الكونغرس يدعو الرئيس البديل نتانياهو

الكونغرس يدعو "الرئيس البديل" نتانياهو

الكونغرس يدعو "الرئيس البديل" نتانياهو

 تونس اليوم -

الكونغرس يدعو الرئيس البديل نتانياهو

جهاد الخازن

إيران لا تملك سلاحاً نووياً وإسرائيل تملك ترسانة نووية مؤكدة، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يقول إن البرنامج النووي الإيراني خطر على وجود إسرائيل، ويريد من الولايات المتحدة تشديد العقوبات عليها.

لو كان هناك أوسكار للكذب لفاز به نتانياهو سنة بعد سنة، فهو عارٌ على إسرائيل واليهود قبل أن يكون عاراً على الإنسانية كلها. ترسانة إسرائيل النووية تهدد وجود دول المنطقة جمعاء، وهو يزعم أن إيران من دون سلاح نووي تهدد وجود إسرائيل.

ربما ما كان نتانياهو هبط إلى هذا الدرك من الفجور السياسي لولا أن لوبي إسرائيل اشترى نصف أعضاء الكونغرس الأميركي على الأقل (هناك منصِفون يمثلون أميركا وحدها)، لذلك رأينا الرئيس باراك أوباما يلقي خطابه السنوي عن «حالة الاتحاد»، ويتبعه رئيس مجلس النواب جون بونر بعد يوم واحد فيدعو نتانياهو لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب. بونر قال إنه كان يريد أن يتحدث أوباما عن «التهديدات الكبيرة للإسلام الراديكالي وإيران على أمننا ونمط حياتنا».

وهكذا فإذا كان الرئيس الأميركي لم يقل ما يريد المتطرفون من أنصار إسرائيل في الكونغرس فإن «الرئيس البديل» نتانياهو سيقول ما يريدون. وأوباما ووزير خارجيته جون كيري أعلنا أنهما لن يقابلا نتانياهو في واشنطن.

بونر كان دعا نتانياهو لإلقاء خطابه في 11 من شباط (فبراير) إلا أن رئيس الوزراء قاتل الأطفال يفضل أن يلقي خطابه في 3/3 ليتزامن مع انعقاد المؤتمر السنوي للوبي (ايباك)، ولتكون الزيارة أقرب إلى موعد إجراء انتخابات الكنيست في 17/3 مع أمله بأن يستفيد منها انتخابياً. والآن هناك محاولة من الديموقراطيين في مجلس النواب لإقناع بونر بتأخير دعوة نتانياهو.

خشية أن يعتقد القارئ أنني أبدي رأياً عربياً في الكونغرس ونتانياهو أزيد له رأي الإستخبارات الإسرائيلية الموساد نفسها، فقادتها قالوا لوفد زائر من الكونغرس إن تشديد العقوبات سيؤدي إلى انهيار المفاوضات مع إيران. وإذا كان رأي الموساد في رئيس وزراء إسرائيل لا يكفي فهناك وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فردريكا موغيريني. هم كتبوا رسالة مشتركة نشرتها الصحف وقالوا فيها إنه يجب أن تُعطى الديبلوماسية فرصة للنجاح في المفاوضات مع إيران، وأكدوا أنه بعد جولتين سابقتين من المفاوضات أوقفت إيران التخصيب إلى درجة عالية، وأنزلت عدد أجهزة الطرد المركزي (التي تخصّب اليورانيوم)، وأوقفت العمل في إكمال بناء مفاعل اراك.

جون بونر في كتابي الشخصي أحمق ومتطرف، وهذا مزيج قاتل، لذلك أرجّح أنه لم يكن وراء فكرة دعوة نتانياهو، وإنما همس له بها اللوبي أو بعض المحافظين الجدد الذين أطلقوا حروب الإدارة السابقة على العرب والمسلمين.

مرة أخرى، إسرائيل تملك ترسانة نووية وإيران لا تملكها فأزيد على هذه المعلومة الأكيدة معلومة مثلها هي أن إيران اليوم أو غداً أو بعد ألف سنة لا يمكن أن تهدد أمن الولايات المتحدة، كما يستحيل أن تهدد وجود إسرائيل من دون سلاح نووي.

مع ذلك الكونغرس الأميركي يغمض عينيه عمّا تملك إسرائيل ويصدر قانون «إيران خالية من الأسلحة النووية» وقانون «المفاوضات النووية مع إيران» لأن هذا ما تريد إسرائيل ولأن اللوبي اشترى ولاء أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب بالمال، وقد وصفهم الكاتب الأميركي جاستن ريموندو بأنهم «طابور خامس» إسرائيلي فأزيد أنهم انتزعوا لأنفسهم إدارة السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

ونقطة مهمة أخرى، أو معلومة أكيدة، هي أن نتانياهو في حكومته الأولى عطل بين 1996 و1999 عملية السلام مع الفلسطينيين، فلم يبقَ من ولاية بيل كلينتون الثانية وقت كافٍ للوصول إلى اتفاق. هو مسؤول عن قتل 517 طفلاً فلسطينياً ضمن حوالى ثلاثة آلاف ضحية للعدوان الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ونقطة أخيرة، إسرائيل مسؤولة بالإرهاب والاحتلال والقتل عن قيام الإرهاب المضاد، لا العرب أو أي مسلمين.

ثم يدعو جون بونر نتانياهو، وهو وصمة أو لعنة، لمخاطبة الكونغرس الأميركي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكونغرس يدعو الرئيس البديل نتانياهو الكونغرس يدعو الرئيس البديل نتانياهو



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia