أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها

أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها

أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها

 تونس اليوم -

أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها

جهاد الخازن

وقعت على قصائد هي اليوم أصدق منها يوم قيلت، وبما أنني أنكد على القارئ صباحه بكل تعليق سياسي، فانني أختار اليوم أن يكون التعليق شعراً جميلاً مؤلماً، وكلنا يحب الشعر.

هناك قصة غير مؤكدة سبباً وشعراً هي أنه عندما أسقط صدّام حسين الجنسية العراقية عن الشاعر محمد مهدي الجواهري قال له:

يا غادراً إن رمت تسألني أجيبك مَنْ أنا

فأنا العربي سيف عزمه لا ما انثنى

وأنا الاباء وأنا العراق وسهله والمنحنى

لولاك يا ابن الخَيْس ما حلّ الخراب بأرضنا

لولاك ما ذبحوا الوليد من الوريد بروضنا

لولاك ما عبث الطغاة بأرضنا وبعرضنا

أعرفتَ يا ابن الطينة السوداء يا ابن الشيّنا

مَنْ العراقي فينا أنتَ أم أنا

لا أملك إلا الاختصار، والشاعر معروف الرصافي رثى العراق في أوائل القرن العشرين وتوقع مصيراً أسود، وأجد شعره أصدق وهو يحكي مصيبة أهل العراق اليوم. هو قال:

أنا بالحكومة والسياسة جاهل / عما يدور من المكائد غافل

لكنني هيهات أفقه كوننا / شعب يتامى جُلّه وأرامل

في كل يوم فتنة ودسيسة / حرب يفجرها زعيم قاتل

هذا العراق سفينة مسروقة / حاقت براكين بها وزلازل

وسحقاً لكم يا من عمائمكم كما / بزّاتكم شكل بليد عاطل

سحقاً كفى حزبية ممقوتة / راحت تمايز دينها وتفاضل

لا لم تعد نجف تفاخر باسمكم / لا كوفة لا كربلا لا بابل

أنتم كأندلس الطوائف اجهضت / والموت اما عاجل أو آجل

هجرت عباقرة مساقط رأسها / وخلافها لم يبق إلا الجاهل

لا تبك قافلة تموت فقبلها / ازدحمت على درب الفداء قوافل

ما أعظم الوطن الفخور بحتفه / متشائم بحياته وبموته متفائل.

المواطن العربي اليوم يقول ما قال محمود درويش يوماً:

سجِّل أنا عربي

ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف

فهل تغضب؟

سجِّل أنا عربي

ولا أتوسّل الصدقات من بابك

ولا أصغر أمام بلاط أعتابك

جذوري قبل ميلاد الزمان رست

وقبل تفتح الحقب

وقبل السرو والزيتون

وقبل ترعرع العشب

أنا اسم بلا لقب

سجِّل أنا عربي

ولون الشعر فحمي ولون العين بني

وميزاتي على رأسي عقال فوق كوفية

وكفّي صلبة كالصخر تخمش مَنْ يلامسها

فهل تغضب؟

سجِّل أنا عربي.

محمود درويش هو الذي قال أيضاً للمحتلين في فلسطين:

أيها المارون بين الكلمات العابرة

إحملوا أسماءكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا من صور كي تعرفوا

أنكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

آن أن تنصرفوا

وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا

آن أن تنصرفوا

ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا

فلنا في أرضنا ما نعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الأول.

إخترت بعض الشعر اليوم تعليقاً سياسياً لأنه يقول ما أريد ولكن بأسلوب أقرب الى قلب القارىء وعقله من مقال سياسي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها أحداث اليوم في شعر تَوقَّعَها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia