ثلاثة تصويتات

ثلاثة تصويتات ؟!

ثلاثة تصويتات ؟!

 تونس اليوم -

ثلاثة تصويتات

حسن البطل

اليوم (أمس)، في القاهرة، ما يشبه "التصويت" من 30 وزيراً للخارجية، و20 هيئة ومنظمة دولية، على "الثقة" ببرنامج أعدته الحكومة الفلسطينية، لإعادة إعمار غزة.

غداً (اليوم)، في لندن، ما يشبه "التصويت" على اعتراف حكومة المملكة المتحدة بدولة فلسطين، عن طريق غير مباشر، هو تصويت ـ توصية من نواب مجلس العموم البريطاني.

بعد غد (شهر مثلاً) في نيويورك، سيجري في مجلس الأمن تصويت على دولة فلسطينية، تقوم على أساس خطوط 1967، وتكون القدس الشرقية عاصمة لها.

على العكس من حركة عقرب الوقت (الساعة) سنبدأ بالتصويت الأهم في نيويورك، ربما لأنه محصلة ما لتصويتات القاهرة ولندن.. واستوكهولم وباريس!

1ـ لا تتراجع .. بل ساوم !

تفاوض فلسطين الشرعية الدولية على الحق الشرعي الفلسطيني في تقرير المصير. لديّ نصيحة: لا تتراجع يا عباس بل "افضح عرض أميركا" وضعها بين خيارين: إما سكوت هو "علامة الرضا" أي الامتناع عن التصويت، وإما "فيتو" آخر!
يقولون إن السيد أوباما أدرك "حدود القوة" في علاقات الحرب والسلام بين دول العالم؛ وأن إسرائيل، بعد حرب غزة الثالثة؛ وقبلها الانتفاضة الثانية؛ وقبلها الانتفاضة الأولى، صارت تدرك حدود القوة في علاقتها بالمسألة الفلسطينية.

على واشنطن أن تدرك، تبعاً لذلك، حدود استخدام حق النقض التعسفي في مجلس الأمن، بعد أن وافقت الجمعية العامة العام 2012 بغالبية (139) صوتاً مقابل (9) على عضوية فلسطين دولة ـ مراقبة.

أمام فلسطين في "مناطحة" أميركا خيار الانضمام إلى بقية المواثيق والمعاهدات والمنظمات الدولية، وخيار آخر هو نقض ـ النقض الأميركي عن طريق اللجوء، مرّة ثانية، إلى الجمعية العامة والتصويت فيها على خيار "التحالف من أجل السلام"، كما فعلت أميركا عندما استخدمت موسكو حق النقض على استخدام أميركا القوة في كوريا أوائل خمسينيات القرن المنصرم.

تتعلّل أميركا بخيار الدولة عن طريق التفاوض، لكن طلب فلسطين العضوية الكاملة لا ينفي التفاوض، بل يضع له حدوداً من قرارات الشرعية الدولية، عندما تطالب فلسطين (9) شهور للتفاوض حول "ترسيم الحدود" و(3) سنوات للاتفاق على دولة فلسطينية مستقلة. إسرائيل وفلسطين بلا حدود!

ما خصّنا، ما دخلنا في تزامن التصويت على الطلب الفلسطيني مع الانتخابات النصفية الأميركية لمجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة.

2 ـ التصويت البريطاني

في برنامجه الانتخابي، تعهد الحزب الفائز في السويد، بالاعتراف بدولة فلسطين.. كذلك، تعهدت حملة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بذلك.

حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة لم يتعهد، لكن بريطانيا، كما السويد وفرنسا ومعظم دول العالم، مع "الحل بدولتين".

البرلمان البريطاني (مجلس العموم) أقدم برلمانات العالم وأعرقها، وسيصوت نواب من أحزاب المعارضة والحكومة على تصويت غير ملزم لحكومة المحافظين لتعترف بفلسطين ـ دولة.

هذا بمثابة تصويت ـ توصية، قد لا تنفّذها حكومة دافيد كاميرون، لكنها ستأخذها في الاعتبار لاحقاً، أي "في الوقت المناسب" لها.

ألمانيا تحمّلت مسؤوليتها كاملة إزاء "المحرقة" اليهودية، وعلى بريطانيا أن تتحمل مسؤوليتها المعنوية والتاريخية في نشوء القضية الفلسطينية، بدءاً من "وعد بلفور" إلى قرار التقسيم الدولي لفلسطين.. إلى القرار 242.

تقول واشنطن إن قرار السويد "سابق لأوانه"، وبخاصة أنه لم يمرّ على البرلمان السويدي، لكن تصويت مجلس العموم البريطاني "متأخر عن أوانه".. ولو كان التصويت سيكون "حمّال أوجه" على طريقة اللورد كارادون البريطاني في صياغة القرار 242.

الإعلان السويدي يفتح نوافذ لاعتراف الدول بفلسطين دولة، لكن التصويت البريطاني، إن كان إيجابياً، سيفتح الأبواب أمام برلمانات الدول الأوروبية للاعتراف.

3 ـ تمويل إعمار غزة

في العام 2008 تعهد المانحون لفلسطين بمبلغ 7.7 مليار دولار لدعم خطة الإصلاح والتنمية ثلاثية السنوات، التي صاغها رئيس الوزراء سلام فياض.

كانت فلسطين طلبت حوالي 5.7 مليار، ولا نعرف هل كانت التعهدات مدفوعة فعلاً، أم كانت هناك فجوة بين الكلام والفعل؟

في مؤتمر القاهرة الدولي لإعمار غزة قدمت فلسطين برنامجاً مفصلاً بكلفة 4 مليارات دولار، على مدى سنوات.

واضح أن الثقة الدولية بـ "الأونروا" وبالتالي حصتها في برنامج إعادة الإعمار أكبر من الثقة بحكومة الوفاق الفلسطينية، لكن بين حكومة رامي الحمد الله ورئاسة "الأونروا" توجد ثقة وتعاون في وضع تفاصيل دور كل منهما في عملية الإعمار.

إسرائيل عارضت حكومة التوافق وشهّرت بها على كل صعيد، والآن عادت إلى مسايرتها والتعامل معها، بتوصية من أجهزة الأمن وفي مقدمتها الجيش، خلافاً لخطبة نتنياهو أمام الجمعية العامة عن "حماس هي داعش؛ وداعش هي إيران".

سيكون وزير الخارجية كيري أبرز المتحدثين في مؤتمر اليوم الواحد في القاهرة، بعد الرئيس أبو مازن. مسبقاً استبعد هذا، الوزير أن تغطّي التعهدات المتوقعة من الدول والصناديق الدولية كامل تكاليف إعادة الإعمار.

هذا يعني أن الثقة الدولية بحكومة فياض وبرامجها أكبر من الثقة بحكومة التوافق، أي أن تحويل التعهدات بالدفع إلى تمويل الدفع، سيكون رهناً بالثقة الدولية في جدّية حركة "حماس" في ترك حكومة التوافق تقوم بأعمالها.

على بعض الناطقين البارزين في "حماس" أن "يضبوا" ألسنتهم قليلاً، لأن المانحين لن يدفعوا المال اللازم لإعمار غزة، إن لم تكن الحرب الثالثة على غزة آخر الحروب.

.. وعلى حكومة الحمد الله أن تمارس سياسة إعمار وفق "على قدّ لحافك مدّ رجليك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة تصويتات ثلاثة تصويتات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia