عيون وآذان سورية وطريق مسدود

عيون وآذان (سورية وطريق مسدود)

عيون وآذان (سورية وطريق مسدود)

 تونس اليوم -

عيون وآذان سورية وطريق مسدود

جهاد الخازن

سيعود أركان النظام السوري والمعارضة إلى الاجتماع في جنيف الاثنين، وكنت توقعت أن الطرفين لن يتفقا ولو دخلنا جنيف-20 لا جنيف-2، وأتوقع اليوم فشل الاجتماع الجديد وكل اجتماع بعده. الرئيس بشار الأسد يريد ترشيح نفسه لرئاسة ثالثة في السنة هذه ليبقى سبع سنوات أخرى في الحكم، والمعارضة تقول إن بشار الأسد فقد شرعيته مع سقوط 136 ألف قتيل أو أكثر منذ بدء الاحتجاجات سنة 2011 ثم المواجهات المسلحة بعدها. ربما كان الرئيس الأسد يستخدم المفاوضات الحالية، والمقبلة إذا اتفق عليها، لكسب الوقت وتقوية وضعه على أرض القتال. كنت أعتقد أن هذا رأيي وحدي ثم قرأت أن جيمس كلابر، رئيس الاستخبارات العامة في الولايات المتحدة، يرى أن الرئيس السوري «عزز» موقفه عبر السنة الماضية، وقد استفاد من الاتفاق للتخلي عن الأسلحة الكيماوية. في غضون ذلك، مصادر الاستخبارات الأميركية نفسها تقول إن هناك 50 مقاتلاً أميركياً مع الثوار في سورية وإن المسؤولين الأميركيين يخشون أن يعود هؤلاء إلى بلادهم ليمارسوا الإرهاب داخل الولايات المتحدة (الكلام هذا نفسه قاله مسؤولون بريطانيون فهناك عشرات من البريطانيين يقاتلون ضد نظام الأسد). كنت توكأت أخيراً على قول بالإنكليزية هو أن ما يدور يرجع من حيث بدأ، وأنا أتحدث عن مسلحين أرسلهم النظام السوري الى العراق بين 2004 و2006 لمقاومة الاحتلال الأميركي وقد عادوا الآن الى سورية ليحاربوا نظام الأسد فيتهمهم بالإرهاب وهو صنعهم. الولايات المتحدة وبريطانيا وكل بلد آخر سيدفع ثمن التقصير في الانتصار للشعب السوري، وقد يدفعه أبرياء، ففي مصر هناك تخوّف من أن يعود الى مصر إرهابيون قاتلوا الاحتلال السوفياتي في أفغانستان، ثم الاحتلال الأميركي في أفغانستان والعراق، لينشروا الإرهاب في المدن المصرية وسيناء. جماعة النصرة الإرهابية تؤيد الإرهابي الأول أيمن الظواهري، وهذا أصبح يدين الإرهابيين ويتنصل من داعش، وهو مارس من الإرهاب ما أعطى الأميركيين عذراً بعد 11/9/2001 ليهاجموا العراق ويقتلوا مليون عربي ومسلم أصرّ على أن دماءهم تلطخ يديّ الظواهري بقدر ما تلطخ أيدي مجرمي الحرب من ادارة جورج بوش الابن. الإرهابيون من المعارضة أصبحوا يجندون الأطفال، إن لم يقتلوهم، وهناك تقرير من الأمم المتحدة يتحدث عن ازدياد عمليات انتهاك الأطفال إلى درجة أن التقرير يقول إنها: «لا يمكن التعبير عنها بالكلام وغير مقبولة». والتقرير يقول إن النظام يعذب الأطفال المعتقلين الى درجة قلع الأظافر. حمص تبدو في الصور وكأن قنبلة نووية ضربتها، وحلب تستقبل يوماً بعد يوم براميل متفجرة، حتى القلعة التاريخية لم تسلم من القصف. هي أكبر مدن سورية ويسكنها أكثر من 2.3 مليون نسمة، مدينة قديمة ربما كانت ودمشق أقدم مدن العالم المسكونة باستمرار فتاريخها المعروف عمره سبعة آلاف سنة. وأنا وقعت في غرام حلب وأهلها بعد أول رحلة اليها بالقطار «اوتوماتريس» من ميناء بيروت وأنا مراهق ولا أزال. هل يعرف القارئ أن في حلب مطعم السيسي، وهو على اسم المنطقة حيث المطعم؟ الكل ضد سورية وشعبها، وأسأل أين راهبات معلولا؟ القرآن الكريم كرَّم عيسى وأمه وأوصى بالمسيحيين أكثر مما أوصى بالمسلمين. معلولا وبخعة أهلهما يتكلمون الآرامية لغة المسيح. وهما قادرتان على اجتذاب مليون سائح اميركي كل سنة لو صفت النفوس والقلوب وزال الغشاء عن القلوب. الـكل خـذل سورية، وطـعن أهـلهـا في الظــهـر والــصدر، وأنا من هذا الكل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان سورية وطريق مسدود عيون وآذان سورية وطريق مسدود



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia