عيون وآذان اختلاف الآراء أفضل

عيون وآذان (اختلاف الآراء أفضل)

عيون وآذان (اختلاف الآراء أفضل)

 تونس اليوم -

عيون وآذان اختلاف الآراء أفضل

جهاد الخازن

انتقدت في قطر شيئاً واحداً هو رعاية الاخوان المسلمين وجماعات أصولية أراها إرهابية. هذا رأيي وقد سجلته وأتحمل مسؤوليته، وأزيد اليوم أن ليس عندي أي خلاف مع أي مسؤول أو مواطن في قطر، بل عندي أصدقاء كثيرون وصديقات من خيرة الناس. أكتب هذا بعد أن تلقيت رسائل كثيرة تؤيد ما ذهبت اليه، وبعضها يزيد أو يبالغ. بل أنني وجدت نفسي في برنامج تلفزيوني والمذيع يحمل على قطر ويعتقد أنني سأشترك معه في حملته. مرة أخرى، أعتقد أنه يجب على قطر فصل سياستها عن الجماعات المتطرفة في كل بلد عربي، فهي لا تحتاج الى مثل هؤلاء الناس، ودعمهم بالمال أو احتضان قيادات لهم في قطر سيجعل قطر تخسر أي علاقة طيبة مع دول خرج منها المتطرفون والارهابيون. الاخوان المسلمون انتظروا 80 سنة ليصلوا الى الحكم في مصر وثار عليهم الناس في سنة واحدة وسقطوا، وأعتقد أنهم لن يعودوا الى الحكم الآن أو بعد 80 سنة. أنصار الاخوان المسلمين بـين أسـوأ أنواع المتطرفين، والرسالة من «إخونجي» تبدأ عادة بإنكار أن كاتـبـها من الاخـوان، وتكمل برفض اتهامهم بالتحريض أو الارهاب، مع أن هناك قتلى وتخريباً كل يوم، ثم تنتقل الى تفسير مقالي على أن سـببه علاقتـي بـهذا البـلد أو ذاك مـن «أولـياء نعمتي»، وتنـتهي عادة بـمـحاضـرة ديـنـية وتـحـذيـري من العـقـاب. لم أتلقَ بعد رسالة واحدة من أنصار الاخوان تسجل ما قلت أيام حسني مبارك وما أقول اليوم، وهو إن لـلاخوان المسلمين شعبية كبيرة في مصر، ويجب أن يكونوا جزءاً من النظام الديموقراطي الموعود. وقد بلغ اهتمامي بهذه النقطة أنني أثرتها مع الأخ عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين التي كتبت الدستور، فعرض عليّ المواد ذات العلاقة، وأكد لي أن الدستور الجديد لا يستثني أحداً، بعكس دستور 2012. أقول لأنصار الاخوان إنهم يقدمون الولاء للجماعة على الولاء للوطن، وأزيد شيئاً يفهمونه فقراءة نصف الكلام وإهمال نصفه الآخر هو من نوع «فوَيل للمصلين...» أو «لا تقربوا الصلاة...». أفضل مما سبق تجاوب القراء معي في حملتي على الارهابي ارييل شارون وكل مَنْ إمتدحه بشيء بعد موته. كثيرون من هؤلاء القراء يخشون أن تُلهي الثورات الأمة عن القضية الأصلية فتضيع مع وجود حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل تعمل لتدمير عملية السلام. القارئ سالم أو سليم عبد أو عابد (الرسالة كانت بالانكليزية) حذرني من أن أتَّهَم باللاسميّة لعنفي في مهاجمة اسرائيل. لا أدعي أنني أفهم أكثر من غيري ولكن أقول إنني تدربت شاباً مع رويترز في لندن، وأعرف حدود القانون، فأنا أهاجم فقط الحكومة الاسرائيلية أو جيش الاحتلال، وهذا حق لي، ولكن لا أهاجم اليهود او اسرائيل لأن هذا يصبح عنصرية أو لاساميّة تحاسبني عليها المحاكم. ربما يشرح الخلاف في الرأي بيت شعر لأبي العلاء المعري الذي أغنته عين البصيرة عن البصر. هو قال: ويعتري النفس إنكار ومعرفة / وكل معنى له نفي وإثبات وأقول إنني أختلف مع القارئ أحياناً لأن رأيي غير رأيه، وكل وضع فيه أكثر من وجه، لا أكثر ولا أقل. ربما لا يصدق القارىء أنني أفضل الرأي الآخر على رأيي، فعندما أتفق مع قارئ في موقف تنتفي أسباب الجدل والنقاش، ولكن إذا اختلفت معه نستطيع أن نبدأ حواراً ليقنع أحدنا الآخر بحجته. وأختتم بشيء طريف من التراث فالأمير سأل أشعب: أيهما ألذ الفالوذج أو اللوزينج؟ فقال: لا أقضي بين غائبين. وأحضروا له الصنفين وأخذ يأكل من أحدهما ثم الآخر. وسأله الأمير عن قراره فقال: أصلح الله الأمير. ما رأيت خصمين أشد جدلاً. كلما أردت أن أحكم لأحدهما يأتي الآخر بحجته.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان اختلاف الآراء أفضل عيون وآذان اختلاف الآراء أفضل



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia