«أمّنا» المريضة بذات الرئة

«أمّنا» المريضة بذات الرئة؟

«أمّنا» المريضة بذات الرئة؟

 تونس اليوم -

«أمّنا» المريضة بذات الرئة

حسن البطل

«وبلغني قولك أن مُلكي يعادل كأس ماء» هذا سؤال ملك عظيم لرجل زاهد، مَثَل بين يديه. الزاهد قال: «نعم .. فلو كنت جلالتك تشرف على الهلاك في صحراء، ألا تقايضني عرشك بنصف كوب من الماء». قال الملك: نعم. الزاهد أثنى وقال: «فلو احتبست في جسمك السوائل، وأشرفت على الهلاك، ألا تقايضني جلالتك، بنصف عرشك إن ساعدتك وأخرجت من جسمك نصف كوب ماء» قال الملك: نعم.

قال الزاهد: هكذا فإن عرشك العظيم عندي في قيمة كوب ماء.. فأطلق الملك سراحه وأعتق رقبته من السيف.

تعرفون أن الإنسان كائن من كائنات الدم الحار، ويستطيع البقاء في جو حرارته -٥٠ درجة مئوية، او في جو حرارته +٥٠ درجة مئوية، لكنه يموت ان انخفضت حرارة جسمه الى دون ٣٥ درجة مئوية او ارتفعت الى فوق الـ ٤٤ درجة.

غداً، قمة باريس لعلاج أمنا الأرض من ما يشبه مرض «ذات الرئة» جراء الاحتباس الحراري، وارتفاع حرارة جو الأرض العام بكسور الدرجة الواحدة، ومن ١٤ درجة وكسورها قبل الثورة الصناعية ١٨٨٠ إلى ١٦ درجة.

أقل من زيادة درجة، جعلت رئتي أمنا الأرض «تشخور»: محل فاصل هنا، وأعاصير هناك (في يوم طوفان ماء مطر في قطر يعادل ما يهطل في عام، وفي كاليفورنيا، بستان أميركا قحط مستمر من ست سنوات).
كم تستطيع البحار والمحيطات أن تمتص من جو الأرض غاز ثاني أكسيد الكربون، دون ان تغصّ، وكم تستطيع الغابات الكبرى ان تنفث في الجو هذا الأكسجين.

كم سنتيمترا سيرتفع مستوى ماء البحار بفعل احترار جو الأرض؟ وكم متراً سيرتفع اذا ذابت القبعتان الجموديتان؟

منذ قمة ريو دي جانيرو في ثمانينيات القرن الماضي، حول السيطرة على مناخ الأرض ما أمكن، الى قمة باريس على مدى أسبوعين، اتفقت أمم العالم عام ٢٠٠٩ على خفض غازات الاحتباس الحراري، ووضعت سقفاً لارتفاع حرارة جو الأرض بمقدار درجتين.

١٧٠ دولة تعهدت لمؤتمر قمة باريس بخفض غازات الاحتباس الحراري حتى العام ٢٠٣٠ بنسب تتراوح بين ٦٠ - ٦٥٪ (الصين اكبر ملوّث) و٣٥٪ (الهند ثالث ملوث).

اذا التزمت الـ ١٧٠ دولة فإن حرارة جو الأرض سترتفع بمقدار درجتين ومستوى مياه البحر سيرتفع ٤٠سم في العام ٢١٠٠. لكن، إذا ارتفعت حرارة جو الأرض خمس درجات، فإن ذوبان الجموديات سيرفع مستوى مياه البحر حتى سبعة أمتار في نهاية القرن الحالي.

تمكّن العالم، بفضل حركة «السلام الأخضر» من وقف التجارب الذرية، في الجو أولاً، ثم على سطح الأرض، وعليه أن يتمكن من علاج رئتي أمنا الأرض، قبل ان «يتسرطن» مرض ذات الرئة، فتموت «أمنا» ومعها حضارة الإنسان.

النفط بدل الفحم الحجري، الغاز بدل النفط، السيارات صديقة البيئة، الطاقة البديلة من الشمس والرياح وموجات المد والجزر .. وحتى تغيير تركيبة علف الأبقار، حيث روثها مشحون بغازات الميثان (غازات المستنقعات)، وهي مسؤولة جزئياً عن احترار جو الأرض؟
حضارة الإنسان تقف أمام حل معضلتين:

الأولى: أن لا شبيه بشروط الحياة الإنسانية كما على الأرض بين الكواكب وحتى المجرات البعيدة ليهرب الإنسان اليها من الفناء، حيث ان حاجز سرعة الضوء يقف عقبة كؤوداً (أقرب كوكب شبيه بالأرض على بعد ١٨٠٠ سنة ضوئية، لكن حرارة جوّه ٢٨٠ درجة).

الثانية: هي الحصول على طاقة من «التفاعل البارد» لمياه البحر، اي هيدروجين بالبلاش، لأن «زملحة» مياه البحر، اي نزع ملوحتها يحتاج طاقة كهربائية (من النفط، من الشمس، من الرياح، من حركات المد والجزر، من التيارات البحرية).

الحقيقة الصافعة هي أن الحيوانات الدنيا، ذات الدم الحار او البارد، هي الابن البار «أمنّا الأرض» وأن الإنسان هو «الابن العاق».

الحقيقة البيولوجية أن «شخورة المناخ» إشارة للمخلوق الأعلى ان يكون من الذكاء بحيث يتجنب مصير الديناصورات.

يتحدثون عن «القيامة» وهي قيامات، أولها قيامة حضارة الإنسان، وثانيها قيامة كوكب الأرض الفريد و«الدرّي» الأزرق وثالثها قيامة المجرات.

يشتبه علماء الكون أن هناك «حياة عاقلة» أخرى في هذا الكون السحيق، ربما تبعد عن الأرض مسافة 10 ملايين سنة ضوئية .. فقط!

هذه فرضية، أي ربما كانت هناك «حياة عاقلة» فيها قبل 10 ملايين سنة ضوئية (لا ميلادية).
نظرية داروين عن اصل الأنواع، لا علاقة لها بمصير النوع البشري، وانقراض حضارته وربما نوعه جراء «ذكائه» وليس غباء الديناصورات.

يقول ستيفان هوكنغ: على حضارة الإنسان أن تهاجر أو تموت .. ولكن: أين المفرّ؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أمّنا» المريضة بذات الرئة «أمّنا» المريضة بذات الرئة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia