عيون وآذان التمرد مبرر، العنف لا

عيون وآذان (التمرد مبرر، العنف لا)

عيون وآذان (التمرد مبرر، العنف لا)

 تونس اليوم -

عيون وآذان التمرد مبرر، العنف لا

جهاد الخازن

إذا كان الرئيس محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب ديموقراطياً، كما نسمع، وإذا كانت مصر في ظل حكم «الإخوان المسلمين» دولة ديموقراطية، فإن هذه الديموقراطية تشمل حق الشعب في التظاهر ضد حكومته، والشرط الوحيد عدم ممارسة العنف. العنف ممنوع، والطرف الذي يمارسه اليوم يقول إنه ينتهك الديموقراطية وهو يرفع شعارها. المعارضة أعلنت «التمرد» في الذكرى السنوية الأولى لوصول محمد مرسي الى الحكم، والرئيس رد متحدياً بخطاب حمّل كل الناس مسؤولية الفشل باستثناء دوره فيه مع حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، الجناح السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين». أقول لا عدالة ولا تنمية، وأرحب بكل رأي معارض، إلا أنني أرفض إنكار معلومات صحيحة في وضوح شمس الظهيرة. في المعلومات أن العدالة تقتضي توفير حد أدنى من العيش الكريم لكل مواطن، أي لقمة العيش والتعليم وضمانات صحية واجتماعية، وهذا غير موجود في مصر الآن. والتنمية حتماً غائبة عن مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك. المعارضون يزعمون أنهم جمعوا 13 مليون توقيع على عرائض تطالب الرئيس بالاستقالة، والذين قالوا لحسني مبارك «إرحَل»، أصبحوا يقولون «إرحَل» لمحمد مرسي. قول أنصار النظام إن المعارضين غير ديموقراطيين أو ضد الإسلام يرتد على قائليه. أسباب التمرد موجودة، فالاقتصاد المصري في الأرض، وألوف المصانع أغلقت ولا سياحة أو استثمارات جديدة، والشعب المصري يعاني من انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الغاز وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهذا يحدث مع هجوم الصيف واقتراب شهر الصوم المبارك. ثم نسمع عن استمرار المفاوضات على قرض من صندوق النقد الدولي بمبلغ 4.8 بليون دولار، إذا تحقق فسيزيد أسعار المواد الغذائية والمحروقات، لأن من شروط القرض رفع الدعم عنها. ماذا يفعل الرئيس وحزبه لحل الأزمات المتفاقمة؟ الجماعة تتسرب الى كل دوائر الدولة، والوظائف العليا في الوزارات مثل منصب مدير أو رئيس إدارة أو هيئة تذهب الى الإخوان الذين يقدمون الولاء على القدرة. وقد أصبح لـ «الإخوان المسلمين» وأنصارهم 13 محافظاً من أصل 27 محافظاً. كان تعيين عادل الخياط، من الجماعة الإسلامية، محافظاً للأقصر دليلاً آخر على أن الحكم في مصر يديره هواة بدل محترفين. فالرجل الذي استقال خلال أيام تحت ضغط الشارع ودول أجنبية، معروف بأنه من الجماعة الاسلامية، وهذه حتى اليوم تحت تصنيف «منظمة إرهابية» في وزارة الخارجية الاميركية. وأذكر أنني وأصدقاء حضرنا عرض الافتتاح لأوبرا «عايدة» في الأقصر عام 1997، فلم تمضِ أيام حتى كانت الجماعة الاسلامية تهاجم السيّاح في معبد حتشبسوت وتقتل 62 سائحاً أجنبياً وجنوداً ومواطنين محليين. اليوم وصلنا الى وضع أن أصبح الرئيس محمد مرسي نفسه مطلوباً للمحاكمة بتهمة أنه فرَّ من السجن بعد بدء التظاهرات ضد نظام مبارك في 25/1/2011 بمساعدة جماعات مسلحة بعضها إرهابي. هو لن يُحاكم، إلا أن التهمة باقية، والرئيس فقد كثيراً من صدقيته، وربما من الأنصار الذين اعتقدوا أن وعود النظام الجديد ستتحقق، لأن الله مع الجماعة. في بلادنا هناك مَثَل شعبي معروف هو أن ربنا يقول: «قوم يا عبدي وأنا أقوم معك». سجلت معلومات عن سوء أداء النظام وأسباب المعارضة في التمرد عليه، وأهم من كل هذا اليوم أن تخلو التظاهرات من العنف، فلا قضية إطلاقاً تبرر أن يقتتل المصريون ويُقتل أبرياء. وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي هدد بتدخل الجيش إذا وقعت أعمال عنف، والقوات المسلحة المصرية تبقى واحة الأمان والضمانة الأخيرة، وربما الوحيدة في هذه الظروف، للشعب المصري. نقلا عن جريدة الحياة 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان التمرد مبرر، العنف لا عيون وآذان التمرد مبرر، العنف لا



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia