قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

 تونس اليوم -

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

جهاد الخازن

ثمة قضايا لا يمكن أن أتفق فيها مع قراء من هذا الحزب أو ذاك، فأنا لم أنتمِ إلى حزب سياسي في حياتي، وأدرك أن رضا الناس غاية لا تُدرَك فلا أحاول، وإنما أنشر معلومات عندي مصادرها، لذلك لم أخسر قضية صحافية في لندن بعد، وقد أتبعها برأيي وهو حق لي.

إذا كان رأي القارئ غير رأيي فهذا حقه أيضاً. ما أرفض إطلاقاً هو أن يحاول قارئ في بريد «الحياة» أو في رسائل مباشرة إليّ أن يجعلني أعمل برأيه، وهو من حزب واحد أو جانب، ولا يقبل رأياً غير رأيه.

أكثر الخلاف هذه الأيام هو مع أنصار النظام السوري وأعدائه، ومع أنصار «الإخوان المسلمين» في مصر، فهؤلاء وأولئك لا يقبلون رأياً غير رأيهم.

غير أنني أريد أن أبدأ بالقارئ نادر يحيى فهو يدافع عن السيناتور جون ماكين وليندسي غراهام اللذين طالبت بإحالتهما إلى المحاكمة، والقارئ يقول إن هذا ما يريد الإعلام الموالي لإيران، ويضيف عن ماكين وغراهام أن «هذين السياسيَيْن البارزين يدعوان إلى مواجهة حازمة للعدوانية الإيرانية الروسية وإلى تقوية التحالف الاستراتيجي مع الدول العربية بقيادة السعودية...»

أولاً، أنا لا أقرأ الميديا الإيرانية، ثانياً كنت طالبت بإحالة ماكين وغراهام إلى المحاكمة لأنهما أيّدا كل حرب على العرب والمسلمين، بما في ذلك الحرب على العراق التي ثبت الآن أن أسبابها زوِّرَت عمداً. القارئ لا تهمّه مشاركة الرجلين في الترويج لحرب قتلت مليون عربي ومسلم، وإنما يؤيدهما وهما يريدان خوض الولايات المتحدة حرباً أخرى في بلادنا يقتَل فيها المزيد من الأبرياء. وقطعاً فأنا ضد الحوثيين ودور إيران في اليمن وقد كتبت عن ذلك مرة بعد مرة بعد مئة مرة، إلا أن القارئ لا يرى شيئاً غير ما يناسب تحامله.

قارئ شجاع اسمه نزار اغتاظ إلى حد «المغص المعوي» لأنني قلت الدكتور بشار الأسد. ماذا يريدني أن أقول الباشمهندس، أو الشيخ أو المطران مثلاً؟ هذا مع العلم أنني أتحدث دائماً عن بطش النظام ولا أدافع عنه أبداً.

مثل ذلك القارئ دبل ابو (اسم غير فني) الذي يكتب لي رسالة واحدة متكررة هي: أنت ما عندكش حاجة غير اليهود وإسرائيل... طبعاً عندي حاجات، إلا أنه يفضل أن يتستر على جرائم إسرائيل كما يبدو. أو لعله يريدني أن أهاجم فريقاً وأن أنتصر لفريقه، وأنا أرى أن إسرائيل تظل العدو الأول والأخير، وأنها و «داعش» حليفان.

أوقح من كل مَنْ سبق القارئ موفق محمود أيوب الذي قال لي: «أنت من الكتّاب الذين أيدوا الحرب على العراق وأرجع لكتاباتك في تلك الفترة إذا كنت لا تتذكر، فاعترف كما اعترف بوش الأب».

عارضتُ الحرب على العراق معارضة مطلقة وألفت كتاباً عنوانه «المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون» يفضح عصابة الحرب، وأتحدى القارئ أن يأتي لي بمقال واحد أو نصف مقال أو فقرة تؤيد تلك الحرب. ثم أقول له إن الذي يريد أن يكذب، عليه أن يكذب على الموتى لا الأحياء، فالموتى لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. لا أريد من القارئ موفق أن يعتذر وإنما أقول له إنه لم يوفق أبداً في كذبه، وإنني في حاجة إلى صبر أيوب لأتحمل أمثاله.

طبعاً مثل حديثي اليوم لا يكتمل من دون التعريج على أنصار «الإخوان المسلمين» فهم ينزهونهم عن كل خطأ، ويحمّلون الطرف الآخر، وأنا معه، المسؤولية، وإلى درجة إنكار أن الجماعات الإرهابية خرجت من تحت عباءة «الإخوان المسلمين». يبدو أن أيمن الظواهري خرج من تحت ثيابي أنا، إلا أنني نسيته. أقول للإرهابيين في كل بلد، وأيضاً للمجرمين الذين قتلوا الأبرياء في نادٍ في القاهرة: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً (سورة النساء، الآية 93).

أجمل من كل ما سبق أنني كنت في مكتب الزميل محمد صلاح في القاهرة الأسبوع الماضي والتلفزيون مفتوح، الساعة الواحدة بعد الظهر على برنامج في تلفزيون «اكسترا». كانت المذيعة حسناء إلى درجة أنني لم أسمع شيئاً قالته أو قاله ضيوفها فقد أخذتُ بجمالها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia