المغرب في أيدٍ أمينة  2

المغرب في أيدٍ أمينة - 2

المغرب في أيدٍ أمينة - 2

 تونس اليوم -

المغرب في أيدٍ أمينة  2

جهاد الخازن

أكمل من حيث توقفت أمس في الحوار مع رئيس وزراء المغرب الأخ عبدالاله بن كيران في مكتبه في الرباط بحضور الأخ عبدالله باها، وزير الدولة، ومعي الزميل الصديق محمد الأشهب.

هو قال لنا إنه جاء إلى الحكومة من أجل تنفيذ خطة إصلاح، وليس تغيير قناعات المواطنين، بخاصة في ممارسة الشعائر الدينية، لأن ذلك يعني العلاقة بين الإنسان وخالقه، فيما الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تُعنى بالعلاقة بين الأفراد والمجموعات. ورأى أنه على رغم اتخاذ حكومته قرارات قاسية في مسائل حيوية، مثل قضايا تنظيم الدعم الذي تقدمه الدولة لاستقرار أسعار المواد الاستهلاكية وفتح ملفات الإحالة على المعاش، التي استنزفت موازنة الصناديق المخصصة لهذه الغاية، فإن الرأي العام تقبّلَ هذه الإجراءات لأنها تندرج في نطاق الحرص على تقويم الأوضاع الاقتصادية.

وأكد عبد الإله بن كيران أنه لا يعمل وفق قاعدة ترك الملفات على مكتبه أو ترحيلها إلى مسؤولين مقبلين، بل يعمل لحل المشكلات وقناعته أن للإصلاح كلفة مرتفعة، لكنها ضرورية لتحقيق التوازن.

وقال إنه رئيس حكومة مُنتَخَبة وفق الآليات الدستورية، لكن العاهل المغربي الملك محمد السادس هو أمير المؤمنين ورئيس الدولة. وشدد على أن مَنْ يتصور أن عمله سيكون شيئاً آخر غير الحفاظ على استمرار الدولة التي تضمنها المؤسسة الملكية منذ أكثر من 12 قرناً، مخطئ على طول الخط، لأن الملكية في المغرب تجمع ولا تفرّق، وتلعب دوراً تحكيمياً «وليس تحكمياً» مشيراً إلى أن الملك أنصف الحكومة والمعارضة على حد سواء. وقال إن علاقته جيدة مع ملك البلاد، وأنه مجرد إنسان عابر في تحمل المسؤولية، لكنه لا يرغب في ترك الملفات العالقة فوق مكتبه. ولفت إلى أن التحكيم قاعدة قانونية وسياسية جنبت بلاده السقوط في المزالق، فلا تطغى فئة على أخرى، مؤكداً أن المغاربة شعب حر ومسالم، لكنه ذكي يعرف مَنْ يعمل لمصلحته ومَنْ يريد استغلاله.

أقول أنا إن الملك محمد السادس كان حكيماً بالتركيز على هموم بلاده واهتماماتها، فهو لم يُبدِ أي طموح عربي خارج حدود المغرب، بالتالي لم تخِبْ آماله بهذه الأمة التعِسَة. والنتيجة أن أوضاع المغرب مستقرة، ولا أزعم أن الاقتصاد مزدهر إلا أنه يسير في الطريق الصحيح بفضل تعاون الحكم مع الحكومة.

قال عبد الاله بن كيران إن الحوار وحده يكفل ترسيخ القناعات، وأعطى مثالاً أن الطلاب حمَلة الشهادات الجامعية العاطلين من العمل كانوا يتظاهرون أمام البرلمان، بل إنهم اعترضوا طريقه في الشارع أثناء إحدى الزيارات، وذهبوا في وقت سابق إلى حد احتلال أماكن عامة، لكنه استطاع إقناعهم بأن الوسيلة المتاحة لدمجهم في سوق العمل هي المشاركة في مباريات التوظيف، كي لا يتعرض الطلاب في أماكن خارج العاصمة إلى الحيف، لأن المساواة في تكافؤ الفرص شرط أساسي لسلامة المجتمع، وزرع بذور الأمل والثقة على رغم التحديات الصعبة التي تواجهها البلاد.

وسئل عن الموقف من الجزائر، فقال إن الأشقاء يخشون عدوى الانفتاح، وإنه على رغم سريان مفعول إغلاق الحدود من طرف واحد، فإن الجزائريين يزورون المغرب باستمرار، ما يساعدهم على تكوين أفكار واقعية عما يجري في بلده من تطورات. ورأى أن إغلاق الحدود يتنافى وأهداف بناء الوحدة المغاربية التي تبقى خياراً استراتيجياً أمام بلدان المنطقة، لا بديل عنه. وأعرب عن الأمل بأن تتغلب الحكمة على غيرها من الاعتبارات الزائلة.

غير أن وزير الدولة عبد الله باها الذي حضر اللقاء أكد أن الأحزاب الإسلامية لها رسالة، وأنها حين ترجح خيار امتلاك السلطة على حساب الرسالة، تتأثر بقواعد صراعات السلطة التي تقود إلى التناحر وتصفية الحسابات، منبّهاً إلى أن أخطر ما يمكن أن يتعرض له أي حزب إسلامي هو أن يصبح هدفه الاستئثار بالسلطة. وذكّر بأنه قبل تأسيس حزب العدالة والتنمية كان قادته الحاليون نشطين في تنظيم» الشبيبة الإسلامية» الذي قال رئيس الحكومة إن زعيمه اتهِمَ في قضية اغتيال المعارض عمر بن جلون، في إشارة إلى عبد الكريم مطيع. لكن أولئك الشبان عمدوا إلى مراجعات فكرية وسياسية ومارسوا النقد الذاتي قبل أن يطلب إليهم.

خرجت من الجلسة مع الأخ عبدالاله بن كيران وأنا مقتنع بأن المغرب في أيدٍ أمينة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب في أيدٍ أمينة  2 المغرب في أيدٍ أمينة  2



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia