عيون وآذان سياسات أوباما الفاشلة

عيون وآذان (سياسات أوباما الفاشلة)

عيون وآذان (سياسات أوباما الفاشلة)

 تونس اليوم -

عيون وآذان سياسات أوباما الفاشلة

جهاد الخازن

لا مقارنة إطلاقاً بين باراك اوباما وصدام حسين، فالأول رئيس وأستاذ جامعي والثاني مجرم حرب وسلام. لو اخترتُ رئيساً اميركياً يشبه صدام حسين لكان جورج بوش الابن. مع ذلك كنت أراجع اداء الرئيس اوباما في خمس سنوات له في البيت الأبيض وأتذكر قصيدة للصديق الدكتور غازي القصيبي في صدام حسين، بعد غزو الكويت، مطلعها: عجباً كيف اتخذناك صديقا وحسبناك أخاً برّا شقيقا كان رأيي في باراك اوباما بعد خطابه في جامعة القاهرة سنة 2009 أنه يريد الخير وسينجح. ولا يزال رأيي اليوم أنه يريد الخير إلا أنه فاشل، وهو رأي ليس نهائياً فلعله ينجز في آخر سنتين له في الحكم، وهو حر من قيود الانتخابات النصفية السنة القادمة، ما وعد به. في غضون ذلك باراك اوباما ينتقل من فشل الى فشل، وكنت أعتقد أن من ايجابياته أنه ليس مقاتلاً، ولا يحب الحرب. إلا أنني أجد أنه مسالم الى درجة أنه لا يدافع عن نفسه ما يشجع أعداءه عليه، فيمين الحزب الجمهوري وفلول المحافظين الجدد ولوبي اسرائيل وليكود اميركا عصابة حرب وشر مصرّة على أن يفشل الرئيس الأسود الذي وعد بفتح صفحة جديدة مع العرب والمسلمين، ولو كان فشله على حساب سمعة اميركا حول العالم واقتصادها ومصالحها. سجل فشل الرئيس اوباما يشمل التالي: - اسرائيل دمرت العملية السلمية في ولايته التي لن تنتهي حتى تبتلع حكومة نازية جديدة ما بقي من الضفة الغربية والقدس. - هو وعد بإغلاق معتقل غوانتانامو ولم يفعل، وهناك الآن 169 معتقلاً بينهم 87 صدرت قرارات بالإفراج عنهم عمر بعضها خمس سنوات، ومع ذلك لا يزالون معتقلين. والأرقام تقول إن من جميع المعتقلين الذين دخلوا غوانتانامو كان 99 في المئة أبرياء، وصلوا الى المعتقل لأن الاحتلال الأميركي يدفع خمسة آلاف دولار عن عضو في طالبان و25 ألف دولار عن عضو في القاعدة. - الطائرات بلا طيار قتلت عشرات المدنيين في باكستان واليمن وفق تقارير منظمة العفو الدولية وجماعة مراقبة حقوق الإنسان، وثمة وثائق يستحيل نفيها عن الضحايا المدنيين. - قانون الرعاية الممكنة (بمعنى الرعاية الصحية التي يستطيع المواطن أن يتحمل نفقاتها) كان يُفترض أن يبدأ في 1/10/2013 غير أن الموقع الإلكتروني الخاص به كان كارثة حافلة بالأخطاء، وبدل انضمام 500 ألف مواطن الى الخطة في أول شهر بلغ عدد المنضمين 106 آلاف فقط. والفشل هذا أعطى اليمين الأميركي سلاحاً آخر ضد الرئيس. وأصبح أعضاء حزب الشاي، وهم متطرفون هواة، لهم صوت مسموع بين الناس، وقرأت أن 61 في المئة من الأميركيين يعارضون برنامج الرعاية الصحية. - كل ما سبق يُضعف قدرة الإدارة على اكمال الصفقة مع ايران على برنامجها النووي، فالدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) تريد أن تبقى لإيران قدرة على التخصيب لمشاريع مدنية مع مراقبة دقيقة تمنع برنامجاً نووياً عسكرياً. غير ان بنيامين نتانياهو أعلن صراحة أنه يريد إلغاء البرنامج النووي الإيراني كله، وهو يملك ترسانة نووية مؤكدة. واليوم، أو كل يوم، هناك مسؤولون من ايباك، أو لوبي اسرائيل، والحكومة الإسرائيلية في مجلسي الكونغرس لحشد المعارضة ضد أي اتفاق نهائي مع ايران. وقد هبط تأييد سياسة اوباما بين الناخبين الأميركيين الى 37 في المئة. - إذا كان القارئ يعتقد أن الصفقة مع ايران أو الرعاية الصحية أهم خبر اميركي فهو مخطئ، فأنا أقرأ الميديا الأميركية ولا أنقطع عنها يوماً، والخبر الذي يحظى بأوسع تغطية منذ شهور هو تجسس وكالة الأمن القومي على مكالمات المواطنين الأميركيين، وحول العالم من قادة ألمانيا وفرنسا والبرازيل وغيرها، حتى مواطني تلك البلاد. في الشهر الأول من هذه السنة جمعت الوكالة 124.8 بليون مكالمة بينها بلايين المكالمات من العراق والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن وإيران. وهناك وثيقة منشورة من خمس صفحات عن اتفاق بين واشنطن وتل ابيب تعطي الموساد حق تلقي هذه المخابرات والاستماع إليها. يعني أنه لا يكفي أن الإدارة التي يرأسها أستاذ في الدستور الأميركي تخالف الدستور وتنتهك حق المواطن الأميركي في حرية الكلام وتعتدي على خصوصيته، وإنما تزيد أن تعطي دولة محتلة فاشستية مكالمات المواطنين العرب. خيبة أملي في باراك اوباما بحجم جَبَل، ولكن لا أزال أنتظر سنتيه الأخيرتين في الحكم مغلباً الرجاء على التجربة المرة، من دون أن أنسى قصيدة غازي القصيبي.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان سياسات أوباما الفاشلة عيون وآذان سياسات أوباما الفاشلة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia