عيون وآذان إسرائيلي للرئاسة الأميركية

عيون وآذان (إسرائيلي للرئاسة الأميركية)

عيون وآذان (إسرائيلي للرئاسة الأميركية)

 تونس اليوم -

عيون وآذان إسرائيلي للرئاسة الأميركية

جهاد الخازن

قرأت مرة بالإنكليزية عبارة تقول: لا أبصق على شواربه ولو رأيتها تحترق. هي تعكس الكره أو الاحتقار، وفي حين أنني أحتقر جون بولتون فإنني مستعد أن أبصق على شواربه من دون أن تكون مشتعلة. جون بولتون قميء وبين أسفل المحافظين الجدد وأحقرهم وأكثرهم عداء للعرب والمسلمين، وقد أيَّد حروب إدارة جورج بوش الابن كلها، وعمل سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بين آب (أغسطس) 2005 وكانون الأول (ديسمبر) 2006 بعد أن كان قال يوماً: لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة. لو أن بناية السكرتارية في نيويورك فقدت عشرة طوابق (أدوار) لما كان هناك فرق أبداً. هو من الحقارة أن مجلس الشيوخ الأميركي رفض تعيينه سفيراً فعيّنه بوش الابن خلال إجازة الكونغرس، وخدم تلك الفترة القصيرة واستقال قبل أن يصوّت الشيوخ طالبين عزله. كنت أراه داخل مبنى الأمم المتحدة خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة، وأتمنى لو أنني أبصق على شنبه الذي يشبه الشعر المتدلي من حيوان الفقمة البحري، أو أصفعه، فتنقل وسائل الإعلام كلها خبر الصفعة وصورتها، إلا أنني أدخل الأمم المتحدة بصفة عضو في وفد عربي، وأحياناً في وفدين، ولا يجوز أن أحمِّل أي بلد عربي مسؤولية عمل يخالف الأعراف الديبلوماسية. الآن أقرأ أن جون بولتون يفكر بترشيح نفسه للرئاسة الأميركية سنة 2016، وهو لو فعل لكان مرشح إسرائيل قبل الولايات المتحدة ولو فاز لكان رئيساً إسرائيلياً في البيت الأبيض قبل أن يكون أميركياً. لا أتمنى أن يصاب بولتون بزكام فهو أحقر من أن يجعلني أتخلى عن ميولي السلمية، وإنما أقول إن مجرد طرح اسمه إهانة للديموقراطية الأميركية، فالولايات المتحدة بلد رائد في حقوق الإنسان، ورؤساؤه من نوع واشنطن وأدامز وجفرسون وماديسون وأيزنهاور أكثر كثيراً من الآخرين مثل رونالد ريغان وجورج بوش الابن، وقد هزمت أميركا النازية في أوروبا وانتصرت لحقوق الشعوب المستعمَرة، وأطلقت مشاريع من نوع مارشال لإعادة تعمير أوروبا، والنقطة الرابعة لمساعدة العالم الثالث. السقوط بلغ حداً الآن أن جون بولتون يفكر في الترشّح لرئاسة دولة عظمى ذات تاريخ نبيل عريق. ولا أتوقع له أن يصل إلى المنافسة على الرئاسة أو أن يفوز، إلا أن ترشيحه مثل دودة في صحن سلطة، فهو يفسدها ولو كانت تضم أفضل العناصر التي تُصنع منها هذه السلطة. مطبوعة «ناشونال ريفيو» الناطقة باسم المحافظين الجدد وليكود إسرائيل قدّمته إلى قرائها في مقابلة طويلة أجراها روبرت كوستا وعامله فيها كانسان سويّ، مع أنه مثل رئيس تحرير المطبوعة وليام كريستول داعية حرب يعتقد أن العالم كله يجب أن يأتمر بأوامر واشنطن، وهي مع أمثالهما مبرمجة لخدمة إسرائيل قبل أي مصلحة أميركية. المقابلة تفضح نفسها وجون بولتون يقول إن نظريته هي أن الناخبين يهتمون بالأمن القومي (أمن إسرائيل) أكثر مما تفعل الميديا. وتركيز بولتون على هذه النقطة يعكس رغبة عصابة الحرب والشر في قيام إمبريالية جديدة تقودها أميركا وتوجهها مصالح إسرائيل، وهذا في بلد لم يخرج بعد من أزمة مالية خانقة أطلقتها العصابة نفسها في ولاية بوش الابن الذي كان من الحمق أن يستدين من الصين ليحارب في العراق ويفلس أغنى بلد في العالم. أفضل من بولتون ألف مرة للترشيح عن الحزب الجمهوري السناتور راند بول، من ولاية كنتاكي، فهو «ليبرتاريان»، وهذه الكلمة غير ليبرالي المعروف معناها، فالمقصود بها أن ممارسها يفضل تخفيف قبضة واشنطن وإعطاء الولايات دوراً أكبر في إدارة شؤونها. وراند هو إبن عضو الكونغرس المتقاعد رون بول الذي عارض الحرب على العراق بشدة، ووقف منها موقفاً أميركياً لا إسرائيلياً. وأتمنى لو أن راند بول يواجه في معركة الرئاسة الأميركية سنة 2016 هيلاري كلينتون التي تهاجمها عصابة إسرائيل يوماً بعد يوم حتى أنني أقرأ «هيلاري كلينتون راديكالية ديماغوجية» ما يعني أنها أميركية خالصة. هناك آخرون، ولا أدري كيف يُحشَر اسم بولتون بينهم، فأكتب عهداً على نفسي اليوم أنه إذا أصبح جون بولتون رئيس أميركا فلن أزورها حتى أموت أو يموت، وأرجو أن يسبقني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان إسرائيلي للرئاسة الأميركية عيون وآذان إسرائيلي للرئاسة الأميركية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia