يا دار يا دار زهران

يا دار.. يا دار زهران !

يا دار.. يا دار زهران !

 تونس اليوم -

يا دار يا دار زهران

بقلم : حسن البطل

هكذا تنوح كلمات الأغنية: "يا دار.. يا دار إن عدنا كما كنّا لأطليك يا دار بعد الشيد بالحنّة"!
أكثر من هكذا تنطق حجارة دار زهران، المطلية جدرانها بأكثر من الشيد، وما هو أجمل من الجنة.
من كلمات ربكم الأعلى أنه يحيي العظام وهي رميم.. وهذا يوم ينفخ في الصور. العظام للكائنات، وأما الحجر فهو عظام الأرض، ويسجل تاريخ الحضارات في العمران.
صار للعلماء أن يبنوا من عظمة أو عظمتين هيكل كائن بائد، ويكسوه باللحم، وترونه في السينما كما رأيتموه في "الحديقة الجوراسية" مثلاً.
قبل قرنين ونصف القرن بنوا تلك الدار، أول رام الله التحتا، خطوات على الرصيف الآخر من مبنى فرع البنك العربي. قبل قرنين ونصف لم تكن للكاميرا عيون فوتوغرافية، لكن عندما فتحت عيونها بعد قرن صورت مآل الدار: كومة دارسة تقريباً من حجارة دار كانت مقر المختار القديم، ودار ضيافة لزوار رام الله، وأخيراً مطعمأً.
نحن في العام 2016، وفي العام 2015 صارت دار زهران على خريطة التصنيف السياحي لمتاحف هذا الشرق الأوسط، وجاء ترتيبها سابقاً من بين 25 من ابرز المتاحف السياحية. متحف "ياد فاشيم" (يد واسم) الإسرائيلي لضحايا الهولوكوست أولاً، ومتاحف إسرائيلية بين 4ـ6 متاحف في القائمة.
كيف لدار زهران أن تحلّ سابعاً؟ هذا ثمرة جهد فردي ـ عائلي بدأ العام 2012، ولا يزال مستمراً. هل سيأخذ متحف فلسطين ـ بيرزيت بعد افتتاحه هذا العام مكانه في تصنيف المتاحف السياحية؟
ما لا يُصدق تقريباً، أن المتاحف الـ24 نهض بها فريق في مؤسسة في دولة، لكن المتحف الـ7 نهض به فرد واحد، أو أخ وشقيقته!
إنه المرمم؟ كلا فالأمر أقرب إلى إعادة بناء وهيكلة. إنه مؤسس، وهو المالك والوارث، وهو "مسبّع كارات" شقيل. نجار. حداد. كهربائي. جنيناتي. مصور.. إلخ، وهكذا نهضت الدار العتيقة من الخراب والدمار، وعادت أحلى وأجمل مما كانت، وصارت متحفاً ناطقاً بالحياة ونشاطاتها: الأدبية، الفنية، السينمائية، ومعرضاً للوحات الفنية التشكيلية، وللتراث، أيضاً. في كل قرنة ما يلائمها من تحفة أو صورة أو خارطة.
هو زهران يعقوب جغب، حفيد يعقوب زهران جغب المختار القديم لرام الله، وممثل أهاليها أمام السلطان.
لمّا زرنا "دار زهران" كان زهران مشغولاً بإعادة بناء الطبقة الثالثة من الدار و"تتحيفها" لتصير كما يليق بالدار من تكامل النشاطات؛ ومركز ونشاط شقيقته ياسمين زهران الموهوبة والمجدّة في مجالات الآثار، والتاريخ الشفوي وعنهما تكتب وتؤرخ، وكتبت عدة كتب عن رام الله وفلسطين. قريباً ستكون للدار مكتبة غير مكتبات المدينة. مكتبة أثرى في مجالها.
جهد ذاتي، تمويل ذاتي، زيارة مجانية.. والنتيجة ليست المرتبة السابعة فقط، لكن إحياءً كاملاً لأجمل معمار قديم في رام الله، يستقبل يومياً عشرات الزوار معظمهم أجانب، أو مئات أحياناً، وحتى الآن استضافت "دار زهران" ستة معارض لفنانين مختلفين في مجالات التصوير الفوتوغرافي، والرسم، والأفلام الوثائقية. توزيع جميل. إضاءة جميلة. مقاعد لراحة المشاهد.. وضيافة قهوة وبسكويت، أيضاً.
حالياً، وطيلة شهر نيسان تزدان جدران الدار بلوحات إسماعيل شموط وتمام الأكحل، في "السيرة والمسيرة" الملحمية للشعب من النكبة إلى الثورة، هي 16 لوحة ـ جدارية لعميد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الراحل، والذي ترحّل من بلد إلى بلد، بينها سبع لوحات ـ جداريات لزوجته المقيمة في عمّان حالياً.
تعرفون أن هذه الأرض شمس "تيرّاسانطة" لكن، بعد زيارتنا للدار، عرفنا أن لهذه "الأرض المقدسة" اسماً فرعياً رومانياً خاصاً برام الله، أو لواد من وديان تلالها البديعة، سماه الرومان "ترفيديا" أي "الأرض المخلصة". إنها جزء من تاريخ هذه الأرض وموروثها الزراعي، وآثارها، ومنحوتاتها وينابيعها. للمدينة الناهضة الحديثة إطارها الطبيعي العريق!
في أول رام الله ـ التحتا جدارية فسيفساء كبيرة أنجزها الفنان نبيل عناني تكريماً لشهداء رام الله. إنها ملحمية كما هي لوحات إسماعيل وتمام.
هذا العام سينهي الفنانان الكبيران سليمان منصور ونبيل عناني مجسّماً تحية لمؤسس المدينة راشد حدادين، وأولاده الخمسة، وعائلات رام الله السبع، سيوضع أمام مبنى البلدية. لكن عليك بالذهاب إلى "دار زهران" لترى أجمل بيوت رام الله القديمة، وكيف نهضت عمرانياً من خراب الزمن، وكيف صارت أحلى، وكيف صارت تحتل المرتبة السابعة من المتاحف السياحية في الشرق الأوسط.
اقرع جرس الباب الكهربائي، ليستقبلك من مشاغله المؤسس، ومالك الدار، وحفيد أسرة جغبوب. سُرّ من رأى.
ملاحظة غير عابرة: دار زهران لا تنتظر تكريماً ولا صاحبها ينتظر جائزة من مطر جوائز فلسطين. موروث المدينة والشعب في بيت الوارث للدار.

المحكمة الدستورية
غير مهتم بحوارات الدوحة، وما قبلها وما بعدها، حول إنهاء الانقسام، ومهتم قليلاً ببيانات اللجنة التنفيذية للمنظمة، والمجلس الاستشاري للحركة، والمجلس المركزي للمنظمة، والمجلس الثوري للحركة.. طق حكي ورصف كلام!
لكن.. لدينا محكمة عدل عليا، وصار لدينا محكمة دستورية، سداسية، من رئيس ونائبه وأربعة أعضاء.
مهمة المحكمة أن تنظر في دستورية مراسيم يصدرها رئيس السلطة في غياب المجلس التشريعي.
أعضاء المحكمة أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس، لكن مع مؤشر سلبي لحوارات الدوحة، وما قبلها وما بعدها، حيث منعت "حماس" عضوين من السفر إلى رام الله، وحتى من أداء اليمين عبر الفيديو كونفرانس، بينما سيؤدي عضو آخر اليمين بعد عودته.
لا جديد ولا مستجد في لغة بيانات الأطر القيادية للحركة والمنظمة، سوى فقرة غريبة في بيان اللجنة التنفيذية، تدعو المواطنين إلى الاصرار على عبور الشارع الرئيس في بلدة حوارة، وترك الطرق الالتفافية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا دار يا دار زهران يا دار يا دار زهران



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia