بوتين سيء وأفضل من نتانياهو

بوتين سيء وأفضل من نتانياهو

بوتين سيء وأفضل من نتانياهو

 تونس اليوم -

بوتين سيء وأفضل من نتانياهو

بقلم : جهاد الخازن

لولا وجود بنيامين نتانياهو لكان فلاديمير بوتين أسوأ رئيس دولة في العالم. بالمقارنة مع رئيس وزراء إسرائيل يصبح رئيس جمهورية روسيا «الأم تيريزا»، إلا أنه بالمقارنة مع قادة آخرين يصبح دكتاتوراً، ولن أقول من النازيين الجدد.

كنت أكتب مقالاً عن بوتين عندما سقط 17 فلسطينياً برصاص الاحتلال في «يوم الأرض» ومعهم مئات الجرحى فأعدت كتابة هذه المقدمة، ونتانياهو يهدد بمزيد من القتل. هو قاتل الأطفال في غزة، ومجرم حرب لا شبيه له في العالم كله اليوم. وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان يهدد مثله بقتل مزيد من الفلسطينيين، إذا طالبوا بحقهم.

أقول عن نفسي، وأتحدى إسرائيل كلها أن تقابلني في محكمة في لندن، إن إسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة، وإن اليهود لا حق لهم في فلسطين اليوم أو في أي يوم سبق، فقد كان هناك يهود في بلادنا، من جزيرة العرب إلى بلاد الشام وحتى شمال أفريقيا إلا أنهم لم يحكموا يوماً.

رأيت واجباً أن أسجل رأيي في نتانياهو وليبرمان ومجرمي الحرب الآخرين في حكومة إسرائيل قبل أن أعود إلى موضوعي الأصلي وهو بوتين، والمواجهة مع بريطانيا وحلفائها.

وزارة الخارجية الروسية طلبت من بريطانيا سحب حوالى 50 ديبلوماسياً ليصبح عدد الديبلوماسيين من كل بلد في البلد الآخر متساوياً. أقول إن لبريطانيا ديبلوماسيين ولروسيا جواسيس. أعرف رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأرى أنها سيدة فاضلة عادلة معتدلة، وأنصحها بصفتي أحمل الجنسية البريطانية أن تقطع العلاقات الدdبلوماسية مع روسيا فلاديمير بوتين، فهو رئيس عصابة لا دولة عضو في الأمم المتحدة ولها حق الفيتو في مجلس الأمن.

روسيا قتلت ألكسندر ليتفيننكو في بريطانيا وهي حاولت قتل سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز سام، وحكومتها من الوقاحة أن تطلب مقابلة يوليا بعد محاولة قتلها. مرة أخرى أقول للسيدة ماي أن ترفض الطلب الروسي.

روسيا ردت على طرد الجواسيس الروس من بريطانيا بطرد 23 ديبلوماسياً بريطانياً وإغلاق القنصلية البريطانية في بطرسبورغ وإغلاق مكاتب المجلس الثقافي البريطاني.

حلفاء بريطانيا وقفوا معها وقد طرِد أكثر من 150 «ديبلوماسياً» روسياً من الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف الأطلسي وأيضاً حلفاء. وقد ردت روسيا بطرد ديبلوماسيين من دول عدة، أكثرها أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

لعل بريطانيا تعيد النظر في قرارها الانسحاب من الاتحاد مع وقوف غالبية من الأعضاء معها. لم أصوّت في الاستفتاء على البقاء أو الانسحاب، إلا أنني كنت ولا أزال مع بقاء بريطانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فهذا أفضل لمواطنيها ولاقتصادها ولمستقبلها.

بوتين لا يزال ينكر تسميم الجاسوس السابق وابنته التي بدأت تتعافى، إلا أن العنصر «نوفيشوك» السام كانت روسيا أنتجته في الحرب الباردة ثم زعمت أنها دمرت كل ما عندها من عناصر سامة بعد نهاية الحرب الباردة. هذا كذب لأن سيرغي سكريبال واجه الموت بمادة سامة من المعروف أنها انتجت في روسيا، وقبله قتلت روسيا ليتفيننكو أيضاً بالسم وزوجته لا تزال تطالب بالعدالة.

ربما كنت عاملت الموضوع كله بشكل أخف لولا أن روسيا موجودة في سورية وهي وإيران تؤيدان النظام ضد المعارضة.

لست معجباً بالمعارضة السورية أبداً، إلا أنني أكره الموقف الروسي أيضاً، فالحكومة في موسكو استغلت الحرب الأهلية السورية لتبني قواعد بحرية وجوية لها في سورية، ما يعني وجودها في حوض البحر الأبيض المتوسط.

الطائرات الحربية الروسية تقتل المدنيين في سورية فهجماتها عشوائية، وقد رأينا الدمار بين المدنيين في الغوطة، وهو ما فعلت روسيا قبل أي طرف آخر في القتال الدائر منذ 2011.

رجب طيب أردوغان انتصر للفلسطينيين بعد أن قتلت إسرائيل شباناً منهم، وأنا أشكر وأؤيد موقفه، إلا أن بوتين لم يفعل لنا شيئاً سوى قتل المدنيين السوريين الذين اعتبرتهم دائماً أهلي، لذلك أؤيد قطع العلاقات مع روسيا لا مجرد طرد جواسيسها الذين يدّعون أنهم ديبلوماسيون.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين سيء وأفضل من نتانياهو بوتين سيء وأفضل من نتانياهو



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia