الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين

الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين

الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين

 تونس اليوم -

الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين

جهاد الخازن

عندي أخبار من الأيام الأخيرة عن التدخل العسكري الروسي في سورية بحجم موسوعة، ولكن من دون خبر واحد أو تحقيق يقول إن الرئيس الروسي ينتقم من الموقف الأميركي ضد تدخّله في أوكرانيا وخديعة روسيا في ليبيا. أرى أن الانتقام هو السبب الأول أو الأهم، وطالما أن الأميركيين لا يفاوضون الروس في السر أو العلن على رفع العقوبات التي تَبِعت المواجهة في أوكرانيا، فالمواجهة في سورية ستستمر.

البيان المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، قال إن العمليات العسكرية الروسية ستزيد الراديكالية والإرهاب وحذّر من النتائج، غير أن الغارات الجوية بقيادة أميركا سبقت الدور الروسي، ولم يقل أحد أنها ستزيد التطرف.

إذا اتفق الأميركيون والروس سيتفقون علينا، وإذا اختلفوا ندفع نحن الثمن. كل حديث آخر كذب على الناس أو على النفس.

لن أعود اليوم إلى خطابَيْ باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الجمعية العامة، فقد اهتمت بهما «الحياة» بما يكفي ويزيد، وإنما أسجّل أن الخطابين لم يتفقا على أسلوب التعامل مع الحرب في سورية، وأن الرئيسين عقدا اجتماعاً في اليوم نفسه (28/9) ولم يتفقا على شيء، حتى أن الصحف اكتفت بالقول إنهما تصافحا، وعادت إلى تاريخ العلاقة بين الرجلين. ففي 2009، كان أوباما يدخل البيت الأبيض وبوتين يشغل منصب رئيس الوزراء بعد أن خدم سنتين كاملتين رئيساً للجمهورية.

وسط جميع الذين هاجموا بوتين وسياسته السورية، توقفتُ عند رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون فهو قاد تحالفاً ضد معمّر القذافي وسلّم ليبيا للإرهابيين، أو دمّرها، ثم يهاجم بوتين.

أكتب كمواطن عربي قبل أن أكون صحافياً محترفاً، وأقول إن الحل في سورية ليس الخيار بين النظام والإرهابيين، وإنما هو في مساعدة الشعب السوري على بناء نظام ديموقراطي لكل السوريين.

الوضع في سورية، أكثر مأسوية وألماً أو إيلاماً من أن أبحث عما يقول أنصار إسرائيل عنه ثم أتخذ موقفاً مضاداً فلا أخطئ. مع ذلك، قرأتُ ما تكتب عصابة الحرب والشر من ليكود أميركا.

كتّاب الافتتاحية، في «واشنطن بوست» و «نيويورك تايمز» وأكثرهم من ليكود، هاجموا التدخل الروسي، ووجدوا فرصة لانتقاد أوباما. الأولى قالت: المستر بوتين والمستر أوباما مخطئان في سورية، إلا أن الجريدة لم تُتبِع العنوان بشرح ما هو الصحيح، أي الصـــحيح عند ليـــكود أمــــيركا. الثانية كان عنوان مقالها: التصعيد الروسي الخطر في سورية، وهاجَمَت بوتين ثم أكملت بالرئيس الأميركي واتهمته بأن لا استراتيجية حقيقية له في سورية.

أما دوغلاس فايث الذي مثَّل إسرائيل في إدارة بوش الابن، فرأى أن الخطر هو في الصفقة النووية مع إيران التي ستطلق سباق تسلُّح نووي في الشرق الأوسط، تشارك فيه مصر وتركيا والسعودية وغيرها. أقول: إن شاء الله، فهذا ما أطلب من الدول العربية القادرة.

جنيفر روبن، تكتب دائماً بنفس ليكودي، وهي تنقل عن كتاب كيف تبدو سياسة خارجية راشدة، ثم تهاجم في مقال آخر أوباما وتقول إنه خسر المواجهة والمناورة ووضع في الظلال.

أحقر منها سياسياً، إن كان هذا ممكناً، اليهودي الأميركي المقعد تشارلز كراوتهامر الذي قرأتُ له مقالاً بعنوان: مأزق أوباما في سورية، المقال نُشر في يوم واحد في «واشنطن بوست»، والمطبوعة الليكودية «ناشونال ريفيو».

في المطبوعة نفسها، كتب جونا غولدبرغ، وهو من نوع من سبقوا، مقالاً عنوانه: بوتين أهان الولايات المتحدة في سورية، وقلّص حجم أوباما.

في المقابل، توماس فريدمان دافع عن الرئيس أوباما دفاعاً جيداً، إلا أنه بين قلة تريد الحقيقة. أريد خيراً للشعب السوري.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين الحل ليس الخيار بين النظام والإرهابيين



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia