أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان

أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان !

أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان !

 تونس اليوم -

أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان

حسن البطل

هل جنس الديمقراطيات، كما جنس الطيور "على أشكالها تقع" أو أن ديمقراطية تركية إسلامية تشابه ديمقراطية إسرائيلية يهودية؟
في أشكال جنس الطيور تجد الحمام المسالم، وكواسر النسور، وبغاث الطير؛ وفي أشكال الديمقراطيات ها نحن نجد صعود الليكود الإسرائيلي المستمر منذ العام 1996 وصعود حزب العدالة والتنمية التركي المستمر منذ العام 1996 (17 سنة تحت حكم أردوغان).
حقاً، للغراب الأسخم الليكودي بعض الرياش الملونة، مثل "كاديما" لكن البيضة هي البيضة وكان لحزب التنمية ألوان رياش حزب الرفاه، وحزب الفضيلة (نجم الدين أربكان) لكن البيضة هي البيضة.
وماذا؟ فاز الليكود ـ نتنياهو مرة ثالثة عام 2014، بعدما نطقت الصناديق بغير ما قالت الاستطلاعات، وها قد فاز العدالة والتنمية ـ أردوغان (شعاره المصباح الكهربائي) بعدما نطقت الصناديق بغير ما تنبّأت الاستطلاعات.
ما الفرق؟ ستقولون إن ليكود ـ نتنياهو شكّل حكومة يمينية ـ دينية ائتلافية، لكن حكومة الصوت الواحد 61 تبدو متماسكة، وأن أردوغان سيشكل حكومة الحزب الواحد المتماسكة، ومن ثم؟
ما الفرق العملي بين ليكود ـ نتنياهو له 30 مقعداً من 120 مقعداً في الكنيست، وحزب أردوغان وله 316 مقعداً في برلمان من 550 مقعدا؟
سوى ماذا؟ الأغلبية المطلقة لحزب أردوغان كانت "مفاجأة" للاستطلاعات، لكنها لم تخرق سقف أمانيه بالحصول على 330 مقعداً، فنال 316 مقعداً، وبالتالي؟ لن يدعو أردوغان إلى استفتاء على "رئاسة سلطانية" مثل الرئاسة الفرنسية والأميركية والمصرية، لكن رئيس حكومته أحمد داود أوغلو هو لسانه وعصاه ومأموره وعضو حزبه، ولن يناكفه كما يفعل رئيس إسرائيل مع رئيس حكومتها، وهما من الحزب ذاته.
صحيح، أن شعار أوغلو "صفر مشاكل" مع الجيران ومع أكراد تركيا كان واقعاً عابراً، لكن في تركيا كما في إسرائيل صوّت الناخبون للأمن أولاً، ولليمين ثانياً، ولليهودية ثالثاً، وخذلوا العلمانية واليسار.
كانت علمانية مصطفى كمال أتاتورك "أبو الأتراك" أطول عمراً من علمانية بن ـ غوريون ـ وكان الجيش والجنرالات عمادها الأول والأحزاب، والبرلمان عمادها الثاني، والمحكمة العليا الدستورية عمادها الثالث.
الآن، هناك في إسرائيل من يهدّد في الكنيست محكمة العدل العليا بصعود الجرافات فوقها، وكانت المحكمة العليا التركية قد حلّت حزب الرفاه، ثم حزب الفضيلة لمخالفتهما الدستور العلماني ـ الأتاتوركي، لكن حزباً يسود البرلمان التركي وحده الآن، غير حزب في إسرائيل له في الكنيست مقعد واحد زيادة على النصف.
ما هي مشكلة ديمقراطية إسلامية تركية وديمقراطية يهودية إسرائيلية؟ أن يفوز الأكراد بـ 13% من الأصوات في انتخابات حزيران، و10% من الأصوات في انتخابات تشرين الثاني (نسبة الحسم في تركيا 10% وفي إسرائيل 3.70%).
يعني؟ ديمغرافية الأكراد مشكلة ديمقراطية تركيا الإسلامية، والفلسطينيون في إسرائيل مشكلة ديمقراطية إسرائيل اليهودية، عدا مشكلة الأكراد الإقليمية كقومية، ومشكلة الفلسطينيين الإقليمية كوطنية.
كم مرّة فاز أردوغان منذ العام 2002؟ كم مرّة فاز نتنياهو؟ كم مرّة فاز الإسلاميون منذ العام 1996؟ كم مرّة فاز الليكود الأصلي والفرعي منذ 1996؟
انتخب الأتراك رجل أمن تركيا الإسلامية، وانتخب الإسرائيليون رجل أمن إسرائيل اليهودية.
المهم: أن ديمقراطية إسلامية في تركيا برهنت على نفسها؛ وأن ديمقراطية يهودية في إسرائيل برهنت على نفسها.
للطيور جنس واحد وأشكال شتّى، وللديمقراطيات جنس وأشكال شتّى.. وأما بيضة ديمقراطية عربية فلم تفقس بعد، والأمل أن تفقس في مصر.
وفي إسرائيل؟ يهود وعلمانيون وفلسطينيون.. وفي تركيا؟ إسلاميون وعلمانيون وأكراد!.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان أقـل بـقـلـيـل مـن سـلـطـان



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia