لا ننسى «الطيب»

لا ننسى «الطيب»

لا ننسى «الطيب»

 تونس اليوم -

لا ننسى «الطيب»

جهاد الخازن

في نهاية الأسبوع جمعت المادة التي توافرت لي عن الحرب على قطاع غزة، ووجدت أنني أمام بضع مئة صفحة، فرأيت أن أقسمها في مواضيع لأهمية القضية، وانتهيت من فصلها، ووجدت أنني أمام الطيب والسيئ والبشع، والكلمات الثلاث هذه عنوان فيلم قديم يعود الى سنة 1966 لم أعد أذكر منه غير عنوانه.
لا أستطيع سوى الاختصار وقد كتبت قبل يومين عن «البشع»، أو السياسة الأميركية في بلادنا، و»السيئ» أي المحرِّض، من نوع مجلس تحرير «نيويورك تايمز» فهو يضم أعضاء من غلاة الليكوديين الذين كتبوا مقالاً عنوانه «حماس تلعب لعبة خطرة بأرواح أهالي غزة»، وكأن حماس مسؤولة عن موت بضع مئة فلسطيني وجرح ألوف آخرين وتشريد أكثر من 15 ألفاً. وهكذا حكومة الحرب في اسرائيل بريئة وهي تشن ألف غارة على القطاع وتقتل أعلى نسبة من المدنيين في أي حرب، فأقرأ عن المرأة الحامل التي قتِلت مع الجنين، وعن الموتى من المعاقين، وعن أطفال مثل مريم، وحيدة والديها علاء وحنان المصري، التي قتلت في غارة وهي تلعب في حديقة بيتها.
جريدة «هاآرتز» الليبرالية في اسرائيل كانت أشرف من «نيويورك تايمز» ونشرت مقالاً عن التغطية الاعلامية للحرب سجلت فيه نقص الأخبار من الجانب الفلسطيني والتحامل على ضحايا العدوان الاسرائيلي.
أبقى اليوم مع «الطيب» فهناك كثيرون حاولوا نقل الحقيقة، والإعلامية الأميركية المشهورة ديان سوير، في برنامج شبكة اي بي سي «أخبار العالم» علقت على شريط قالت إنه لأسرة اسرائيلية تحت الضرب، وعادت فاعتذرت وقالت إنها أخطأت والشريط كان لأسرة فلسطينية في غزة.
«جماعة يهود من أجل السلام» يمكن عقد سلام مع أعضائها غداً، وهي دانت الهجوم الاسرائيلي وتحدثت عن قتيل اسرائيلي مقابل 187 فلسطينياً (زادوا منذ صدور بيان الجماعة)، وتحدثت عن الحصار على القطاع. وذكَّرت الناس بأن اسرائيل شنّت ثلاث عمليات غير متوازنة في السنوات الست الأخيرة على القطاع. وقرأت مع ما سبق مقالاً طويلاً موثقاً عنوانه «مواجهة المجزرة بعيون مغلقة» كتبه ايدان لاندوا، وهو يهودي يساري يدافع دائماً عن حقوق الفلسطينيين.
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي إنتقدت الهجوم وقالت إنها تشكّك كثيراً في أن العملية العسكرية على قطاع غزة إلتزمت بالقانون الدولي الذي يمنع إستهداف المدنيين في منازلهم. وأبدت جماعة «مراقبة حقوق الانسان»، ومقرها نيويورك، رأياً مماثلاً وهي تدين قتل المدنيين.
وعلى جانب مختلف جداً عمّا سبق، هو جانب الغناء والرقص والترفيه، ثمة كثيرون من المشاهير الذين ينتقدون اسرائيل. لم تكن المغنية ريهانا (ريحانة) من هؤلاء في السابق إلا أنها وزعت تغريدة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة بعنوان «فلسطين حرة» قرأت انه أعيد نشرها سبعة آلاف مرة في ثماني دقائق، وقد إضطرت الى سحبها تحت الضغوط.
في اسرائيل، الصحافية المنصفة أميرة هاس في «هاآرتز» كتبت مقالاً عنوانه «تنفيذ خطة القدس الشرقية» ربطت فيه بين قتل الولد محمد أبو خضير وإجراءات متعمدة، منذ إحتلال القدس وضمها، نفذتها بلدية القدس ووزارة الداخلية وشرطة القدس للتمييز ضد الفلسطينيين وينفذها المحرضون والقتلة (من المستوطنين وغيرهم).
وضاق المجال وعندي مادة كثيرة أخرى من نوع ما سبق، فأكمل بثلاثة يهود من طلاب السلام:
- ميرا بار هيليل في «الاندبندنت» اللندنية كتبت مقالاً عنوانه «أنا على شفير حرق جواز سفري الاسرائيلي» سجلت فيه إحتجاجها على تأييد سياسيين اسرائيليين من نوع إيلات شاكيد قتل نساء فلسطينيات بريئات وأطفال.
- دانيال ليفي في «الفاينانشال تايمز» كتب مقالاً بعنوان «نتانياهو يسيء تقدير أخطار استراتيجيته في غزة» ورأيه أن إضعاف حماس قد يؤدي الى فوضى كما في العراق. أما العكس فسيثير على نتانياهو حلفاؤه في اليمين المتطرف.
- مارجوري كوهن في «هفنغتون بوست» حمل مقالها العنوان «اسرائيل توقع عقاباً جماعياً غير شرعي بسكان غزة،» وهو عنوان يغني عن شرح. وكنت كتبتُ مقالين عن «البشع» و»السيئ» بعده فأرجو القارئ العربي أن يبقى منصفاً وأن يتذكر أن أكثر الذين إستشهدت بهم اليوم من اليهود طلاب السلام الذين يدافعون جهدهم عن حقوق الفلسطينيين.
 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ننسى «الطيب» لا ننسى «الطيب»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia