عيون وآذان «تكسّرت السهام على السهام»

عيون وآذان («تكسّرت السهام على السهام»)

عيون وآذان («تكسّرت السهام على السهام»)

 تونس اليوم -

عيون وآذان «تكسّرت السهام على السهام»

جهاد الخازن

  المواطن البحريني هذه الأيام يقول ما يقوله المواطن المصري: ألاقيها من فين ولاّ من فين ولاّ من فين، فقد تكسّرت السهام على السهام، والبلد يتعرض لحملات من أطراف دولية وجماعات هي آخر من يحق له توجيه التهم، وكل من هؤلاء ينقل الى الآخرين ما مارس أو يمارس. لن أنتقد المعارضة الشيعية في البحرين اليوم، وانتقادي كان دائماً موجّهاً الى قيادة جماعة الوفاق التي تمثّل إيران لا أي مصلحة لشعب البحرين، وتريد إقامة نظام على أساس ولاية الفقيه. كل ما أقول هو ان المعارضة لا تستطيع أن تشارك في الحوار الوطني وهي ترسل أولاداً بالحجارة وقنابل مولوتوف للاعتداء على سيارات الشرطة، وحتى المدارس. وقد سمعت من زعماء المعارضة من قال: نفاوض ونقاوم. هو لا يقاوم سوى مستقبل البحرين لأسباب استعمارية إيرانية. فالميليشيات في القرى الشيعية، وعزل بعض القرى عن بعض، ليس مصلحة بحرينية. الملك حمد بن عيسى قال لي إن الحوار هو الطريق الوحيد، وسمعت الرأي نفسه من نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك. وبين هذا وذاك أكد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان مرة بعد مرة أن الحوار هو الطريق الوحيد، وكذلك فعل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد وحاول إيصال صوته الى الإدارة الأميركية. وقبل هؤلاء جميعاً ومنذ بدء الأزمة سنة 2011، عرض عليّ ولي العهد الأمير سلمان بن حمد ما سينفّذ من طلبات المعارضة بالحوار، ولا يزال هذا موقفه. أفضل ما سمعت عن الحوار كان من مسؤول بحريني كبير قال إن المعارضة تحاول أن تشتري الوقت لا أن تصل الى نتيجة، فهي تنتظر نتائج المخاض في المنطقة، وتحديداً في سورية، فإذا انتصر النظام و «حزب الله» ستصعّد مطالبها، وإذا خسرا تقبل المعروض عليها. في غضون ذلك، ينتقد السفير الأميركي في البحرين توماس كراجيسكي تعامل الأمن مع المتظاهرين ولا يرى أن «شجعان» المعارضة يضعون أبناءهم الصغار في طريق الأذى وهم يحرّضونهم على الإرهاب. كذلك تصدر وزارة الخارجية الأميركية تقرير 2012 عن حقوق الإنسان في البحرين فترى المشكلة بعين واحدة. لا أعرف السفير الأميركي في البحرين، فلعله آخر المحافظين الجدد، أو مجرد جاهل، ولكن أعرف السياسة الأميركية طالباً وكاتباً. الولايات المتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي استعمل القنبلة النووية ضد أهداف مدنية فقتل مئات ألوف الناس، وهي أيدت كل عسكري ديكتاتور في أميركا اللاتينية وسعت الى إطاحة انظمة ديموقراطية، وهي قتلت ملايين البشر في كوريا وفيتنام وكمبوديا وغيرها. ولم نسلم نحن من تصديرها الديموقراطية، فقُتل مليون عربي ومسلم في العراق لأسباب نفطية وإسرائيلية زوّرت عمداً ولم يحاكَم واحد من إدارة بوش الابن بتهمة القتل. في إدارة بوش، عذّب السجناء في قاعدة باغرام في افغانستان، ومات بعضهم تحت التعذيب وفق تقارير دولية، وأيضاً في سجن ابو غريب وغيره في العراق. والولايات المتحدة يُقتل فيها كل سنة حوالى عشرة آلاف مواطن بالرصاص. كاتب هذه السطور يميني صاحب طموحات بورجوازية يحب الولايات المتحدة، إلا أنه يعرف انها لم تعد بلد فرانكلين ديلانو روزفلت الذي أنقذ العالم من خطر النازية، أو دوايت آيزنهاور الذي أدرك خطر تحالف العسكر والصناعة، وإنما هي تتبع سياسة صاغها المحافظون الجدد، أعداء الله وعباده. الرئيس باراك أوباما طيب ويحاول، إلا أنني بتُّ أخشى أن ينتهي كما انتهى جيمي كارتر، فتهزم عصابة الشر نياته الطيبة. على الأقل، الولايات المتحدة عندها رصيد عبر تاريخها، ما يبرر أن تتكلم عن هذا الوضع أو ذاك، غير انني لا أفهم كيف يبرر آية الله علي خامنئي، مرشد الثورة الإيرانية ووريث الإمام الخميني، كلامه عن البحرين، حكومةً ومعارضةً وحقوقاً. هل الشيعة في البحرين مضطهدون أكثر من عرب الأهواز، وهل بين هؤلاء وزراء ونواب ورجال أعمال كبار كما يوجد من شيعة البحرين، ثم الإشارة الى «البترودولار» وهو في بلد نفطي كبير أدت السياسة الحمقاء لآيات الله فيه الى فرض أربع سلات من عقوبات مجلس الأمن عليه، مع عقوبات إضافية ومقاطعة من الولايات المتحدة وأوروبا، أي دول الاستكبار. الله مع المستضعفين، إلا أن النظام الإيراني ليس معهم، فهو أفقر الإيرانيين وجوّعهم وترك بلدهم منبوذاً في العالم، ثم يأتي المرشد ليحاضر عن البحرين. لو كان المرشد راشداً، كما يوحي لقبه، لحاول حل مشاكل بلاده التي لم توجد قبل نظام آيات الله، بل أن يصدّر المشاكل الى القريب والبعيد، فأتركه وشأنه وأرجو أن ينتهي الحوار الوطني في البحرين باتفاق يلمّ الشمل. أركان الحكم في البحرين كلهم مصرّون على الحوار، وقادة الجمعيات الخمس الشيعية المُعارِضة يقولون مثلهم، فأتجاوز الإرهاب والولاء الأجنبي والتحريض وجبل الكذب، لأتمنى الخير لأهل البحرين جميعاً من سنّة وشيعة ومسيحيين ويهود. كلهم على رأسي إذا وضعوا مصلحة الوطن على رؤوسهم. نقلا عن جريدة الحياة  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان «تكسّرت السهام على السهام» عيون وآذان «تكسّرت السهام على السهام»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia