تقوم قيامتك

"تقوم قيامتك"

"تقوم قيامتك"

 تونس اليوم -

تقوم قيامتك

حسن البطل

سأتذكر من عشية "يوم القيامة" ما يخصني لا ما يخص الجنس البشري: زوبعت الرياح وطوّحت بعيداً بطاقية رأسي الشتوية المفضلة؟ وعشية "يوم القيامة" لن تتوقف ألسنة نساء الشام وبناتها عن اطلاق مسبّة من نوع "تقوم قيامتك" .. وبالطبع بالهمزة مكان القاف، أو "ولي (ويلي) على قامتك". وفي "يوم القيامة" لن يتوقف الفلسطينيون عن النّق والشكوى وصبّ اللعنات شمالاً ويميناً، والسؤال عن "الراتب" أو التنكيت على "نصف الراتب"! .. والآن شيء من الجدية، فقد فك شامبليون لغز حجر رشيد، وأباح لنا مكنونات الحضارة الفرعونية الموسوسة بالخلود والموت، واخيراً فكوا لغز موت الفرعون رمسيس ذبحاً نتيجة مكيدة ملوكية نسائية (كيدهن عظيم!). أما علماء الفلك فقد تلمست تلسكوبات هابل أعمق مجرات الكون، أي المتشكلة بعد ٥٠٠ مليون سنة من بدء تشكل الكون قبل ١٣،٧ مليار سنة. أما علماء الحضارات القديمة فهم عاكفون على حل لغز حضارة المايا، وهل أن اليوم هو نهاية العالم كما تقول السينما، او يخرّف أصحاب النبوءات، منذ قيل "تؤلف ولا تؤلفان" (قالو ألف لأن رقم المليون والمليار لم يكن معروفاً). قال شاعر ايطالي ما معناه: الشمس تشرق كل يوم. ها هي الارض تدور. ويقول علماء الفلك أنها ستدور حول أمها الشمس ٤ مليارات سنة اخرى، حتى وإن نطحها كوكب في حجم المريخ، فتسبب في تشكيل القمر من جسم الارض، وفي دورانها حول نفسها من الغرب الى الشرق، ولا يستبعد علماء الفلك ان ينعكس دورانها من الشرق الى الغرب (أي تشرق الشمس من الغرب) اذا نطحها جرم سماوي آخر! يتذكرون ماذا كتب المايا على نصب حجري من أنصابهم، وينسون حضارات اخرى مثل الأزتك والأنكا، وجميعها في اميركا الجنوبية، ولكنهم يفسرونها على هوى مخاوفهم من نهاية العالم. ربك قال: "في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون". هناك تاريخان في هذه الرواية، الاول يقول ان "تقوم قيامتك" سيكون اليوم ٢١ - ١٢ - ٢٠١٢، والثاني أن القيامة ستكون في ٢٣ - ١٢ - ٢٠١٢. يحلو لي ان "أخبّص" كما يخبصون، وأن أجمع ارقام التاريخ ٢٣ - ١٢ - ٢٠١٢ فتكون الجملة هي الرقم ١٣ وهذا هو رقم النحس، ولكنني اقمت سنوات في نيقوسيا في منزل رقمه ١٣ دون أي سوء. وعملت في مكتب المجلة سنوات في مبنى رقمه ١٣ دون اي سوء.. وبالنكاية برقم ١٣ جعلت زاويتي في المجلة على صفحة ١٣ مدة ١٣ سنة .. حتى العودة الاوسلوية الميمونة - الملعونة. يحلو للانسان ان يربط القيامة بقيامته هو لا بخليقة الارض (والمجموعة الشمسية، والمجرات، والكون) ولا بفناء الارض. صحيح ربما ان البيوت تموت إن مات اصحابها وهجروها، وأن الانسان هو "سيد المخلوقات" لكنه ليس سيد الارض ولا سيد الكون. حسب معلوماتي الفلكية المتواضعة، فإن فناء الارض محتّم، لكن فناء الانسان سيكون اقرب منه كثيراً جداً. صحيح انهم يستشهدون جزافاً بآيات (وتفسيرات) من القرآن الكريم، وقد اجاريهم: "هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً" ويمكنكم ان تفسروها حسب هواكم وتقواكم .. ووساوسكم. لكن الارض مثل امرأة في منتصف عمرها الولود، وهي قادرة على وراثة الانسان الهالك بمخلوق اكثر ذكاء منه، لكن ليس اكثر خلوداً من كائنات سادت ثم بادت. قيامة الارض يا سادة سيناريو كوني معروف، فإما أن تتمدد الشمس بعد ٤ مليارات سنة بعد نفاد هيدروجينها وتصبح "جباراً أحمر" يبتلع كوكب الزهرة، ويحرق الارض، او تتمدد "جباراً أسمر" فتحرق الارض وتبتلعها، ثم تضمر قزماً ابيض. او هناك سيناريو أقرب، وهو أن القمر يبتعد تدريجيا عن الارض، وفي نقطة ما ستفقد الارض جاذبيتها للقمر.. الذي سوف يهوي ويعانق الارض عناق الموت، او فناء الكائنات الحية من الانسان الى السحلية، لكن ليس من كائنات ادنى. * * * في عز الحرب الاهلية اللبنانية قال لي شيخ لبناني أن "الساعة اقتربت" .. ولماذا؟ لأن الشباب صاروا عاطلين، فأخرجت له من مكتبتي كتاباً عن الفراعنة قبل ٣٥٠٠ سنة قبل الميلاد يقول أن الفناء قادم. لماذا؟ لأن الشباب عاطلون لا يحترمون آباءهم ولا يوقرون آلهتهم. * * * غداً، وبعد سنة، وبعد مائة سنة ستظل الشاميات، قبل الحرب وبعدها، يقلن للمسخوط عليه: "تقوم قيامتك" .. وايضاً "اللي خلف ما مات" طيب ها هو الكون يخلّف كواكب ونجوما ومجرات جديدة. نقلاً عن جريدة "الأيام الفلسطينية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقوم قيامتك تقوم قيامتك



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia