أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ

أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ

أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ

 تونس اليوم -

أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ

جهاد الخازن

 لولا بعض الأخبار «الطيبة» من إسرائيل لكان القارئ العربي في حاجة إلى حبوب مهدئة، «فاليوم» أو غيره، وهو يقرأ أخبار بلاده، فهي هذه الأيام موت أحمر تتراوح بين سيئ وأسوأ منه ثم أسوأ منهما، فالأمة سقطت في قعر هو الأعمق منذ انطلاق عصر النهضة العربية في القرن التاسع عشر، وبدل أن تحاول الخروج من القعر اختارت أن تحفر.

أين أبدأ، أو هل أحتاج أن أكرر للقارئ العربي ما يرى على التلفزيون ويقرأ في جريدته المفضلة كل صباح؟ لا رئيس في لبنان، ولا رشادة سياسية. واليمن بلد فقير والإرهابيون من الحوثيين يدمرونه على رأس أهله، وليبيا مساحة للإرهاب الذي يقتل الليبيين ثم يفيض عن الحدود شرقاً وغرباً، أو شمالاً واللاجئون يُرسَلون في سفن لا تصلح للإبحار ويذهبون طعاماً للسمك. العراق مستعمرة إيرانية وقتال يومي وقتل، وسورية لن تعود بلداً موحداً في أيامنا فالقتل فيها مثله في العراق، مع تدمير آثار صانها الخليفة عمر بن الخطاب، ولا أحد في العالم أكثر إسلاماً من الفاروق. مصر تتعرض لإرهاب يومي، والقتيل عادة جندي مسلم سنّي والقاتل إرهابي يدّعي أنه مسلم. في المملكة العربية السعودية يُهاجَم المصلون في المساجد ويُقتَلون، ثم أقرأ أن التقرير الرسمي عن إرهاب 11/9/2001 يتهم السعودية بتمويل الإرهابيين، فلا أقول سوى أنني أعرف قادة السعودية الحاليين والراحلين، منذ الملك فيصل، وأعرف أنهم أول أعداء للإرهاب والإرهابيين في العالم. السعودية مستهدَفَة، وإذا كان ما سبق لا يكفي، فأنا أقرأ في «جروزاليم بوست» و «بلومبيرغ» ومواقع أميركية إلكترونية ليكودية أن السعودية وإسرائيل في حلف ضد إيران. كيف هذا؟

مرة أخرى، الأخبار العربية موت أحمر لولا أن بعض أخبار دولة المستوطنين تبعث الأمل في عقل أو قلب المواطن العربي المحاصَر من كل جانب.

أنقل عن الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، فكلها يبدأ بالمقاطعة العالمية لإسرائيل، وأهمها مقاطعة الجامعات والكليات الإسرائيلية حتى أن رؤساءها ذهبوا إلى الرئيس الإسرائيلي روفن ريفلين، وهو إرهابي آخر، طالبين منه التدخل مع قادة العالم، كأن هؤلاء يقبلون استقباله. المقاطعة انطلقت من جامعات أميركا فلا أردد اليوم شيئاً سجلته في السابق، وإنما أقول أن الاتحاد الوطني للطلاب البريطانيين أعلن رسمياً قبل أيام أنه يؤيد مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها. وكان رئيس شركة «أورانج» الفرنسية للاتصالات قال أنه يريد الانسحاب من إسرائيل وتعرّض لضغوط هائلة ولا يزال.

دول الاتحاد الأوروبي أخذت قراراً بمقاطعة البضائع المصنوعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأقول أن إسرائيل كلها فلسطين المحتلة، لا الضفة الغربية وحدها أو قطاع غزة.

إسرائيل الآن ضمن قائمة من الدول قدمتها جماعة مراقبة حقوق الإنسان الأميركية إلى الأمم المتحدة، وهذه الدول متهمة بالقتل والتشويه وتدمير المستشفيات والمدارس، والعنف الجنسي. وقد طلبت الجماعة من الأمم المتحدة رفض الضغوط الأميركية والإسرائيلية لسحب إسرائيل من القائمة.

ولعل أوضح إدانة لإسرائيل كانت من أعضاء «كسر حاجز الصمت»، وهم جماعة من الجنود الإسرائيليين السابقين تضم محامين، يتحدثون عمّا رأوا بعيونهم من قتل عشوائي شمل مئات الأطفال، وتدمير البيوت على رؤوس المدنيين، ومعها مدارس بداخلها طلاب. شهادة طلاب السلام هؤلاء كانت «من فمك أدينك يا إسرائيل». هم ذهبوا إلى سويسرا لفضح الجرائم الإسرائيلية، والإدارة الأميركية دعت أعضاء كسروا حاجز الصمت، إلى البيت الأبيض ما جعل حكومة إسرائيل وأنصارها الأميركيين يصابون بالعصبي في ردودهم. أقول بلادنا في أسوأ وضع ممكن، إلا أن جرائم إسرائيل فضحتها، وهي منبوذة مكروهة حول العالم كله.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ أخبارنا سيئة وأخبار إسرائيل أسوأ



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia