داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها

(داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها)

(داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها)

 تونس اليوم -

داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها

جهاد الخازن

طلعت مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية في وسط هذا الشهر بعدد تذكاري لمناسبة مرور 102 من السنوات على صدورها، وكنت سأقرأ بعض المقالات، وأحتفظ بالعدد لولا أنني رأيت صورة لصفحتين بالعربية، وتذكرت «داعش» ما سأعود اليه في النصف الثاني من هذه الزاوية اليوم.
إستعنت بمكبرٍ قوي للحروف وبالزملاء واستطعت أن أنسخ الكلام باستثناء كلمات قليلة ممسوحة. وأختار للقارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي وجب وجود ذاته وثبت كرمه وجودُه وشهود صفاته، وظهرت أفعاله الحميدة في صحايف مصنوعاته، والصلاة والسلام على زبدة مخلوقاته وعمدة موجوداته، وعلى آله وأصحابه وأتباعه في حركاته وسكناته. أما بعد، فيقول الملتجي الى رحم ربّه الباري علي بن سلطان محمد القاري لما شرعتُ في شرح الفقه الأكبر للإمام الأعظم والهمام الأقدم كان في نيتي وطويّتي أن يكون مختصراً... ثم جرَّ الكلام الى الكلام حتى خرج عن انتظام (وأنا) أضع شرحاً موجزاً على قصيدة بدء الأمالي ليكون مفيداً للأداني والأعالي... فأقول إن الناظم هو الشيخ العلامة أبو الحسن سراج الدين علي بن عثمان الاوشي... فاعلم أن أدلة التوحيد مشحون بها القرآن لأهل العرفان. قال الله تعالى وإلههم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وقال سبحانه فاعلم انه لا إله إلا الله... (للكلام بقية تضم آيات قرآنية كثيرة).
قرأت تحت صورة الكلام العربي المنشور في «نيو ستيتسمان» إنه قصيدة إلا أنه ليس كذلك بل مقدمة شرح القصيدة كما هو واضح مما نقلت في الفقرة السابقة. القصيدة هي «بدء الأمالي»، وجمعت منها ما استطعت واختار للقراء:
يقول العبد في بدء الأمالي / لتوحيد بنظم كاللآلي
وأيضاً:
إله الخلق مولانا قديم / وموصوف بأوصاف الكمال
وغيره:
هو الحيّ المدبر كل أمر / هو الحق المقدَّر ذو الجلال
 
لا أريد أن أزيد حتى لا أخطئ، والموضوع المنشور مع صورة الكلام مثير مفيد، فهو يشير الى أن اسرائيل بعد قيامها سنة 1948 احتفظت بحوالي ستة آلاف كتاب ومخطوطة فلسطينية، وأتلفت 24 ألفاً لأنها وجدتها ضدها.
وقرأت عن جهد للمكتبة البريطانية هدفه صيانة كتب ومخطوطات مهددة. وهناك صور 87658 مخطوطة تحتفظ بها مكتبة المسجد الأقصى في القدس، منها «بدء الأمالي». وهناك مخطوطات مماثلة في جامعة الملك سعود.
أكتب وأمامي عرض لكتاب «ضوء اللآلي، شرح بدء الأمالي»، والشارح هو اسماعيل عبدالباقي اليازجي، الشهير بابن كاتب الينكرجية، والكتاب الأصلي، أو الشعر، كتبه علي بن محمد بن سليمان، أبو محمد سراج الدين التيمي الاوشي الفرغاني الحنفي.
معظم أهل العراق يتبعون المذهب الحنفي، لأن أبا حنيفة كان منهم، والجهد الذي تابعته في «بدء الأمالي» عمره مئات السنين، إلا أن المؤلف والشارح لا يريدان قتل ناس مستأمنين، أو هدم آثار قديمة، رغم أن إيمانهما وطيد ثابت صريح. بل ان مجلة انكليزية تعتبر قصيدة في مدح نبي الاسلام وشرحها من الآثار الوطنية النادرة لوجود مخطوطات في المكتبة البريطانية عنها.
الآثار في العراق تقول إن حضارة العالم كله بدأت في بلاد ما بين الرافدين ثم مصر، وقد عرفها الخلفاء الراشدون وخلفاء الأمويين والعباسيين بعدهم، فلم يهدموها، ولم يقتلوا أهل المنطقة، ولم يذهبوا الى ليبيا لقتل بضع مئة مسيحي، والقرآن الكريم يقول «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى...» (المائدة الآية 82).
لن أقول إن الارهابيين من داعش أو القاعدة أو بوكو حرام إخترعتهم اسرائيل، وإنما أقول إنه لو حاولت اسرائيل إختراع منظمة تحارب الاسلام لما وجدت أفضل من هؤلاء. هم أعداء الاسلام والمسلمين قبل أي عدو آخر، واستئصالهم واجب ديني ووطني يخدم الانسانية جمعاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها داعش تهدم آثارنا وبريطانيا تصونها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia