بقلم : جهاد الخازن
أبقى مع شعر الغزل وأختار من قول بشار بن برد:
رأى المجنون في البيداء كلبا / فجرّ عليه للإحسان ذيلا
فلاموه على ما كان منه / وقالوا لم مَنَحت الكلب نيْلا
فقال دعوا الملام فإن عيني / رأته مرة في بيت ليلى
إسحق الموصلي قال:
هل إلى نظرة إليك سبيل / يروي الصدي ويشفي الغليل
ان ما قل منك كثير عندي / وكثير من الحبيب قليل
وقال الأحوص:
أسلامُ هل لمتيم تنويل / أم قد فسدت وغال ودّك غول
وزعمت أن مودتي وصبابتي / كذب وإن زيارتي تعليل
لا تصرفي عني دلالك انه / حسن لديّ وإن بخلت جميل
وقال غيره:
يا غزالاً لي اليه / شافع من مقلتيه
بأبي وجهك ما / أكثر حسّادي عليه
أنا ضيف وجزاء / الضيف إحسان اليه
الوأواء الدمشقي قال:
قالت متى الظعن يا هذا فقلت لها / اما غداً زعموا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت / ورداً وغطّت على العنّاب بالبرد
وقال لبيد بن ربيعة:
أو لم تكن تدري نوار بأنني / وصّال عقد حبائل جذّامها
تراك أمكنة اذا لم أرضها / أو يعتلق بعض النفوس حِمامها
وقال الأعشى ميمون:
ما روضة من رياض الحزن معشبة / خضراء جاد عليها مسبل هطل
يوماً بأطيب منها نشر رائحة / ولا بأحسن منها اذ دنا الأصل
جرير له:
ألا حيّ الديار بسعد إني / أحب لحب فاطمة الديارا
أحمد شوقي قال:
خدعوها بقولهم حسناء / والغواني يغرّهن الثناء
أتراها تناست اسمي لما / كثرت في غرامها الأسماء
النابغة الذبياني قال:
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً به / ان كان تفريق الأحبة في غد
أما محمود سامي البارودي، رئيس وزراء مصر أيام الملكية، فقال:
رآني به مولعاً / فعاتبني وانحرفْ
ولم يدر انني به / على جمرات التلف
فقلت له سيدي / ترفق بصب دنف
فقال أخاف العدى / فقلت له لا تخف
كل ما سبق غزل شعراء فأختتم بالشاعرة نزهون بنت القلاعي أو القليعي وشهرتها شاعرة غرناطة.
هي قالت:
أغار عليك من عيني رقيبي / ومنك ومن زمانك والمكان
ولو اني خبأتك في عيوني / الى يوم القيامة ما كفاني