عيون وآذان خامنئي فاز

عيون وآذان (خامنئي فاز)

عيون وآذان (خامنئي فاز)

 تونس اليوم -

عيون وآذان خامنئي فاز

جهاد الخازن

مَنْ يفوز بالرئاسة الايرانية اليوم؟ آية الله علي خامنئي طبعاً. حتى إذا لم تُحسَم النتيجة في الدورة الاولى وأعيدت الانتخابات في 21 من هذا الشهر يظل مرشد الثورة هو الفائز. هناك ثمانية متنافسين، كل واحد منهم حظيَ بموافقة المرشد على ترشيحه، ومع وجود خلافات بين واحد والآخر، ومع محاولات بعضهم أن يبدو أكثر تشدداً من غيره أو أقل، فإنهم جميعاً يعلنون الولاء للمرشد والثورة الاسلامية، وموقفهم من البرنامج النووي والثورة السورية واحد. وهكذا فهناك انتخابات رئاسية في ايران يصرّ آية الله خامنئي على أنها ديموقراطية ويرفض أي انتقاد خارجي أو محلي لها، وبما أنه لا يريد تكرار مشاهد الاحتجاج والعنف بعد انتخابات 2009 عندما اتهم الإصلاحيون النظام بأنه زوَّر النتيجة لمصلحة محمود أحمدي نجاد، فهو اختار هذه المرة أن يكون هناك ثمانية مرشحين لهم أسماء مختلفة، ولكن سياستهم واحدة ما ينفي حرية الاختيار التي هي في أساس الديموقراطية. لا يوجد في إيران مؤسسة لاستطلاع الرأي العام من نوع غالوب أو بيو، ولكن أقرأ باستمرار نتائح استطلاعات محلية طلعت بنتائج يناقض بعضها بعضاً، فواحد أعطى سعيد جليلي تقدماً طفيفاً، وآخر أعطى محمد قاليباف 32.7 في المئة مقابل 28.7 في المئة لجليلي. وأجرت مؤسسة اميركية استطلاعاً للرأي العام الايراني عبر الهاتف فكانت نتائجها مختلفة عن كل ما صدر من داخل ايران، وهي أعطت قاليباف 39 في المئة من الأصوات، وبدا متقدماً كثيراً بين النساء والشباب، في حين لم يحصل جليلي على غير 13.9 في المئة من الأصوات. كان اللافت في هذا الاستطلاع أن 57 في المئة من الناخبين قالوا إنهم لم يقرروا نهائياً بعد مَنْ سينتخبون اليوم. كانت هناك ثلاث مناظرات تلفزيونية بين المرشحين الثمانية، آخرها يوم الجمعة الماضي. إلا أن المناظرتين الأوليين خلتا من أي إثارة فقد لزم المرشحون الحذر، ولم يخرج واحد منهم عن النص. غير أن المناظرة الأخيرة شهدت بعض السجال الحامي الوطيس، وحسن روحاني الذي كان أول مفاوض ايراني بعد اكتشاف البرنامج النووي سنة 2002 اتهم جليلي، المفاوض الحالي، بأنه ضيَّع الفرصة بعد الفرصة، وردَّ جليلي ساخراً منه ومن سجله في التفاوض، وحاولتُ أن أجد معلومات أو مؤشرات في هذه المناظرة إلا أن التركيز كان على تبادل التهم أكثر منه على السياسات الداخلية والخارجية. شخصياً، أجد روحاني في وضع جيد لالتفاف الإصلاحيين حوله، في حين يبقى المتشددون منقسمين. يمكن القول رغم كل ما سبق إن بعض المرشحين لن يصمد حتى النهاية (وقد انسحب محمد رضا عارف)، وٳن روحاني في جهة، ثم هناك التنافس بين جليلي وقاليباف، والأول عمل في الحرس الثوري وشارك في حرب الخليج الأولى ويحمل ندوبها، كما أنه كبير المفاوضين في البرنامج النووي. أما الثاني فهو رئيس شرطة سابق ورئيس بلدية طهران منذ 2005 خلفاً لمحمود أحمدي نجاد، وسجله في إدارة شؤون العاصمة يحظى بتأييد غالبية من سكانها. مع ذلك، يبقى من الصعب التفريق بين مرشح وآخر فالكل مع البرنامج النووي وزيادة التخصيب، وقد رفض جليلي عرضاً غربياً أن يبقى التخصيب في حدود 20 في المئة مقابل رفع بعض العقوبات، وجعل شعاره لا تسوية، لا خضوع. غير أن هذا أيضاً شعار جميع المرشحين الآخرين، فهو في الأصل شعار آية الله خامنئي الذي أعلن غير مرة أن ايران لن تخضع لإملاءات دول الاستكبار. يُفترض أن يتبع فوز هذا «الخامنئي» أو ذاك جولة جديدة من المفاوضات مع الدول الست، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا، لكن لا سبب منطقياً يجعل المراقب المحايد يتوقع أن تختلف النتائج عن أي جولة سابقة، فإيران لا تفعل غير كسب الوقت، وإسرائيل تحرِّض عليها وتهدد بهجوم منفرد على المنشآت النووية الايرانية، وإدارة اوباما لا تزال تركز على العقوبات، وترفض تدخلاً عسكرياً مباشراً ضد إيران لأنها تعرف أن نتائجه ستفيض عن حدود إيران لتشمل المنطقة كلها. في غضون ذلك، إيران احتفلت بما اعتبرته «الانتصار» في القصير، وهنا نقطة أخرى لن تغير نتائج الانتخابات شيئاً منها، فإيران وحزب الله سيواصلان القتال مع النظام السوري ضد المعارضة، لأن الخسارة في سورية تعني نهاية أحلام النفوذ الفارسي في المنطقة العربية. نقلا عن جريدة الحياة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان خامنئي فاز عيون وآذان خامنئي فاز



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia