صفقة على حساب البحرين

صفقة على حساب البحرين؟

صفقة على حساب البحرين؟

 تونس اليوم -

صفقة على حساب البحرين

جهاد الخازن

هل البحرين جزء من صفقة أميركية مع إيران ضد دول الخليج؟
أكتب على خلفية طرد البحرين توم مالنوفسكي، وهو ديبلوماسي اميركي زائر اختصاصه حقوق الإنسان والعمال، بعد أن اجتمع مع عدد من قادة جماعة الوفاق ذات الولاء الإيراني.
وزارة الخارجية البحرينية قالت في بيان إنها تعتبره شخصاً غير مرغوب فيه عليه مغادرة البلاد فوراً بعد أن تدخل في الشؤون الداخلية للبحرين. هو ردّ في «تغريدة» أن قرار طرده «لا يتعلق بي وإنما يتعلق بتقويض الحوار، ومَنْ يلتزم المصالحة لا ينبغي أن يتراجع.» ومجلس التحرير الليكودي في «واشنطن بوست» طالب الإدارة الأميركية بالتـشدد مع البحرين ما يعزز نظرية المؤامرة.
لا أدعي أنني أعرف أشياء كثيرة، وإنما أعترف بجهلي. ثم أزعم أن البحرين هي الاستثناء في قلة معارفي، فقد زرتها وأنا مراهق وعملت فيها ذات صيف، وبقيت على اتصال بكل أهلها من الأمير حتى سائق التاكسي.
ما أعرف يقيناً هو أن ملك البحرين حمد بن عيسى معتدل، وأن ولي عهده الأمير سلمان بن حمد أكثر اعتدالاً من أبيه، وأن وزير الخارجية خالد بن أحمد بن محمد مثلهما في الاعتدال وحسن النيّة.
إذا كانت جماعة الوفاق لا تستطيع الوصول الى اتفاق مع هؤلاء فهي لن تتوصل الى اتفاق مع أحد غيرهم. قادة البحرين أعرفهم على امتداد عقود، ولي مع كل منهم جلسات خاصة وأحاديث، فأزيد على ما سبق رئيس الوزراء الشـــيخ خليـــفة بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك، وأترحَّم على الشيخ عيسى بن سلمان الأمير الراحل وصديق العمر.
مَنْ هناك في المقابل؟ علي سلمان ومرشده عيسى قاسم، والرجلان من آيات الله، ومن خريجي قم، وولاؤهما ديني وليس سياسياً. ثم هناك المستر مالنوفكسي. مَنْ هو؟ هل يعتقد فعلاً أنه يستطيع أن ينجح حيث فشل قادة البحرين؟ هل حديثه مع المعارضة لوجه الله الكريم، أو أنه جزء من جهود اميركية لاسترضاء ايران عشية الموعد «الأخير» للاتفاق النووي مع الدول الست؟ سجلت منصب مالنوفسكي في وزارة الخارجية الأميركية إلا أنني لا أعرف عنه شيئاً آخر فأسأل هل هو ديبلوماسي محترف أو من المحافظين الجدد بغطاء ديبلوماسي؟ هل هو ايليوت ابرامز آخر و»إيران كونترا»، أو أرون ديفيد ميلر وطالب سلام؟
قبل أن يعضّني كلاب الحرب الأميركيون أو الصائحون من البحرين الى لبنان وبالعكس، أذكّر الجميع بأنني سجلت دائماً أن للمعارضة في البحرين طلبات محقّة أتمنى لو تحصل عليها، وأنني أؤيد «حزب الله» ضد إسرائيل والبرنامج النووي الإيراني وأرجو أن يكون عسكرياً. لا مشكلة لي إطلاقاً مع إيران أو غيرها، وإنما المـــشكلة هي مع قيادة الوفاق التي تقول شـــيئاً وتفعل شيئاً آخر، وتسعى لنظام ولاية الفـــقيه في بلد مزدهر من دون موارد طبيعية، وتؤذي مصالح أنصار مخدوعين.
أيضاً لا مشكلة لي مع الرئيس باراك أوباما، وإنما أعتقد أنه حسن النيّة ويريد الخير إلا أنه عاجز أمام كونغرس اشتراه لوبي إسرائيل، لذلك سمعناه يهدد بتجاهل الكونغرس والعمل عبر قرارات رئاسية مع تلويح أعضاء برفع قضية في المحاكم عليه، وردّه: افعلوا.
الإدارة والكونغرس أتركهما ليقلعا الشوك بأيديهما. غير أن البحرين بلدي، مثل كل بلد عربي، وأصرّ على أن الحكم فيها وطني وبعض المعارضة (بعضها لا كلها) يهبط إلى درك الخيانة.
ثم يأتي ديبلوماسي أميركي ليتصل بالمعارضة. إذا كان اعتقد فعلاً أنه يستطيع التوفيق فهو جاهل، وإذا كانت اتصالاته لأسباب أميركية وإيرانية على حساب البحرين فهو أحمق لأن دول الخليج كلها يد واحدة في هذا الموضوع، والبحرين هي السعودية أو الإمارات أو الكويت في العلاقات مع إيران أو أميركا.

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة على حساب البحرين صفقة على حساب البحرين



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia