ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها  2

ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها - 2

ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها - 2

 تونس اليوم -

ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها  2

جهاد الخازن

الفريق خليفة حفتر الذي عينته الحكومة الشرعية في شرق ليبيا أخيراً وزيراً للدفاع ثم قائداً للجيش الليبي يسيطر مع جيشه الخاص على شرق البلاد، و»فجر ليبيا» التي تضم جماعات متطرفة وأخرى إرهابية تسيطر على غرب ليبيا، والعرب والمسلمون منقسمون بين هذه وتلك.

أو ربما هم ليسوا منقسمين وإنما أرى في ليبيا مَثلاً آخر على سياسات تخدم أهداف أصحابها وقناعاتهم لا أي مصلحة قومية.

مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تؤيد الحكومة الشرعية في شرق ليبيا، وأنا أؤيد هذه الدول العربية في موقفها وأعتبره صحيحاً وأطالبها بزيادة التأييد، بل أطالب مصر بتدخل عسكري مباشر في ليبيا، بمساعدة حلفائها العرب.

تركيا وقطر تؤيدان «فجر ليبيا»، أي تلك العصابات المتطرفة والإرهابية التي أعلن بعضها الولاء لـ «داعش»، ليثبت أنه إرهابي مثلها.

تركيا رجب طيب أردوغان لن تعود لتفرض سيطرتها على الدول العربية باسم عثمانية جديدة. وقطر أصغر من أن تصبح دولة عظمى، أو دولة مؤثرة في سياسات المنطقة، وعدد المواطنين فيها أقل من نصف سكان حي شبرا في القاهرة.

أحاول الموضوعية فأؤيد الدول العربية التي تؤيد الحكومة الشرعية، ثم أسجل ملاحظات على خليفة حفتر فماضيه العسكري والسياسي والشخصي غير مشجع، من دون أن يمنع هذا تأييدي دعوته رفع حظر السلاح عن ليبيا.

هو شارك في انقلاب «الفاتح من سبتمبر» سنة 1969، والقذافي قال يوماً إنه يعتبره مثل ابنه.

سمع الناس باسم حفتر أول مرة بعد الحرب سنة 1987 بين ليبيا وتشاد، فهو قاد القوات الليبية التي تفوقت تفوقاً هائلاً على القوات التشادية في السلاح. إلا أنها خسرت الحرب أمام عسكر يستعملون أسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية ومعهم مستشارون عسكريون فرنسيون، وقتل ألوف الجنود الليبيين، وأسِرَ حفتر مع حوالى 400 من جنوده، وأنكر القذافي وجودهم، ولم يحاول التفاوض للإفراج عنهم.

خليفة حفتر انضم سنة 1988 إلى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وأفرجت عنه تشاد، وحاول تنظيم انقلاب على القذافي وفشل، وهاجر إلى الولايات المتحدة حيث أقام قرابة عقدين، وعمل لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي). وقد أنكرته الوكالة أخيراً بسبب زيادة أعمال القتل.

بعد سقوط القذافي عاد حفتر إلى ليبيا، وأسس جيشاً أثبت قدرته، إلا أن مستقبل ليبيا يظل أسود قاتماً، والقتل يمارسه الطرفان، حتى أن ميليشيات «فجر ليبيا» قتلت في صيف 2014 بعد السيطرة على طرابلس مئات من خيرة المواطنين، من قضاة ومحامين ومثقفين، فأرى أن الحكومة الشرعية وحفتر أهون الشرين. وقد طردت بريطانيا جنوداً ليبيين كانوا يتدربون في أراضيها بعد أن اعتدوا على نساء قرية، وطرد الأردن جنوداً ليبيين بعد أعمال شغب وحرق احتجاجاً على تأخر طائرة. ولم تدرب فرنسا ألوف الليبيين كما وعدت وإنما عشرات منهم ثم توقفت.

أحاول البحث عن قشة أمل في كومة اليأس الليبية، وأسجل وجود الجمعية الدستورية التي تضم الطرفين من شرق ليبيا وغربها، وهي برئاسة علي الترهوني، أستاذ الاقتصاد صاحب السمعة الطيبة. أسجل هذا ثم أقول إن زمن المعجزات ولّى وربما تولي ليبيا معه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها  2 ليبيا على حافة الهاوية أو سقطت فيها  2



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia