مصر من الجيش إلى الجيش

مصر: من الجيش إلى الجيش؟

مصر: من الجيش إلى الجيش؟

 تونس اليوم -

مصر من الجيش إلى الجيش

حسن البطل

"أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى/ وتتركني ضفاف النيل مبتعدا/ فإذا العواصم كلها زبدا". محمود درويش *** لو وصفت يوم 30 حزيران قبل أن ينجلي، لقلت إنه "يوم تقرير مسار مصر" وبالتالي تقرير مسار "الربيع العربي"، وربما العالم العربي. عقل مصري ألمعي، فلسفي ونهضوي ونقدي، هو أنور عبد الملك، رحل قبل أن يشهد يوم تقرير المسار المصري، ومن مؤلفاته الثرية، ونال عليها أرفع جائزة في بلاده آنذاك "جائزة الدولة التقديرية" العام 1996 سأذكر كتابه: "المجتمع المصري والجيش" 1962 ـ 1970. بعد سنة أولى حكم مدني، كان فيه الهتاف في مليونيات ساحة التحرير: "يسقط. يسقط حكم العسكر" يعود الهتاف في مليونيات حزيران 2013 يطالب الجيش بإنقاذ البلاد! كيف انتهت حركات قاعدية شعبية واسعة للإصلاح والديمقراطية من "كفاية" إلى "6 إبريل" إلى "25 كانون الثاني" إلى حركة "تمرد" للمطالبة بأن يحافظ الجيش على البلاد، وأن يستجيب الجيش كقوة فصل وردع من مخاطر "حرب أهلية" بين شارع "الإخوان" وشارع المطالبين بانتهاء حكمهم؟ زميلي أكرم عطا الله أنشأ في "الأيام"، أمس، مقالة مُعَنْوَنة "ابتعدوا عن مصر" ولها وجاهتها ومبرّراتها والمخاطب فيها هو: الفلسطينيون بالذات، والفلسطينيون المقصودون بالذات هم، أولاً، حكم "الإخوان" ـ "حماس" في غزة، وحكومة السلطة في رام الله.. وربما، أيضاً، أصحاب الرأي والأقلام الفلسطينية والمحسوبة على الفلسطينيين خارج فلسطين. ما هي علّة، ما يجري في مصر من جَيَشَانٍ عظيم؟ زعامة مصرية لم تحافظ على دور زعامة مصر للعالم العربي، وديمقراطية جاءت بحكم "الإخوان" المدني ولكنها صارت متهمة، بعد عام أو أقل على انتخابها بـ "أخونة" المجتمع المصري. الانتخابات ليست هي الديمقراطية، لكن لا ديمقراطية بلا انتخابات، ولا ديمقراطية بلا "حرّية تعبير" ومن فضل "ارحل" التي رفعت في وجه الزعامة العسكرية أنها أتاحت حرّية تعبير لم تشهد لها مصر مثيلاً، لكن حرّية التعبير وجه من وجوه الديمقراطية. كلنا نعرف أن مصر، التي هي مرساة العالم العربي وساريته، هي "دولة مؤسسات" وكانت كذلك منذ الفراعنة إلى حكم العسكر، والمشكلة أن حكم "الإخوان" هدّد بتقويض "دولة المؤسسات" فوقع في مشاكل مع القضاء المصري الشهير، ومع الجيش الوطني، ومع الشعب، أيضاً، علماً أن الشعب المصري أكثر شعوب الأرض تديُّناً، وأن لا تحتمل غالبية الشعب سنة من حكم "الإخوان" أمر ذو دلالة بعيدة المدى والأثر. صحيح وصحّي، أيضاً، أن تتبنى المعارضة المصرية في "جبهة الإنقاذ الوطني" مطالب حركة "تمرُّد" القاعدية، وهي حركة لا مثيل لها في دول "الربيع العربي" وربما في العالم. لكن المعارضة تستحق قسطاً من اللوم في وصول "الإخوان"، ديمقراطياً، إلى منصب الرئاسة. لماذا؟ في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية لم تتفق المعارضات المصرية (كما في إيران؟) على مرشّح واضح لمجابهة مرشّح "الإخوان"، سواء أكان محمد البرادعي، أو عمرو موسى، أو حمدين صبّاحي.. لكن، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وقع "الناصري" حمدين صبّاحي، الذي حلّ ثالثاً في نتائج الدورة الأولى في غلطة عندما لم يطلب من أنصاره التصويت لصالح مرشح الجيش الفريق أحمد شفيق.. بتهمة أنه من "الفلول". مرسي جعل الشعب يترحّم على مبارك. لا يستوي الأمر أن تصوّت ضد شفيق، ثم تطالب الآن الجيش بحماية حركة الشعب المطالبة بإسقاط حكم "الإخوان"، علماً أن شفيق لن يكون مبارك آخر، كما لم يكن مبارك سادات آخر، وهذا لم يكن ناصرا آخر.. لكن الجيش يبقى جيش شعب مصر. نعم، حصل في الشارع المصري "انقلاب مدني" إزاء حكم "الإخوان"، وهناك في حكم "الإخوان" من يطالب باحترام "الشرعية" كما حال "حماس" لتحكم المدّة القانونية.. هذا مطلب وجيه، لولا أن المدّة القانونية ستعني "أخونة" المجتمع والجيش، أيضاً، وحتى "أخونة" "الربيع العربي"، أيضاً، بدلالة موقف الرئيس "الإخواني" مرسي مما يجري في سورية. في أزمات انقسام شعبي كهذه يحصل أن يقوم الجيش بتولّي الحكم فترة انتقالية قصيرة، ومن ثم تجري انتخابات جديدة، ولعلّ هذا هو المخرج المتاح ليوم تقرير مسار مصري، ومسار "الربيع العربي"، بل والعالم العربي. *** .. ومن محمود درويش، أيضاً: "طريق يؤدي إلى مصر والشام "قلبي يرنّ من الجهتين "طريق طويل بلا أنبياء "فقد آثروا الطرق الوعرة"   نقلا عن جريدة الايام 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر من الجيش إلى الجيش مصر من الجيش إلى الجيش



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia