والآن اللغوصة الخلاّقة

.. والآن؟ "اللغوصة الخلاّقة" ؟

.. والآن؟ "اللغوصة الخلاّقة" ؟

 تونس اليوم -

 والآن اللغوصة الخلاّقة

حسن البطل

"مَزَطتْ"؟ عمود ظهر الخميس طلع صالح للقراءة صباح السبت.. ولن أُهنئ نفسي أو قلمي، مع أن "دراما" الخميس ـ السبت كانت أشبه بالمثلثلات (المسلسلات) والتمسيليات (التمثيليات) الرمضانية التي تحتل الشاشات.. و"سلّي صيامك" عن المنغّصات المصرية والسورية! في ختام جولته السادسة لم يعد جون كيري إلى بلاده "بخفّي حنين" أي بمفاوضات على المفاوضات، بل باتفاق على محاولة الاتفاق. شو يعني؟ ستة شهور (وست جولات) للمفاوضات على المفاوضات، ستليها ستة شهور لمفاوضات الاتفاق على محاولة الاتفاق.. وربما ستليها ست سنوات لتنفيذ الاتفاق. (تذكروا اتفاقية سيناء وطابا). كانوا يحكون عن "الغموض الخلاّق"، أي "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".. وسيقولون عن دبلوماسية كيري (المعدّلة والمنقّحة عن دبلوماسية كيسنجر) ربما: استعينوا على النجاح.. باللغوصة.. وسائط الإعلام ليست كما كانت! مفهوم أو غير مفهوم، وحتى يكون مفهوماً فإن كيري حصل على نصف قرار فلسطيني بالموافقة على شروط بدء التفاوض، ونصف قرار إسرائيلي بالموافقة غاية التفاوض. بمعنى؟ لم يوافق الفلسطينيون على يهودية دولة إسرائيل، ولم يوافق القادة الإسرائيليون على دولة فلسطينية وفق خطوط 1967 المعدّلة.. ومن ثم قام كيري بالتجسير على الموقفين بموقفه: إسرائيل يهودية وفلسطين فلسطينية، أي أميركا ضامنة يهودية دولة إسرائيل، وضامنة لدولة فلسطينية على خطوط 1967؟ بدها شوية مزاح؟ تذوّق أوباما الحمّص والفول من إعداد إسرائيلي، ثمّ الحمّص والفول وورق العنب من إعداد فلسطيني.. وأما كيري فقد تذوّق الشاورما في البيرة ـ رام الله.. والآن؟ .. بعد نصف قرار فلسطيني وآخر إسرائيلي للاتفاق على محاولة الاتفاق بدء (مفاوضات عريقات ـ ليفني في واشنطن بإشراف كيري شخصياً) صار الأمر أشبه بوجبة "سباغيتي" (أندومي) أندونيسية أو آسيوية، أي إضافة ماء ساخن أميركي على مكوّنات الوجبة الجاهزة والرخيصة، التي لا تُسمِن .. ولكن تغني عن جوع! منذ هنري كيسنجر، وفكّ الارتباط العسكري، ثم اتفاقية الفصل الأولى والثانية في سيناء، لم يمرّ علينا وزير خارجية أميركي في عناد ودأب الوزير جون كيري. إنه أنجح رئيس سابق للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس منذ رئاسة سلفه وليم فولبرايت. يبدو كيري في الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي حمامة سلام أو صانع سلام، لكنه ليس كذلك في الموضوع السوري، فهو يؤيد تدخلاً عسكرياً أميركياً في سورية، مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، بينما يعارض وزير الدفاع هاغل ورئيس الأركان وامبسي..وفي الوسط الرئيس باراك أوباما.. لكن، في الموضوع الفلسطيني يعمل أركان الإدارة الأميركية بتوافق تام. زمان، في دبلوماسية كيسنجر، كان هناك قادة إسرائيليون "حمائم" وآخرون "صقائم" صقور ـ حمائم، لكن في دبلوماسية كيري هناك في حكم إسرائيل صقور أو "صقائم" ما عدا هذا البلبل في قفص المسمى تسيفي ليفني، الذي سيفاوض عريقات في واشنطن.. ومن ثم يعود كيري في جولة سابعة.. مع نهاية شهر التمثيليات والمسلسلات الرمضانية، ليعلن مع عيد الفطر السعيد اجتراح معجزة النجاح! ما هو الفارق بين "مفاوضات كامب ديفيد 2000" و"مفاوضات عمان 2013"؟ في الأولى كان الرئيس كلينتون يثق بايهود باراك ولا يثق بياسر عرفات، وفي مفاوضات 2013 يبدو أن عباس يثق بكيري، بينما نتنياهو لا يثق بالاثنين.. ولا بالرئيس أوباما! تقول مصادر نتنياهو إن المفاوضات إذا بدأت، سوف تستغرق لا أقل من ستة شهور، وخلالها قد يجد نتنياهو فرصة للتملُّص، كما فعل في قمة "واي ريفر" 1998، مع عرفات وكلينتون أو مفاوضاته مع عباس 2010.." ويخلق الله في ستة شهور ما لا تعلمون". الانهيار في "دول الربيع العربي" ذريعة نتنياهو، وليس إلاّ دافعاً لواشطن لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. فهل يهرب نتنياهو إلى الحرب مع إيران للخلاص من "اللغوصة" الأميركية في الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟ خوف نتنياهو من دولة مشتركة يفوق خوفه من دولة فلسطينية محتواة، لكن خوف بعض حلفائه من دولة فلسطينية مستقلة يفوق خوفهم من دولة مشتركة. صحيح أن الاحتلال مرض مشترك لفلسطين وإسرائيل، وكلما أزمن المرض صعب الشفاء، لكن أميركا ترى أن الشعبين ملتصقان بالبطن وليسا توأماً سيامياً بقلب واحد أو دماغ واحد، ومن ثم يمكن الفصل دون أن يموت أي واحد منهما. ملاحظة أخيرة: طالما اشتكى عرفات من "الزمن الرديء" العربي، وبعد أوسلو توالت علينا أزمان رديئة: الانهيار العراقي والسوفياتي، ثم ضربة البرجين في نيويورك.. ثم هذا "الربيع العربي". ما هو السرّ في أن فلسطين تتقدم مع ذلك، رغم كل زمن رديء عالمي وعربي.. وإسرائيلي؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 والآن اللغوصة الخلاّقة  والآن اللغوصة الخلاّقة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia