بطلا «القضية» مصر والكويت

بطلا «القضية» مصر والكويت

بطلا «القضية» مصر والكويت

 تونس اليوم -

بطلا «القضية» مصر والكويت

جهاد الخازن

زيارة نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح رام الله واجتماعه وأبو مازن وصلاته في الجامع الأقصى جعلتني أستعيد بعض الذكريات.

إذا كان من فضل لبلد عربي في إطلاق حركة تحرير فلسطين، متجاوزاً أسماء المنظمات والجماعات والفرق، فهو لمصر والكويت، ثم البلدان العربية الأخرى.

منظمة التحرير الفلسطينية أسِّسَت عام 1964 في مصر أيام جمال عبدالناصر، إلا أنها كانت جزءاً من السياسة المصرية، وقد سبق تأسيسها أو تزامن معه وجود عدد من الشبان الفلسطينيين في جامعات مصرية، فكانوا يجتمعون ويتبادلون الآراء، وكانت أجهزة الأمن المصرية ترصد نشاطهم وتضيّق عليهم حيناً وتفسح لهم مجال العمل حيناً آخر.

لم يكن جميع الذين أسسوا فتح من طلاب مصر، إلا أن الغالبية بدأت في مصر، والتقى في الكويت ياسر عرفات وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق قدومي وسلوى أبو خضرا وعبدالله الدنان وعادل عبد الكريم (الاثنان الأخيران اختلفا مع عرفات وانفصلا). كان في قطر محمود عباس ومحمد يوسف النجار وخليل الوزير وكمال عدوان. وفي لبنان زهير العلمي وخالد اليشرطي.

أكثر الذين درسوا في مصر تركوا أسرهم هناك وانتقلوا للعمل في الكويت التي استضافتهم جميعاً وسهلت لهم العمل الوطني، حتى أن فتح كان لها مكتب يرفع علم فلسطين وعليه اسم «منظمة فتح».

الفتحاويون اختلفوا مع جمال عبدالناصر في حينه لأنهم أرادوا أن تكون لهم حرية الحركة. إلا أنهم كانوا يقدّرون فكر الرئيس المصري وشعبيته الطاغية، وهم وسّطوا حركة القوميين العرب، ورئيسها في حينه جهاد ضاحي الذي أمّن لهم اجتماعاً مع الرئيس عبدالناصر فقابله صلاح خلف وفاروق قدومي، وهو وعدهم بالعمل لتحرير فلسطين.

العلاقة اهتزت مع أنور السادات لمعارضة فتح اتفاقات كامب ديفيد، والرئيس السادات شكا منهم علناً، وقال إن أحدهم يقول: أنتَ تمثلنا، والآخر يقول: أنتَ لا تمثلنا، وكل عائلاتهم في مصر «بالحفظ والصون».

طوال الفترة بين الدراسة في الخمسينات والنشاط السياسي بدءاً من الستينات، وحتى احتلال الكويت عام 1990 كانت العلاقة الثابتة الوحيدة للفلسطينيين هي مع الكويت، وكانت لهم حرية النشاط السياسي، وقــــادتهم عمــــلوا في الكــويت، ولم يكن ياسر عرفات رئيسهم فجميعهم في ذلك الحين كانوا متساوين، وإن حمل فاروق قدومي صفة أمين السر فكان يرأس الاجتماعات.

الفتحاويون وجدوا أن الدول العربية كلها تعترف بمنظمة التحرير، وهم قرروا في النهاية أن ينضموا اليها، وأبو عمار خلف أحمد الشقيري، والقمة العربية في الرباط عام 1974 اعترفت بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للفلسطينيين.

كان جميع الأعضاء المؤسسين في فتح تقريباً متزوجين، وعائلاتهم في مصر كما ذكرت، وكان أبو عمار وحده غير متزوج، أي عنده حرية الحركة، وهو اقترح أن يصبح الناطق باسم فتح، وقبِل الأعضاء الآخرون. وفتح أسِّسَت عام 1962، مع استقلال الكويت، وأعلن انطلاقها رسمياً في 1/1/1965.

بعد أيلول الأسود عام 1970، وانتقال أكثر القيادات الفلسطينية من الأردن إلى لبنان، كان أبو عمار لا يزال ناطقاً باسم فتح لا رئيساً، ورأيت الصديق العزيز كمال عدوان في شقة مفروشة في المبنى الذي يضم سينما ستراند في شارع الحمراء، وهو قال لي إن قيادة فتح لم تجدد انتخاب أبو عمار ناطقاً بسبب أخطائه في الأردن.

نشرت التفاصيل في «الديلي ستار» التي كنت أرأس تحريرها، وفي «الحياة»، وثار أبو عمار وهدد وقال «جيبوا لي جهاد الخازن حيّاً أو ميتاً.» وذهبت إليه في الفاكهاني ووصفت له مناضلاً فلسطينياً أعرفه في الأردن زعمت أن معلوماتي منه، وأعطِيتُ رقم هاتف للاتصال بأمن فتح إذا عاد إلى زيارتي.

كل الدول العربية لها فضل على الفلسطينيين ولبنان ضحى كثيراً وانتصر لهم وقياداتهم خذلته، ولكن الفكر النضالي غُرِس في مصر ونما وترعرع في الكويت، وفضل مصر والكويت على القضية سابق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطلا «القضية» مصر والكويت بطلا «القضية» مصر والكويت



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia