناني، ثم بعد دعم سورية للانشقاق 1983، ومعارضتها لاتفاقية أوسلو.
خلاف دول عربية وإقليمية وخارجية منخرطة في الصراع السوري؛ فإن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لم تتدخل، وإن بقيت أقرب إلى موقف النظام، شأنها شأن مصر، في الدفاع عن وحدة سورية.
دور السلطة والمنظمة في إعادة إعمار «عاصمة الشتات» هو تأكيد على شرعية المنظمة في تمثيل شعبها الذي يواجه تحديات في البلاد وخارجها، أيضاً.

الطائرة الروسية
تحاول إسرائيل نسب مسألة إسقاط الطائرة الروسية، قبالة الساحل السوري، إلى خلل فني في التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي لتلافي الاشتباك.
لكن، وإن كان صحيحاً أن الدفاعات السورية هي من أسقطت الطائرة، غير أن حق الدفاع السوري لا يبرّر استمرار إسرائيل في السيطرة الحربية الجوية على سماء سورية.
تحاول موسكو تنسيق المواقف المختلفة إزاء الوضع العسكري السوري المعقد بين أربع دول: إيران، تركيا.. وإسرائيل، بعد اتفاق غير معلن على إبعاد حلفاء إيران عن الحدود الإسرائيلية 80 كم، واتفاق مع تركيا التي تلعب دور حامية المعارضة ونفوذها في إدلب، علماً أن إدلب تجاور منطقة النفوذ الروسي العسكري في اللاذقية وطرطوس، كما تجاور تركيا.
تقول موسكو إن إسقاط تركيا لمقاتلة روسية غير ما جرى من سقوط الطائرة الروسية قبالة ساحل اللاذقية. ستزود روسيا تركيا بنظام الدفاع الصاروخي S400 العام المقبل، وكذا قد تزود إيران به.
على موسكو أن تزود نظام الدفاع الجوي السوري بمثل هذا النظام، بما يمكنه من وقف إسرائيل عن جعل الأجواء السورية ملعباً لسيادة سلاح الجو الإسرائيلي.. ما دامت موسكو مع سيادة سورية على أراضيها.
حسن البطل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عاصمة الشتات» تنهض من الدمار «عاصمة الشتات» تنهض من الدمار



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia