ع الحافر وع السندان

ع الحافر وع السندان !

ع الحافر وع السندان !

 تونس اليوم -

ع الحافر وع السندان

حسن البطل

 

 

1 ـ الحافر : زمزم زمزمية ... إلخ !
لا أعرف كم "عمرة" تعادل في أجرها "حجة" سوى أن "عمرة" في رمضان تقارب في أجرها "حجة".
تقرؤون على بيوت حجاج بيت الله الحرام: حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور، لكن إن استطعتم سبيلاً لقطع الجسر في غير يومي الأحد والأربعاء فافعلوا، إن كنتم لا تطيقون.
صبراً على مشقّات و"وعثاء" العبور.
صاحبي د. عامر مضطر للسفر كل يوم جمعة للأردن، والعودة كل يوم أحد صباحاً، أي مع يوم عودة المعتمرين، فيضطر، مرهقاً "مكركباً"، للعمل في عيادته ظهر يوم الأحد.
أنا لا أسافر ولا أعود يومي الجمعة والسبت، ولا أسافر يوم الأربعاء، ولا أعود يوم الأحد، لأنني لست مضطراً.
للحج موسم في ميقاته، وللعمرة موسم مفتوح على مدار العام، والمشكلة في هذا وذاك ليس في كثافة العابرين والعائدين، بل بما يحملونه من متاع كبير وكثير، بعضه من غالونات ماء زمزم، وبعضه الأكبر من هدايا و"تواصي" و"تجارة لن تبور".
علمت معلومة غير مفاجئة، وهي أن 60% من المعتمرين هم سكان مدينة الخليل، العاصمة التجارية للضفة الغربية، وبعضهم يسافر للعمرة أكثرة من مرة.
"التجارة شطارة" والخلايلة "شطّار" فلسطين في التجارة، فإن قال إغريقي قديم "كل عربي تاجر" فقد قال إغريقي غيره "كل عربي شاعر".. وصاحبي شاعر وطبيب مضطر للعودة مع معتمري يوم الأحد.
للجسر مواعيد عبور إسرائيلية مقلّصة في الأعياد اليهودية، وما أكثرها في فصلي الربيع والخريف، وغداً (اليوم) سيعمل الجسر في الاتجاهين ثلاث ساعات فقط، لأن هناك انتخابات في إسرائيل.
يذهب الجندي إلى الحرب مع جعبة من الرصاص، ويعود الحاج والمعتمر مع غالونات من "مياه زمزم" المباركة، وليس مع جعبة واحدة، وكانت أمي، رحمها الله، تسميها "زمزمية" وفي الشام يسمّونها "مطرة".
من حيث المبدأ، جيّد تنظيم عبور الحجيج والمعتمرين، لكن إن استطعتم سبيلاً للسفر والعودة في غير أيام الحج والعمرة، قد لا يلزمكم حمام من "وعثاء" العبور.
بالمناسبة: ماذا عن "تقديس" الحج بزيارة مدينة القدس؟ أليس فيها "أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"؟

2 ـ على السندان : نقيب وأمين عام .. إلخ
أحرز صديقي الليبرالي طبيب الأطفال د. عبد الله شرارة 33 صوتاً في انتخابات نقيب الأطباء، يوم الجمعة الفائتة، وأحرز منافسه الفتحاوي أكثر من 400 صوت، ومنافس الفتحاوي كان فتحاوياً وأحرز أقل قليلاً من 400 صوت (طردوا المنافس الفتحاوي الثاني من الحركة).
كان الخاسر يعرف، مسبقاً، أنه يخوض نزالاً نقابياً خاسراً، لكنه كان مدفوعاً للمنافسة من أجل "مبدأ" وهو أن النقيب والمناقبية المستقلة عليها أن تنافس الفصائلية، لماذا؟
لأن الدولة هي، أولاً، تحقيق "مجتمع مدني" بينما لا تزال السلطة سلطة الفصائل لا سلطة الأحزاب، والأمين العام للفصيل أو المنظمات الشعبية قبل رئيس الحزب ونقيب النقابات.
مثلاً: لدينا أمين عام فصائلي ـ فتحاوي مزمن للاتحاد العام لعمال فلسطين، وآخر نقيب لاتحاد العمال، وقس على ذلك بقية الأمناء العامين للمنظمات الشعبية لمنظمة التحرير، ونقباء النقابات، وهؤلاء، بدورهم، ينتمون في غالبتيهم لفصائل معيّنة، وبخاصة إلى حركة "فتح".. وفي غزة صارت "حماس" تعمل ما تعمله "فتح" في الضفة من نقابات موازية!
تبقى "رجل في البور ورجل في الفلاحة" أي في مرحلة فصائلية سلطوية متداخلة مع مرحلة نقابية، كما في مجلس تشريعي وطني معطّل لسبب، ومجلس وطني قومي معطل لسبب آخر.
الطريف في الأمر، أن رجل الأمن الأول في م.ت.ف صلاح خلف (ابو إياد) كان يسهر على مساومات وكولسات انتخابات المنظمات الشعبية لمنظمة التحرير، وصار هناك رجل أمن برتبة لواء يشرف على مساومات وكولسات وتطبيقات انتخابات نقباء النقابات بطربوش فصائلي أيضاً.
متى نصير دولة؟ عندما نستقل عن الاحتلال؟ وأيضاً عندما يصير عندنا "ديكتاتورية القانون" وليس توافقيات وتنافسيات فصائلية على تشكيل المنظمات الشعبية، أو تلبيسها طربوشاً نقابياً فصائلياً.
متى تخطو الفصائل هذه الخطوة: الانتقال إلى أحزاب، وتنتقل المنظمات الشعبية إلى نقابات، والقضاء المدني يحل تماماً مكان القضاء العشائري والأعراف والتقاليد في العداء والصلحة.
الدولة هي مجتمع مدني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ع الحافر وع السندان ع الحافر وع السندان



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia