جريمة اسمها إسرائيل  2

جريمة اسمها إسرائيل - 2

جريمة اسمها إسرائيل - 2

 تونس اليوم -

جريمة اسمها إسرائيل  2

جهاد الخازن

ماذا فعل أبناء الناجين من المحرقة النازية في أوروبا وأحفادهم؟ ارتكبوا في فلسطين ما واجه اليهود في الهولوكوست، فأقرأ يوماً عن أربعة صغار على شاطئ البحر في غزة يُقتلون في غارة إسرائيلية، وأقرأ يوماً آخر عن لاجئين في مدرسة تديرها أونروا يُقتل منهم 15 من النساء والأطفال في غارة، ثم أقرأ خبراً مماثلاً بعد يومين والضحايا هذه المرة عشرون، أو عن شاب يبحث عن أسرته وسط الأنقاض فيُقتل برصاصة قناص إسرائيلي، أو أقرأ عن ثمانية من أسرة واحدة تقتلهم قنبلة إسرائيلية داخل بيتهم، ويوماً بعد يوم هناك قتلى في مدارس أونروا التي لجأ إليها المدنيون.

ألوف من أساتذة الجامعات حول العالم وقّعوا رسائل تدين الهجمة البربرية على قطاع غزة، وبين هؤلاء الأساتذة إسرائيليون قرأت رسالة لبعضهم تبدأ بهذه الكلمات: نحن الذين وقعنا هذا البيان، كلنا أكاديميون في جامعات إسرائيلية، نريد أن يكون معلوماً أننا ندين بشدة الاستراتيجية الإسرائيلية التي تستخدمها حكومة إسرائيل. إن ذبح أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء تماماً يزيد عقبات الدم في وجه حل من طريق المفاوضات هو البديل الوحيد من الاحتلال والاضطهاد المتواصل للشعب الفلسطيني.

دول كثيرة في أميركا اللاتينية سحبت سفراءها من إسرائيل، واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ومذابح. حتى أستراليا، حيث توجد حكومة يمينية، قالت إن الهجوم الإسرائيلي لا يمكن الدفاع عنه.

بل إن شباناً في احتياطي جيش الدفاع (الاحتلال) الإسرائيلي رفضوا الخدمة وقرأت رسالة منهم تدين الحرب على قطاع غزة وقعها أكثر من 50 مجنداً.

ومثلهم البروفسور نعوم تشومسكي، الذي كتب مجدداً تأييده حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل.

في أوروبا هناك تظاهرات شبه يومية في مدن مثل باريس وبرلين وفيينا وأمستردام ولندن تأييداً للفلسطينيين في قطاع غزة. وقد رد بعض الحكومات، خصوصاً في فرنسا، باعتقال عدد من المتظاهرين بدل إدانة نازية الحكومة الإسرائيلية. على سبيل التذكير، كان المتعاونون مع الاحتلال النازي أكثر من المقاومة للاحتلال التي قادها شارل ديغول من لندن. وحكومة فيشي تعاونت مع القوات النازية في شمال أفريقيا، ولكن العرب هناك حموا اليهود المحليين من المحرقة. أما المستشارة أنغيلا مركل، فقالت إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ونسيت أن بلدها ألمانيا هو أصل بلاء الفلسطينيين، فالنازيون قتلوا اليهود، والأوروبيون صدّروا الناجين الى بلادنا. أقول للسيدة مركل إنها بلا أخلاق.

قرأت، كما توقعت، مقالات موضوعية منصفة من نيكولاس كريستوف في «نيويورك تايمز»، فهو قال إن لإسرائيل حقاً بأن تكون في مأمن من صواريخ حماس، وإن الفلسطينيين لهم الحق في دولة مستقلة، كما هاجم الذين يخوّفون من الإسلام في مقال آخر، وكانت النتيجة أن موقعاً ليكودياً هاجمه بحدة.

الموقع ذاته حذّر من طابور خامس في إسرائيل وهاجم عضو الكنيست حنين الزعبي، التي كتبت مقالاً في جريدة فلسطينية وضعت فيه «إسرائيل» بين هلالين صغيرين. وهي مُنِعَت من دخول الكنيست ستة أشهر.

وقرأت مقالاً للصحافية الإسرائيلية أميرة هاس عنوانه «نحصد في غزة ما زرعنا»، يبدأ بالإشارة إلى والد قتِل ابنه بفقد نصف رأسه في انفجار، والأب المفجوع يصرخ به أن يستيقظ لأنه جاء له بدمية.

في مثل هذا الوضع لا أستغرب أن البارونة وارسي، الوزيرة المسلمة في وزارة الخارجية البريطانية، استقالت احتجاجاً على موقف حكومتها إزاء قطاع غزة، وأن عضواً في البرلمان البريطاني قال إنه لو كان في غزة لكان الأرجح أنه أطلق صواريخ على إسرائيل. هو سحب كلامه على «تويتر» بعدما قامت حملة يهودية بريطانية عليه، إلا أنني أرى أنه عبَّر عن رأي كثيرين في إسرائيل وحكومتها الإرهابية وجيش الاحتلال المجرم، فشكراً له.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة اسمها إسرائيل  2 جريمة اسمها إسرائيل  2



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia