انتظروا «خطاب الوداع» الذي سيلقيه الرئيس الأميركي الـ 44 خارطة طريق للرئيس الأميركي 45، أي خطاب باراك اوباما، إذا فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية.
لا أقصد أول رئيس أسود وأول رئيس امرأة، بل ماذا سيضيف اوباما في المسألة الفلسطينية إلى «أفكار بيل كلينتون» التي طرحها آخر ولايته، وكانتا ولايتين مثل اوباما وبوش الابن.
تعرفون علاقة فشل قمة كامب ديفيد 2000 باندلاع الانتفاضة الثانية، وكان السبب المباشر ليس رفض عرفات مقترحات ايهود باراك «السخيّة»، بل لأن كلينتون أنحى بلائمة الفشل على عرفات، خلاف تعهده لعرفات، قبل المؤتمر، أن لا يلوم المتسبّب بالفشل المتوقع. عرفات قبل «أفكار كلينتون» حول القدس بخاصة، وربما حول مسألة حق العودة.
موجز أفكاره حول القدس: ما هو يهودي يعود لدولة إسرائيل، وما هو عربي يعود لدولة فلسطين، والسيادة على الحرم القدسي لله.
موجز أفكاره حول اللاجئين: عودة إلى الدولة الفلسطينية، استيعاب إسرائيلي محدود، توطين في أماكن اللجوء، استيعاب آخرين في دول أخرى.
ماذا سيضيف اوباما في موضوعي القدس واللاجئين؟ حسب مستشاره الخاص بن رودس في مؤتمر صحيفة «هآرتس» للسلام، فقد يعلن موقفاً أميركياً علنياً أول في هذين الموضوعين، وهما عصب مشكلة السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أو أساس «الحل بدولتين».
تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2017، وحفل التسليم والاستلام في كانون الثاني 2018.
لماذا في «خطاب الوداع»؟ على الأغلب حتى معرفة هل سينتخب الأميركيون الست هيلاري، التي نافست اوباما في ترشيحات الحزب الديممقراطي للولاية الثانية.
لماذا؟ يريد اوباما أن يصوّت الأميركيون اليهود لصالح مرشح الحزب الديمقراطي، كما تفعل غالبتيهم عادة، فإذا اختارها حزبها مرشحاً وفازت، سيكون مستشارها، غير الرسمي، هو زوجها بيل كلينتون، الذي «فاجأ» عرفات وايهود باراك في قمة كامب ديفيد باطلاعه على تفاصيل أحياء القدس!
إذا جرت الأمور كما يشتهي اوباما، فسيكون هذا «انتصاره» الصغير الثاني على ليكود ـ نتنياهو بعد انتصاره عليه في موضوع الاتفاق الدولي النووي مع إيران.
في آخر قمة بين اوباما ونتنياهو «فوجئ» المراقبون بما اعتبروه مصالحة أو مهادنة شخصية بين الزعيمين، علماً أن اوباما في ولايته قدم إلى «أمن إسرائيل» ما لم يقدمه أي رئيس إدارة أميركية سابق، وضمن ذلك رفع المعونة العسكرية الأميركية ملياراً أو مليارين إضافيين للعقد القادم 2017 ـ 2027.
على ما يبدو، لا تنوي إدارة اوباما رفع الحماية الفيتوية عن إسرائيل في تصويتات مجلس الأمن، كما لا تنوي حسم موقفها من «المشروع الفرنسي» المتداول، بل ستواصل احتكار مشروع الحل بموقف سياسي غير مسبوق في مسألتي القدس واللاجئين، أكثر تفصيلاً من «أفكار كلينتون» في نهاية ولايته الثانية.
بعيداً عن نفور ساد علاقة إدارة اوباما بحكومة/ حكومات نتنياهو، فإن الرئيس الـ44 يفاخر بإرثه الكبير في أمن إسرائيل، والآن سيترك في «خطاب الوداع» ما سيكون «إرثاً» أميركياً في الموضوع الفلسطيني.
كان للرئيس كارتر دوره في كامب ديفيد 1979، وللرئيس كلينتون دوره في احتضان اتفاق اوسلو، وكامب ديفيد 2000، وللرئيس بوش الثاني دوره في «خريطة الطريق» و»الحل بدولتين» و»قمة أنا بوليس»، وأضاف الرئيس اوباما في خطابي تركيا ومصر، في مطلع ولايته الأولى ومطلع ولايته الثانية، وأجهض نتنياهو مهمة «الفرصة الأخيرة» لكيري، دون أن يلقي هذا باللوم عليه صراحة.
في آخر قمة بين اوباما ونتنياهو كان سؤال الرئيس الأميركي: هل تريد إسرائيل «الحل بدولتين» أو «الحل بدولة واحدة»؟
حل الدولتين يعني تقسيم القدس، وحل أكثر تفصيلاً وواقعية لمسألة اللاجئين.
في العام 2017 سيكون قد مرّ قرن على «وعد بلفور» وفي العام التالي ستزحزح أميركا صخرتي القدس واللاجئين.
كان السادات يقول لأميركا: أعطوا كل إسرائيلي دبابة وطائرة.. ولكن لينسحبوا من سيناء. عباس ليس السادات، وفلسطين ليست مصر، لكن ربما يقول عباس: أتخموهم سلاحاً.. ولكن أعطونا دولة عاصمتها القدس الشرقية!