أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج

أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج

أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج

 تونس اليوم -

أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج

علي الامين

الاولوية الخليجية أمنية لذا لا تريد ان ينزلق لبنان نحو درك الفوضى الشاملة يروي أحد المسؤولين الخليجيين، في محاولته شرح طبيعة بعض الملفات الامنية العالقة والشائكة مع لبنان، أنّ "أحد التجار اللبنانيين الذي اكتشفت الأجهزة الامنية في دولة خليجية معينة تورطه في اعمال مخلة بالأمن على اراضيها، تبين انه ينشط في خلية مرتبطة بدولة اقليمية وتقوم بتنفيذ اعمال جرمية في هذه الدولة وعبرها"، ويتابع: "تمّ إلقاء القبض على المتهم الذي يحمل الهوية اللبنانية وهو، بحسب وثائق الاقامة الخاصّة به، مولود في بلدة في قضاء كسروان،وبشكل أوضح: هو مسيحي وليس شيعيا". لكنّ مزيدا من التحقيقات كشف ان المتهم ينتمي الى الطائفة الشيعية في الحقيقة، وأنّه آتٍ من لبنان، لكنّ المفاجأة التالية كانت انه مواطن عراقي، لا هو مسيحي، ولا من لبنان اصلا". ليست نهاية القصة عند هذه الحدود. مسلسل التحقيق والتدقيق من قبل اجهزة هذه الدولة كشف ان الوثائق التي يحملها المتهم غير مزورة، وكل ما فيها من اختام وتواقيع، هو شرعي وصادر عن الجهة الرسمية المعنية في لبنان. المسؤول الخليجي يؤكد ان الثقة بالاجهزة الرسمية اللبنانية باتت مهتزة بسبب وقائع عدة موثقة ويعرفها المسؤولون المعنيون في لبنان. ويشدد على انّ هذه الاجهزة تكاد تتحول الى اداة لتغطية مخالفات لا تمسّ اللبنانيين فحسب، بل حتى مصالح الدول التي تستقبل اللبنانيين من اجل العمل. وهذه الثقة المهتزة لم تعد شأنا خليجيا بل تعدّى اهتزازها الى معظم الدول الاوروبية التي باتت شديدة التدقيق بما يصدر من وثائق لبنانية ومنها جواز السفر الخاص، الذي تصدره وزارة الخارجية اللبنانية. وما سلف من وقائع، يقول المرجع نفسه، واحدة من عشرات بل مئات الحكايات التي تظهر كيف تورط بعض اللبنانيين في مشاريع مشبوهة لا تخدم لبنان بل مصالح دولة اقليمية ترفض ان يتورط مواطنوها في ما يقبله بعض اللبنانيين على انفسهم ووطنهم. روى المسؤول الخليجي هذه الرواية، والعهدة على الراوي، إثر سؤال استنكاري منا عن رائحة تسييس تشوب عملية ابعاد بعض اللبنانيين او عدم تجديد اقامات بعضهم الآخر، ليضيف الى ما تقدم أنّ أحدا من جميع الذين طالتهم مثل هذه الاجراءات لم يتعرض لظلم او تجنٍّ، وأنّ كلّ من أبعد أو طرد إنّما تعرّض إلى ذلك استنادا الى مخالفة ارتكبها أو عمل يتجاوز شروط الاقامة. لكن لماذا لا تعلنون عن هذه المخالفات بشكل مفصل أمام الراي العام؟ إبتسم المسؤول بما يوحي أن السؤال في غير محله، لكنه اجاب قائلا: "نحن لا نتعامل بهذا الاسلوب، دولتكم تعرف الاسباب، لاننا وضعنا الجهات الرسمية المعنية في لبنان في اسباب صدور مثل هذه القرارات، رغم اننا غير ملزمين بذلك، ولكن حرصنا على لبنان هو ما يجعلنا نبرر للحكومة اللبنانية ممارسة حقوقنا السيادية، وهو ما لا نبرره لغيره من البلدان". المسؤول الخليجي ينفي ان تكون الحسابات المذهبية هي سبب من أسباب حجز او طرد او التضييق على البعض. ويكشف انّ المشاكل مع بعض التيارات والمجموعات التي ينتمي اصحابها الى المذاهب السنية هي اكثر من غيرها. ويشير الى ان بعض المسيحيين اللبنانيين ايضا متورطون في بعض الاعمال التي تديرها جهات اسلامية اصولية. ويتابع انّ عالم الارهاب وعملياته لم يعد حكرا على اشخاص ينتمون الى هذا المذهب الاسلامي أو ذاك. بعدها أخذ المسؤول الخليجي يتحدّث عن "التيار الوطني الحر" كما لو انّه يتحدث عن حزب الله على هذا الصعيد، لجهة الاتهامات بتورط هذا التيار، عبر بعض المنتمين إليه، في تنفيذ اعمال تقع في دائرة الخطر الامني، بكل ابعاده. ويصر المسؤول الخليجي على ان هذه العمليات، او معظمها، تتمّ بإدارة اجهزة اقليمية، متاح لها ان تتخفى بوجوه لبنانية، او بوثائق لبنانية، لتنفيذ عملياتها غير القانونية، من امنية واستخبارية ومالية. السؤال الآن: هل تفصح زيارة وزير الطاقة جبران باسيل الى السفارة السعودية عن إعادة فتح صفحة جديدة مع دول الخليج العربي من البوابة السعودية؟ ربما هي محاولة، لكنها بالتأكيد لن تطوي بسهولة صفحة سيئة زادت من منسوب الشك والريبة. واستنادا الى احاديث سابقة حول هذه الزيارة يمكن التأكيد ان الحسابات الامنية الداخلية في دول الخليج تتفوق في اولوياتها ومتطلباتها على كل الاولويات التي تتصل بالعلاقات الخارجية. والاهتمام بالشأن اللبناني ينطلق من هذه الاولوية التي لا تريد للبنان ان ينزلق نحو درك الدول الفاشلة تماما. لذا يبدو للمراقب ان اعادة الاعتبار الى مؤسسات الدولة والى الشرعية اللبنانية والى سلطة الدولة هي الهدف لدى اصحاب القرار في الخليج، خصوصا ان هذه الدول لمست التالي بشكل حاسم: كلما سيطرت الفوضى على لبنان، تأثرت هذه الدول سلبا من هذه الفوضى. نقلاً عن جريدة "البلد"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج أسرار خاصّة عن لبنانيين وأمن الخليج



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia