أو ينتظرون أن «يشيب الغراب»

.. أو ينتظرون أن «يشيب الغراب» ؟

.. أو ينتظرون أن «يشيب الغراب» ؟

 تونس اليوم -

 أو ينتظرون أن «يشيب الغراب»

حسن البطل

هل هذا يشبه، في غير مسرح العبث الأدبي، رائعة الايرلندي صموئيل بيكيت «في انتظار غودو»؟
أوروبا تنتظر تشكيلة حكومة نتنياهو الرابعة، والسلطة الفلسطينية تنتظر أوروبا؛ وأوروبا تنتظر أميركا.. وهذه تنتظر تشكيلة حكومة نتنياهو الرابعة، وإسرائيل ماذا تنتظر؟
كيف سيعيد السيد اوباما تقييم علاقته بحكومة نتنياهو الرابعة، أي كيف سيرفع مظلة الفيتو عن إسرائيل في تصويتات مجلس الأمن حول الدولة الفلسطينية.
هل أضيف: ماذا ينتظر الفلسطينيون من سلطتهم؟ هل تمضي قدماً في جعل «توصيات» المجلس المركزي للمنظمة «قرارات» بخصوص وقف التنسيق الأمني، أو ستبني مبنى «الوحدة الوطنية» بعد أن حفرت الأساس في «تفاهم مخيم الشاطئ» وصبّت أساسات حكومة التوافق الوطني؟
واضح أن الإدارة الأميركية لن تستعجل «إعادة تقييم» سياستها إزاء إسرائيل، قبل أن تفرغ، هي والدول الخمس العظمى، من إنجاز الاتفاق مع إيران على الملف النووي.
إذا تمّ الاتفاق على الملف النووي، واستطاعت إدارة أوباما تمريره على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إمّا بالإقناع وإمّا باستخدام «الفيتو» الرئاسي لإبطال اعتراض الكونغرس.
إبطال اعتراض الكونغرس يتطلب أن يصوّت ثلثا النواب والشيوخ على إبطاله، علماً أن الجمهوريين يحتاجون إلى أصوات بعض الديمقراطيين.
إذن؟ فيتو رئاسي أميركي على الاعتراض، تمهيداً لرفع الفيتو الأميركي عن تصويت مجلس الأمن على الدولة الفلسطينية.
من زمان قالوا: مفاعل بوشهر مقابل إخلاء مستوطنة «يتسهار»، والآن يقولون ما معناه: اتفاق نووي مع إيران يمهّد لتوافق دولي في مجلس الأمن على قرار بخصوص «حل الدولتين».
بمعنى آخر: رفع العقوبات الأميركية عن إيران، يسبق رفع مظلة الفيتو عن إسرائيل، عقاباً لنتنياهو على «تلعثمه» بين خطابي جامعة بار ـ إيلان وإعلانه، قبل التصويت للكنيست الـ 20، أن دولة فلسطينية لن تقوم في ولايته.
تقول الولايات المتحدة، إن «حلّ الدولتين» صار ركناً من أركان سياستها الشرق أوسطية، بل والدولية منذ العام 2002 وبشكل واضح منذ العام 2004، لكن «ملك إسرائيل» الفائز في انتخابات 2015 كان قد عارض اتفاقية أوسلو، ثم ألّف كتابه («مكان تحت الشمس» ـ «مكوم تحات هاشمش») بغية معارضة تامة لفكرة دولة فلسطينية.
لماذا راهنت الإدارة الأميركية على «تطويع» نتنياهو لقبول حل الدولتين؟ ربما عن اعتقاد أن قبوله بالحل غير قبول حكومة عمالية، أو حتى حكومة «كاديما» بها.
علينا أن نتذكر كيف أرغم نتنياهو، بعد «انتفاضة النفق» على التراجع جزئياً عن سياسته الفلسطينية، لكنه بعد أن وافق على «حل وسط» لمشكلة مدينة الخليل (حيبرون1 وحيبرون 2) تراجع عن اتفاق «واي ريفر»، الذي رعاه الرئيس بيل كلينتون، للانسحاب من 13.1% من الضفة، معظمها «محمية طبيعية»، ثم تراجع عن تنفيذ أفكار كيري، ووضع لغماً أمام اتفاق محتمل بعد تسعة شهور تفاوضية.. غير مباشرة!
منذ شهر نيسان العام المنصرم، باشرت السلطة الفلسطينية سياسة مبادرة بالتوجه إلى الشرعية الدولية (الجمعية العامة ومجلس الأمن) خلافاً لمشيئة الولايات المتحدة، أو لإحراجها بالأحرى.
الآن، يقولون إن تلويح أميركا بـ»إعادة النظر» في سياستها إزاء إسرائيل، كانت له سابقة في العام 1975 بعد تعثُّر مفاوضات «العزيز» هنري كيسنجر لإحراز اتفاقية الفصل الثاني في سيناء، لكن الموضوع آنذاك لم يكن له صلة بحل الدولتين، ولا بالملف النووي الإيراني.
جمهوريو الكونغرس الذين يعيقون اتفاقاً مع إيران، ويهددون بإعاقة الإدارة الأميركية عن «إعادة تقييم» سياستها، بل بمعاقبة الأمم المتحدة ذاتها عن طريق وقف المساهمة الأميركية في ميزانيتها البالغة 22% منها. ألم تجرب واشنطن معاقبة «اليونسكو»؟ الغريب في الأمر، أن جمهوريي الكونغرس أكثر موالاة لإسرائيل من اليهودية الأميركية، التي تصوّت لصالح الديمقراطيين بنسبة 80%.
الرئيس اوباما يرى أن سياسة نتنياهو ضد فلسطين، بل ضد «التصويت العربي» للكنيست، تهدّد ديمقراطية الدولة اليهودية، لأنه ينفي حق تقرير المصير للفلسطينيين والحقوق الديمقراطية للشعب الفلسطيني في إسرائيل.
الجميع ينتظر غودو الأميركي. لكن إلى متى؟ هل قبل نهاية الولاية الثانية؟ على الأغلب ينتظرون حتى يشيب الغراب.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أو ينتظرون أن «يشيب الغراب»  أو ينتظرون أن «يشيب الغراب»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia