قيامات «يوم القيامة»

قيامات «يوم القيامة» !

قيامات «يوم القيامة» !

 تونس اليوم -

قيامات «يوم القيامة»

حسن البطل

أخونا حافظ البرغوثي، العامودي مثلي.. وأنشط كمان، يجول في الريف أربعة فصول العام، يُصوّر ويكتب.

أخيراً، رأى في جولة بصيلة طويلة برية أزهرت أبكر من أوانها المعتاد، فأخبره الأجداد أنها بشارة شتاء مقبل من زمهرير وكثير المطر والثلوج.

قيظ هذا الصيف كان فوق المعدل، وأحياناً بـ 8 ـ 9 درجات، وأما شتاء سبقه فقد كان تحت المعدل، حتى وصلت الحرارة ليلاً في بعض الأيام برام الله إلى 4 درجات دون الصفر.. فماتت معظم أشجار الزينة من نوع فيقوس في شوارع المدينة.

حرّ ـ قرّ يلتهمان، منذ بعض السنوات، فصلي الربيع والخريف في بلاد الفصول الأربعة، وكان فصل الشتاء الأخير قد ناخ بكلكله على فصول العام حوالي 7 ـ 8 شهور، من تشرين الأول حتى أواسط حزيران (مع طفرة يوم حار).

زمان، كان الأجداد يقيسون قرّ الشتاء على مسطرة: ذنب ايلول المبلول او سعد السعود وسعد الدابح او مربعينية الشتاء.. إلخ، وأنا أصدق النمل!

نعود إلى «بوصلة» هذه البصيلة المبشرة بشتاء زمهريري قارس ومثلج، فالواقع أنك إن نظرت إلى نباتات البراري في صيف كأنه جهنم حمراء، ترى نباتات محبّة للجفاف تنمو، فهي تأخذ أكسجين ما فيها من رطوبة الجوّ لا من جفاف التربة، فبلاد بعل «إن لم يصبها وابل فطل» كما جاء في القرآن، حسب صديق يحفظ منه ما تيسّر.

البعض يلقي باللوم على الإنسان في «شخورة» مناخ الأرض، والبعض يلقي باللوم على ظاهرة دورة هي النينو ـ النانو وحرارة ماء المحيطات وحمضيته، وأما علماء الفلك فهم يردون بعض الأسباب إلى دورة أطوار في نشاط هذا «السراج الوهّاج» الذي هو شمسنا المستعرة حالياً بشواظاتها النارية، قبل أن تأخذ قيلولة نوم بعد 15 سنة ستبشرنا بحقبة جمودية صغيرة.

قرأت معلومة طريفة خلاصتها أنه لو كان كوكب الأرض كرة من جليد حطّت على سطح الشمس، لكانت ستذوب في 7 دقائق.

المعلومة هذه بدها معلومات تفسّرها، ومنها أن حرارة سطح نجم الشمس هي 6000 درجة مئوية، لكن حرارة إكليلها تبلغ ملايين الدرجات، كما هي حرارة جوفها أو أتونها.

من معلومة طريفة، إلى خيال علمي متطرّف، وفيه أن مركبة فضائية صمّموها لأخذ «خزعة» من الشمس لتوليد الطاقة على الأرض، لاقى روّادها حتفهم من ماذا؟ من زمهرير الصقيع، حيث أصيبت أجهزة التبريد بنوبة جنون.. وركبت سرعة الضوء!

بعيداً عن المعلومة النظرية الطريفة، والخيال العلمي الخرافي والمتطرف، فإن علماء الفلك يقولون إن المجموعة الشمسية ولدت من «رحم» الشمس التي سوف تستعيد بناتها بعد مليارات السنوات. كيف؟.
بعد أن تصاب الشمس بفقر «دم» شديد في تحويل الهيدروجين إلى هيليوم (كما في القنبلة الهيدروجينية) فإنها سوف تتمطمط وتتمدّد، لتصل شواظاتها إما إلى كوكب المريخ (وهذه حالة يسمونها «جيار أحمر» أو إلى كوكب الأرض (وهذه حالة يسمونها «جيار أسمر».. يعني كما القطة الولودة التي لا تجد ملحاً يحفظ حياتها فتأكل أولادها، فإن الشمس سوف تلتهم بعض «بناتها» قبل أن تتحول إلى «قزم أبيض» بارد نسبياً، له جاذبية هائلة تجعل أبعد كواكبها تنهار إليها!

يعني شو؟ المتدينون الاخرويون يحسبون ساعة القيامة (الآتية لا ريب فيها) على حياة الإنسان ويرون فيها «نذر الآخرة».. لكن علماء الفلك يحسبون ساعة القيامة على عمر كوكب الأرض، وبعد فناء الإنسان، وما سبقه من فناء الديناصورات، وما سبقه، أيضاً، فإن الصراصير والعقارب سوف ترث الأرض، وتصبح هذه الحشرات ذات الدم البارد في حجم الفيل والديناصور نظراً لتغير تركيبة هواء الأرض.

لكن، آخر دراسة تنسب القيامة إلى «شيخوخة» الكون برمته (200 ألف مجرة)، كل مجرة فيها ملايين الشموس ومليارات الكواكب.

يقولون في عزاء إنسان ميت راحل «أعطاك عمره» ويبدو أن هذا يشمل المجموعة الشمسية، كما يشمل الكون.

ذبذبات مناخ جو الأرض، وذبذبات نشاط نجم الشمس، والآن ذبذبات «موت بطيء» للكون الرحيب.
.. ’ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام»، ربما البشر لا أكثر من بكتيريا مجهرية في «بدن الكون» لكن ها هم ينفذون إلى ماضيه ومستقبله وأعماقه بسلطان عقولهم؟!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيامات «يوم القيامة» قيامات «يوم القيامة»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia