بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر

(بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر)

(بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر)

 تونس اليوم -

بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر

جهاد الخازن

 يُفترَض أن يُكتب الهامش في آخر الصفحة، إلا أنني أبدأ به اليوم وأقول إنني أدين كل عضو في قوات الأمن المصرية يضرب متظاهراً أو يعتدي على شابة، وأطلب له أشدّ عقوبة. كذلك، لا يسرّني أن قادة «الإخوان المسلمين» في السجون، وإنما أرجو أن يخرجوا بعد تعهّد بنبذ الإرهاب.
أقول بعد هذا الهامش، إن الولايات المتحدة آخر بلد في العالم يحقّ له أن ينتقد بلداناً أخرى، وأتجاوز اليوم الحروب على بلاد مسلمة وعربية وقتل مئات الألوف من مواطنيها، لأركّز على آخر الأخبار.
مراسل «نيويورك تايمز» في القاهرة ديفيد كيركباتريك، قرأت له خبرين في يوم واحد، هو الأحد الماضي، واحد منهما عنوانه: عُرِّيت وضُرِبَت وأهينَتْ ومُنِعَت من حضور محاكمتها في مصر. والآخر: إدارة أوباما تنتقد مصر في تقرير إلى الكونغرس.
أدين مرة أخرى كل اعتداء على شابة أو متظاهر، ولكن أقول إنني وقد قرأت مقالَي المراسل الموضوعي جداً كيركباتريك، لم أجد إشارة واحدة في أي منهما إلى الإرهاب المستمر الذي يجعل الحكومة غير قادرة على إطلاق حريات سيُساء استخدامها حتماً لتبرير الإرهاب.
المقال الأول يتحدث عن شابة اسمها هند نافع، وأقول إنني مستعد لأن أدفع من مالي الخاص، وليس لي سوى مرتب شهري، نفقات الدفاع عنها. إلا أنني ألاحظ أن الخبر عن هذه الشابة وغيرها، تبعه من الولايات المتحدة خبر عن شرطي متوحّش في تكساس اعتقل بنتاً في الخامسة عشرة من عمرها، وهي في حفلة حول بركة سباحة وفي ثياب البحر. هو شهَر مسدسه وألقاها على وجهها وركع فوق ظهرها، فلا أدري كيف لم يكسر عمودها الفقري، وهو استقال في اليوم التالي. أهم من ذلك، أن المتهم في مصر هو عادة شرطي نصف متعلّم، والمتهم اليوم في الولايات المتحدة دنيس ماسترتت، رئيس الكونغرس السابق، الذي يُحاكم حالياً بتهمة الاعتداء الجنسي على صغار.
في الخبر الآخر، ينقل كيركباتريك «بموضوعية أميركية» عن إدارة أوباما، اتهام نظام الرئيس السيسي باعتقالات مخالفة للقانون، وقتل وتفريق تظاهرات، والتقرير يقول إن سلطات الأمن المصرية قتلت «ألفاً على الأقل» في يوم واحد هو 14/8/2013.
حسناً، قوات الأمن الأميركية قتلت بضع مئات السنة الماضية، وهي في طريقها إلى قتل ألف هذه السنة اعتماداً على عدد مَنْ قتلت في الشهور الأولى من 2015.
الشرطة الأميركة قتلت مواطنين أميركيين على الشبهة، ومن دون أن يكون هناك إرهاب يومي كما في مصر، وجماعات مجرمة تقتل الناس وتفجِّر حيث تستطيع وتُفاخر بعملها.
كيركباتريك لا يتحدث عن أي إرهاب، وإنما يستشهد بمعارِض، ويقول إن الناطقين باسم العسكر ووزارتي الداخلية والخارجية لم يردوا على اتصالاته. لماذا لم يسأل ناساً آخرين من مسؤولين سابقين أو مثقفين أو صحافيين أو غيرهم؟ هو استشهد بمعارِض، ولكن لم يستشهد بأي مواطن يؤيد الحكومة.
مرة أخرى، الولايات المتحدة كانت يوماً أمل الشعوب المستعمَرَة، وهي اليوم تخدم مصالح إسرائيل التي اشترت الكونغرس، وتمارس استعماراً جديداً يلبس قناعاً ليخفي حقيقته. هي قتلت من الشرق الأقصى حتى أميركا الوسطى والجنوبية، مروراً ببلادنا. والشرطة الأميركية قتلت داخل الولايات المتحدة، واستهدفت غالباً مواطنين من السود كما رأينا في «فيديوات» عدة في الأيام الأخيرة.
إن كان ما سبق لا يكفي، فهي قد تستقبل خلال أيام بعض كبار أعضاء «الإخوان المسلمين» الفارين من العدالة في بلادهم، ما يشجّعهم على ارتكاب مزيد من الإرهاب. ويبدو أن الحكومة الأميركية نسيت دستور «الإخوان»، واستيلاء محمد مرسي على كل السلطات الممكنة ليحكم كديكتاتور بغطاء ديني.
أقول إننا نرى ما على يدَي الإدارة الأميركية من دماء الأبرياء، فلا نصدّق ما تقول.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر بلد الجريمة أميركا تنتقد مصر



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia