كتابان عن روسيا بوتين

كتابان عن روسيا بوتين

كتابان عن روسيا بوتين

 تونس اليوم -

كتابان عن روسيا بوتين

بقلم : جهاد الخازن

لا يخلو يوم من ذكر الميديا العالمية فلاديمير بوتين في موقف له أو قرار، ومع أنني أركز على الدور الروسي في سورية، إلا أن الميديا الغربية تختار ما يؤثر في العلاقات بين روسيا والغرب.

عندي اليوم كتابان للقارئ عن بوتين، أعتقد أنهما يلقيان ضوءاً كافياً على سياسة الرجل داخل بلاده وفي التعامل مع الدول الأخرى.

الكتاب الأول هو «الطريق إلى اللاحرية، روسيا، أوروبا، أميركا» من تأليف تيموثي سنايدر، وهو أستاذ في جامعة يال الأميركية اختصاصه أوروبا الشرقية، سبق أن فاز بجوائز على كتابه «أراضي الدم» عن الناس والأماكن التي تصارع عليها ستالين والرايخ الثالث، أي هتلر.

الكتاب الجديد لسنايدر يتحدث عن ست سنوات، بدءاً بعودة التوتالتارية إلى روسيا وانهيار المعارضة الديموقراطية سنة 2012، ثم الهجوم على الاتحاد الأوروبي في سنة 2013، والحرب في أوكرانيا في السنة التالية، ثم صعود «الرواية السياسية» في روسيا وأوروبا وأميركا بانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة سنة 2016.

النقطة الأساسية التي يثيرها البروفسور سنايدر هي الافتراض القديم أن الديموقراطية تسير من الغرب إلى الشرق ومعها حكم القانون واقتصاد السوق. ما حدث الآن هو العكس فهناك فجور الأوتوقراطية ورأسمالية المقربين من الحكم واضطهاد المعارضة، وهذا كله يسير من الشرق إلى الغرب.

المؤلف يقول إن كثيرين من الروس يرون أخطاء النظام وخطاياه والفساد والجمود، إلا أنهم يرون أيضاً أطول فترة من الرخاء في تاريخ روسيا الحديث مع حق الحرية الشخصية، ويفضلون الوضع الذي يسود البلاد على فوضى التسعينات وسقوط الشيوعية.

أنتقل إلى كتاب آخر هو «الطريق الصعب، رأي رجل من داخل النظام في روسيا الحديثة.» الكاتب هو فلاديمير ياكونين، وكان حليفاً لبوتين ولا يزال، ويسجل إعجابه بالرئيس في كتابه.

ياكونين كان من الحلقة الداخلية لرجال الحكم المحيطين بالرئيس بوتين، وهو عمل وزيراً للسكك الحديد عشر سنوات (حتى 2015) ثم عزله بوتين لخلافات على السياسة الاقتصادية.

كبار السياسيين حول بوتين في الكرملين تقيّدهم سياسة عدم الحديث عمّا يجري في الداخل، وياكونين خالف هذا المبدأ بكتابه وهو يتحدث عن 18 سنة من عمل بوتين الذي خرج من الرئاسة بين 2008 و2012، لأنه لا يحق له أكثر من فترتين رئاسيتين. هو ترك الرئاسة لحليفه دمتري ميدفيديف، وعاد إليها وقد دخل الآن الفترة الثانية من رئاسته الثانية، فلا أعرف إذا كان سيخرج من الحكم أو يسعى إلى تغيير الدستور للبقاء رئيساً.

لم أسمع في السابق عن عضو في إدارة بوتين يخرج على الرئيس. لكن قرأت عن ميخائيل كازيانوف الذي انتقل إلى المعارضة ودفع الثمن عندما وزعت الاستخبارات الروسية صوراً له مع عاملة في مكتبه وهما عاريان في سرير.

لعل أفضل خدمة قدمها ياكونين لبوتين كانت إنجاز كل المطلوب للألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي سنة 2014.

أعود فأقول إن بوتين طرد ياكونين قبل سنتين إلا أن هذا بقي على ولائه للرئيس فقد جمع ثروة طائلة من عمله الرسمي. وهو يقول في كتابه إن رجال الأعمال الروس في التسعينات جمعوا ترليونات الروبلات إلا أن رجال الأعمال الروس هذه الأيام يجمعون الملايين فقط.

ضاق المجال وكنت أريد أن أكمل بتحقيق عن روسيا في مجلة «الأيكونومست» احتفظت به ويتحدث عن حكم روسيا بعد بوتين. لعلي أعود إليه يوماً.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتابان عن روسيا بوتين كتابان عن روسيا بوتين



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia