ما وراء نزع سلاح حماس فصل غزة عن فلسطين

ما وراء نزع سلاح حماس: فصل غزة عن فلسطين

ما وراء نزع سلاح حماس: فصل غزة عن فلسطين

 تونس اليوم -

ما وراء نزع سلاح حماس فصل غزة عن فلسطين

علي الأمين

كل المؤشرات تدل على ان الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة ولن تتوقف في وقت قريب. فالحكومة الاسرائيلية عززت حشودها العسكرية بنحو 16 الف عسكري من الاحتياط، وتستمر في ما تسميه عملية "تنظيف القطاع من الاسلحة". حتى لو ادى ذلك الى مقتل اﻵلاف من الفلسطينيين. ومن الواضح ان فترة سماح غير محددة اوروبيا واميركيا اعطيت لاسرائيل لاستكمال العمليات العسكرية. وحتى المجازر التي ترتكب بحق المدنيين لا تلقى اعتراضا اوروبيا او اميركيا يجعل اسرائيل متحسبة من استمرار حربها على كل الفلسطينيين في غزة.
معادلة الدم ليست مهمة على ما يبدو لا لدى الاميركي ولا المصري ولا اقليميا ولا حتى دوليا. لذا فإسرائيل مستمرة في حصد الارواح وحركة حماس لا يبدو ان مضاعفة اعداد القتلى الفلسطينيين يمكن ان تدفعها الى التسليم بالشروط الاسرائيلية. ونزع السلاح الفلسطيني وتدمير الانفاق والصواريخ، اذا كان سيحصل، فليتم بالحرب الاسرائيلية وكرهاً لا إارادة او صمت فلسطيني. إذا العملية الاسرائيلية ستستمر وببشاعة اكبر مما حصل في الاسابيع الماضية. والقيادة المصرية لاتريد للاخوان المسلمين ان يعودوا عبر المواجهة مع اسرائيل الى الداخل المصري، بعدما اخرجوا منه.
لنتذكر أنه قبل اسبوعين اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي موقفين مهمين. الاول، ان اسرائيل لن تقبل بنشوء وضع سيادي فلسطيني غرب نهر الاردن، والثاني، ان لا عودة الى حدود العام 1967 في اي حل للنزاع مع الفلسطينيين. من هذين الموقفين يمكن الاستنتاج ان غزة هي دولتكم الكبرى ايها الفلسطينيون، كما تقول الحكومة الاسرائيلية بالفعل، ولكن منزوعة السلاح. وإنهاء الصراع يتم على سكة غزة والفصل التام بين الضفة الغربية والقطاع.
الحرب الاسرائيلية هي عسكرية في غزة وسياسية في الضفة الغربية. اسرائيل تتحدث عن منطقتين وشعبين ومستعدة للحديث عن مطالب المقيمين في الضفة ومطالب المقيمين في غزة، وترفض اي حديث عن حقوق وطنية فلسطينية. لعل هذا هو الهدف الاستراتيجي الاسرائيلي، اي احباط اي محاولة وحدوية فلسطينية تقوم على تأكيد وحدة الموقف السياسي الفلسطيني واجراء انتخابات تشريعية وقيام حكومة شرعية في زمن الحروب المذهبية وانتشار الارهاب في محيطها العربي.
لذا لا تضع اسرائيل في اهدافها القضاء على حركة حماس. هي فقط تريد نزع اظفارها. اما سلطتها داخل غزة فلا تضع اسرائيل اي شرط عليها. الشرط الاسرائيلي هو عقد اتفاق خاص مع غزة منفصل تماما عن الضفة الغربية. شرط يستبطن ابقاء الشرخ الفلسطيني وتعميقه. وهذا لا يتحقق الا بوجود حكومتين وسلطتين، واتفاقين منفصلين مع اسرائيل.
هي في جانب منها معركة الاخوان المسلمين تخوضها حماس. ما لا يعني ان هذا التيار الذي تلقى ضربات قوية على مستوى المنطقة هو من بدأ الحرب في غزة، لكن هو يسعى لأن يستثمر هذه الحرب في اكثر من اتجاه، وسط اتهامات اسرائيلية ومصرية وحتى سعودية للادارة الاميركية بمحاباة "الاخوان". وهذا ما دفع نحو هذه المواقف: السياسة الاميركية الملتبسة تجاه الاخوان، وحقيقة ان هناك مسعى اميركيا لتعويض الاخوان ما خسروه في مصر. يبقى هذا الاستنتاج من الاحتمالات التي تتحدث عنها النخب الحاكمة في مصر وبعض القيادات الفلسطينية.
في كل الاحوال يمكن ملاحظة ان التطويق الاخواني لحماس في الحرب الاخيرة من جانب دولتي قطر وتركيا، وبتشجيع اميركي، جعل موقع ايران في الدرجة الثانية. فحماس فوضت الدولتين للتفاوض باسمها، ما يفسر التصريحات الاستثنائية التي اطلقها مرشد الدولة الايرانية السيد علي خامنئي، وتبعه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بنبرة اعلى، والتي هاجمت اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية... نبرة تؤكد ان الموقع الايراني لم يجد مكانه في الصف الاول هذه المرة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء نزع سلاح حماس فصل غزة عن فلسطين ما وراء نزع سلاح حماس فصل غزة عن فلسطين



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia