عبون وآذان حِكَم من القرية

عبون وآذان (حِكَم من القرية)

عبون وآذان (حِكَم من القرية)

 تونس اليوم -

عبون وآذان حِكَم من القرية

جهاد الخازن

وجدت في البيت تسجيلاً قديماً وفيروز تغني: بالضيعة ياللي عاشقة النجمات / سهرنا بظل الهوى سهرات... ثم تقول: هيك مَشْق الزعرورة يا يُمّا هَيْك / هيك بتمشي القمورة يا يُمّا هيّك... الزعرور انتهى أو كاد في بلادنا، غير أنه ذكّرني بالمثل القروي «كِمِل النقل بالزعرور» والمقصود أن المكسّرات، أو المازة، تكتمل إذا كان بينها الزعرور، وهو نوع من الفاكهة حبته صغيرة لن أشرحه للقارىء لأن الذي لا يعرفه لن يفهم شرحي، والذي يعرفه لا يحتاج الى شرح. كنت وأنا أستعد لدخول المراهقة أصطاد وأطفال مثلي في منطقة وادي الغدير بين حَدَث بيروت وكفرشيما وحتى وادي شحرور، قرية صباح لا فيروز. وكنا نرى البنت جالسة على «سطيحة» البيت مع أمها تطرز أو تحيك ليرى الشباب مهارتها. وكنا أطفالاً نختار منهن زوجات هذه البنت أو تلك. في القرية المَثل يقول «البنت جيزتها أو جنازتها»، وعندما تتزوج وتكبر يقولون عنها «تَغَطت وتوطّت»، أي وضعت منديلاً على رأسها وأطالت ثوبها، يستوي في ذلك المسلمون والنصارى، فالمرأة الكبيرة يجب أن تكون محتشمة. وإذا شاء القارىء شيئاً مثقفاً عن الموضوع فالمتنبي قال: وليس بين هلوك / وحرّة غير خطبة (هلوك معناها مومس). من أمثال القرية التي أذكرها: - قالوا للديك صيح. قال كل شي بوقته مليح. - من قلة الرجال سمّوا الديك أبو قاسم. - ما يجي من الغرب شي يسرّ القلب. - الهريبة تلتين المراجل. - ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمو. - كل شي بدّو عزيمة إلا الهزيمة. - عزِّي مع المعزّين ولا تسأل الميت مين. - شَكَر، لا أنثى ولا ذكر. - خِنتي، لا ذكر ولا إنتي. - ثوب العيرة (المستعار) لا يدفي. - مش كارو (مهنته) يا نارو. - كل شي عادة حتى الشحادة. كانت هناك قرى مقاتلة وتتبع ميثاق شرف من نوع: أرض وعرض وفرض، أي أن الجريمة المسموح بها هي دفاع عن الأرض أو الشرف أو الثأر. وسمعت بهذا المعنى: قتيل العار لا ديّة ولا ثار. في تلك الأيام، كما في يومنا هذا، كانت هناك شكوى من ظلم الحاكم، وسمعت: حب حاكمك قد حاجتك ليه، ولما تقدر هبِّط الحيط عليه. كانت هناك أمثال تبررالظلم من نوع: سلطان غشوم خير من فتنة تدوم. ومثله: لولا الرسن والعصا كان الحمار أول مَنْ عصا. وأيضاً: الظلم أسلم عاقبة من رخاوة الحكم. وشعراً: حاكمٌ ذقنا أذاه / راح والشكوى وراه / كم ترحّمنا عليه / حين جربنا سواه. الشعر هذا سبق الثورات العربية بمئة سنة، إلا أنه يصلح في وصفها، وقبل هذا وذاك بألف سنة قال أبو العلاء المعرّي: غفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت / ويهود حارَت والمجوس مضللة. وله أيضاً: لو غُربِل الناس كما يعدموا سَقَطا / لما تحصَّل شي في الغرابيل. في ذلك الوقت قال أبو نواس للخليفة هارون الرشيد، على ما أذكر: قد كنت خفتك ثم أمّنني / مِن أن أخاف خوفك الله. الكِندي نصح: العبد حر ما قنع / والحر عبد ما طمع. إلا أنني بدأت بفيروز وأعود اليها: دَخْلك يا طير الوروار / رحلَكْ من صوبُن مشوار / سلِّم لي عالحبايب / وخبرني بحالن شو صار. نحن قتلنا الوروار، والحبايب صاروا في كندا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبون وآذان حِكَم من القرية عبون وآذان حِكَم من القرية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia