حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر

حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر

حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر

 تونس اليوم -

حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر

علي الأمين

الاستثمار في الحرب هو الوسيلة الوحيدة التي يبدو ان حزب الله يتمسك بها، وربما عاجز عن اعتماد سواها. لذا فالقتال في سورية، بشكل مباشر او بالواسطة، هو الخيار الوحيد امامه بعدما ايقن الجميع ان الرئيس السوري بشار الأسد ليس له امل بحكم سورية. الامل ببقائه على رأس السلطة لا يعني في اللغة السياسية سوى استمرار الحرب واستمرار تدمير سورية انطلاقا من المقولة الشهيرة التي رددها مناصروه في سورية: "الاسد او نحرق البلد". الاسد لن يعود لذا يستكمل الاسد حرق البلد، وهو ما بات كثيرون يريدونه، كل لأسباب تتصل بمصالحه.

تريده اسرائيل الى حدّ كبير لأن ذلك يبعد الخطر الاستراتيجي عنها، وتريده تركيا وايران، الدولتان اللتان تشكلان العنصرين الخارجيين الاقوى في المعادلة السورية، لما يساهم ذلك في تراجع القدرة الاستقلالية للشعب السوري، ما يمهد الطريق لتعزيز الدور الخارجي في صياغة اي مشروع حلّ مستقبلي للأزمة السورية. وبالتالي محاولة المحافظة على اكبر قدر ممكن من المصالح الاقليمية في طيات الحل الداخلي بين المعارضة والنظام. ايران من خلال الاستحواذ على سلطة الاسد وتركيا من باب دعم المعارضة ورعايتها.

حقيقة ان لا مكان للرئيس الاسد في ايّ تسوية للمرحلة المقبلة تزداد رسوخا كلما امتد الزمن. ولم يكن استمراره طيلة هذه السنوات، التي تلت انطلاقة الثورة السورية، ليزيد من حظوظ بقائه، بل يترسخ في حسابات الحلّ ان لا مكان له. هو فقط ينتظر نضوج شروط التسوية ليخلي مكانه. لا يعني ذلك ان وظيفة بقائه قد انتهت اقليميا ودوليا، ان لعبة الاستنزاف المحلي السوري والاقليمي لم تكتمل نهاياتها بعد، لذا عندما يتردد ان الاسد باق في اروقة الدول فهذا يعني ببساطة ان الحل ليس قريبا.

حزب الله الذي يحامي عن الأسد ونظامه ويقدم الدماء على مذبح الذود عنه في سياق الاستراتيجية الايرانية، بات امام أزمة الخروج من المأزق، بعدما وضع كلّ رصيده النضالي في سلة الاسد المثقوبة. لا سيما ان شرخاً عميقا اصاب العلاقة بين اكثرية السوريين وبين حزب الله، لا يمكن ردمه. بعدما زُجّ بالعنوان المذهبي في الصراع وبات من الصعب رأب هذا الصدع في المدى المنظور. وكلما طال عمر بقاء الاسد في السلطة فهذا يعني مزيدا من الاستنزاف لحزب الله، حتى ليبدو احيانا ان نهاية الاسد او بقاءه لا يعني نهاية مأزق حزب الله في سورية.

ذلك المأزق هو نتاج حقيقة يدركها كل من يتابع مجريات الأزمة السورية بتجرد. حقيقة ان المصالحة السورية الداخلية ممكنة ومحتملة وقد يساعد عليها انتماء السوريين الى مجال وطني مشترك ومصالح مشتركة. اما المصالحة مع حزب الله، وصولا الى الموقف من الطائفة الشيعية وخلفها ايران، فله حساب آخر: أي مصالحة في سورية لن يكون حزب الله طرفا فيها. هذه حقيقة قد لا يريد البعض ان يراها، لأن هذا الحزب قد يكون عاملا من عوامل الأزمة لكنه ليس شرطاً في انجاز التسوية السورية، وربما ستدفع الأقلية الشيعية السورية، ظلماً، اثمان قتال حزب الله باسمها او دفاعا عن النظام.

هذا في سورية، لكن التحدي الداهم اليوم هو نزعة الثأر التي تتحكم بالعديد من الفصائل السورية المقاتلة ضد حزب الله. وهذا ملف سيكون ملحا مع استحالة القضاء على هذه الفصائل المسلحة في القلمون وفي الجنوب السوري وفي الزبداني وفي ريف حمص. والقلق من تمدد هذه الاطراف تجاه لبنان سيزيد في الاشهر المقبلة، وهذا ما يدور همساً في اوساط ابناء البقاع لاسيما بعلبك – الهرمل، الذين باتوا منهمكين بحساب المسافة التي تتقلص عن اماكن مقاتلي "داعش" شرق القلمون او في ريف حمص. لاسيما ان قدرة حزب الله والجيش السوري على حسم معركة الامساك بالقلمون باتت مستحيلة.

تدرك الجهات الامنية الرسمية اللبنانية، ان تحييد لبنان عن ان يكون مسرحا لتصفية الحساب مع حزب الله تحكمه اعتبارات اقليمية ودولية ما زالت تمنع تسرب ارهابيين وما الى ذلك. وهذا يعكس تقاطع مصالح دولية اقليمية محلية بتحييد لبنان. وأيّ اخلال اقليمي بهذه المعادلة سيجر البلد الى متاهات كبيرة.

فقد سبّب تقاطع المعلومات وتنسيقها، بين مجموعة اجهزة اقليمية واميركية وايرانية ولبنانية، في لجم العديد من العمليات الارهابية بكشفها قبل تنفيذها في لبنان. هذا المستوى من التعاون الامني هو الاهم وهو المطلوب والجاري تنفيذه في ما يتصل بجانب "الارهاب" في الحدّ الادنى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia