أحب عمري وأعشق الحياة

أحب عمري وأعشق الحياة

أحب عمري وأعشق الحياة

 تونس اليوم -

أحب عمري وأعشق الحياة

طلال سلمان

ليس كمثلها امرأة، فهي النساء جميعاً في عشق الحياة، وليس كمثل صوتها فهي «شحرورة» لا تتوقف عن غوايتك لأن تحب الحياة وأبناء الحياة وأطايب الحياة..
صباح، وحدها مثل «الست»، لم تكن بحاجة إلى كنية ولا إلى اسم عائلة، مع أن الناس شأنهم مع أم كلثوم، قد ابتدعوا اللقب من اسمها، فهي «الصبوحة».

... ومثل «الست»، وإن على الضفة الأخرى، حضورها هو الظرف والمرح فضلاً عن الطرب، تتذوق النكتة كما اللحن، وتبتدعها أحياناً معبّرة عن خفة روح وعشق للفرح حتى لقد كان كل يوم في حياتها عمراً كاملاً.

عرفت كل الناس فأحبتهم وأحبوها. لم تعرف الخصومة ولا هي اعترفت بالمنافسة، فلم تقل كلمة سوء في منافسة ولم تتآمر لحجب صوت جميل.

غنّت الألوان جميعاً بصوتها الذي يمتد نشوة مفتوحة، وإن هي أبدعت في ما نشأت عليه، ودغدغ وجدانها منذ الطفولة «الزجل» الذي نحت الذروة فيه أحد أعمامها «شحرور الوادي».

ولقد عرفتها في واحد من أماكنها الحميمة «دار الصياد» وتحت رعاية كبير عشاق صوتها الممتد عبر عرى الطرب حتى «الآه» كذروة للطرب: سعيد فريحة الذي كاد يكرّس لها مجلة «الشبكة»، وأنشأ لها وللمبدع الذي أعطاها ألحان أجمل ما غنّت، فيلمون وهبي، ومعهما عفيف رضوان «فرقة الأنوار للفنون الشعبية» التي لم تستطع أن تنافس «قلعة» الرحابنة وفيروز في بعلبك وإن أكدت غنى لبنان بالصوتين المتمايزين كما مناخ النشوة حتى الرقص أو حتى التعبّد.

وعرفتها إنسانة نبيلة، خارج دائرة الفن بالغناء والتمثيل والسينما، لا ترد طالب حفلة في قرية بعيدة لمساعدة مستوصف أو جمعية خيرية لتعليم الفقراء... بل إنها كثيراً ما بذلت من مالها صدقة لمحتاج أو عوناً لزميلة أو مساعدة لمنافسة، بغير منّة أو إعلانات أو تباه بفعل الخير.

ولقد صنعت صباح مع مبدعين آخرين بعض المجد الذي يجلّل اسم لبنان عربياً كوديع الصافي وسعاد محمد ونجاح سلام ونصري شمس الدين وزكي ناصيف، إضافة إلى فيروز، لا سيما في مصر الملكية، ثم في مصر جمال عبد الناصر، وفي سوريا حيث صدحت في ليالي دمشق وحلب مراراً، وفي مختلف أنحاء شمالي أفريقيا والخليج... ولعلها أول من جذب المصريين، وسائر العرب، إلى اللهجة اللبنانية حتى «غنوها» معها ورقصوا نشوة وقد بلغوا ذروة النشوة.

وعبر السينما، ابتداءً من الخمسينيات، أدخلت الأغنية اللبنانية إلى قلوب جماهير المشاهدين، ورفعت ممثلين إلى الذروة بإيثار منقطع النظير.

لقد أضافت نجمة إلى العلم اللبناني، مثلها مثل كبار المبدعين الذين جملوا حياتنا وأغنوا وجداننا بالثقافة، شعراً ورواية وموسيقى وغناء، ثم مدوا اسم لبنان إلى القارات عبر مغتربيه، وهي قد خصتهم بالعديد من أغنياتها فشدتهم إلى الأرض أو جعلتهم يبكون لوعة الفراق.

... ولقد عاشت عمرها حتى حافة التسعين تحت شعارها الأثير: «أحب عمري وأعشق الحياة»... وغادرتنا ممتلئة فرحاً وقد بعثرت كل ما جنت من مال لأن الحياة الحب ثم الحب ثم الحب!

وداعاً أيتها «الشحرورة» التي عاشت حسوناً وتنقلت كالبلبل واختتمت حياتها كمقطوعة على الناي تنتظر الإكمال... بعد ثلاثة آلاف أغنية وأكثر من ثمانين فيلماً ومسرحيات عديدة وملايين العشاق..

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحب عمري وأعشق الحياة أحب عمري وأعشق الحياة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia