عيون وآذان موضة السياسة

عيون وآذان (موضة السياسة)

عيون وآذان (موضة السياسة)

 تونس اليوم -

عيون وآذان موضة السياسة

جهاد الخازن

السياسة تنافس أحياناً الموضة، وتنتقل من «تقليعة» إلى أخرى، وكما أن الموضة تنتقل من ميني إلى ماكسي (اذكر موسماً شهد التنورة المتوسطة الطول ميدي)، فإن السياسة فيها ما يعادل ذلك، وحديثي اليوم عن السياسة الأميركية التي ابتلينا بها رغم وجود رئيس معتدل من نوع باراك أوباما، ولن اذهب بعيداً، فقد غلبت موضة «الاستثنائية» الأميركية سنوات، فأعطت أميركا نفسها حق أن تكون شرطي العالم وتتدخل في بلدان بعيدة من كوريا وفيتنام إلى أفغانستان والعراق، مروراً بأميركا اللاتينية. ودفعت الولايات المتحدة والعالم ثمن التدخل في بلادنا على شكل مئات ألوف القتلى وأزمة مالية، وانكمش الرأي العام الأميركي فيما عصابة الحرب والشر من لوبي إسرائيل وليكود أميركا تخطط لحرب على البرنامج النووي الإيراني وتدمير ما بقي قائماً من سورية. ممثلو عصابة إسرائيل بدأوا يحذرون من أخطار «انعزالية» أميركية جديدة، ويغوصون في التاريخ إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية لأخذ العبر.... وأراها عبراً إسرائيلية خالصة. وهكذا فالموضة السياسية الأميركية اليوم هي الانعزالية، والمادة إغراقية فهناك كتاب معتدلون، أو أحرار من النفوذ الإسرائيلي، قاموا لإنكار تهمة الانعزالية، وأقرأ: - خرافة الانعزالية الجديدة بقلم اندرو باشيفيتش - سورية لم تكن انعزالية بقلم جون مولر - عودة إلى الانعزالية، حزب الشاي وقيادة أميركا للعالم، في «هفنغتون بوست» - انعزالية أميركا الجديدة ( مع فيديو) في «كرستيان ساينس مونيتور». في مقابل ما سبق نجد أن جاكسون دييل، وهو نائب رئيس صفحة الرأي في «واشنطن بوست» يكتب مقالاً عنوانه «سياسة خارجية قائمة على الوهم» يخلط فيه السم بالدسم فلا يذكر اسم المملكة العربية السعودية أو إسرائيل إلا ويلصق الواحدة بالأخرى ليخلص إلى طلب تدخل عسكري على الأرض ضد سورية وإيران. دييل هذا سبق أن تحدث عن مصر في مقال أورد فيه اسمي ايمن نور ومحمد البرادعي. أنا اعرفهما منذ كان ايمن مدير مكتب «الحياة» في القاهرة والدكتور البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية في فيينا. أتحدث هنا عن كتّاب كلهم اسرائيلي الهوى، وبيل كيلر في «نيويورك تايمز» كتب مقالاً عنوانه «انعزاليتنا الجديدة» عاد فيه إلى هتلر و1940 لينتهي بمطالبة الكونغرس بالضغط على الرئيس لإصدار بيان عن «مصالحنا الحيوية في سورية» والمقصود مصالح إسرائيل وهي تدمير سورية على رأس أهلها. أما الآنسة جنيفر روبن في «واشنطن بوست» فتهاجم الانعزاليين في مقال عنوانه «إلى أين ستقودنا الانعزالية» وتقول انهم يتركون حلفاء أميركا هدفاً سهلاً كأنهم بطة، والمقصود الحليفة إسرائيل التي دمرت سمعة أميركا في منطقتنا والعالم. روجر كوهن في «نيويورك تايمز» يحاول أن يخفي ميوله الإسرائيلية وهو في مقال أخير عنوانه «عالم من دون مرساة» يتحسر على غياب دور أميركا مع انه ينقل عن استطلاع للرأي العام أن ثلثي الأميركيين لا يريدون دوراً لبلادهم في حل نزاعات خارجية. أحقر من كل من سبق نورمان بودهوريتز، داعية الحرب على العرب والمسلمين، وهو في مقال أخير عن فشل السياسة الخارجية لأوباما لم يجد أحداً يستشهد به سوى كونراد بلاك، ناشر مجموعة «التلغراف» السابق الذي سرق شركته ودِين وسجن. بودهوريتز هذا كان بين أول الذين طالبوا بقطع المساعدة عن مصر بحجة أن الجيش المصري يقتل أنصار محمد مرسي، هو لم ير أن أنصار الإخوان المسلمين يمارسون الإرهاب في القاهرة والإسكندرية والصعيد وسيناء، فهمّه إسرائيل وحدها. سيأتي يوم تجمّد فيه الحكومة المصرية معاهدة السلام مع إسرائيل، ليجني مؤيدوها ما زرعوا، فلا تنفعهم استثنائية أو انعزالية.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان موضة السياسة عيون وآذان موضة السياسة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia