العربي الذي يعمل خارج بلاده ويشعر بالحنين إلى الوطن سيشفى إذا زار وطنه. أقول هذا ثم أعترف بأنني كنت محظوظاً في العمل فقد عملت وأنا في الجامعة، وبقيت أعمل، وتنقلت في الصحافة بين بلد وبلد من دون أن أتقدم بطلب عمل في حياتي. رضا الوالدين والعناية الإلهية.
العمل ضرورة، بل واجب، فالعاطلون بالوراثة قلـّة، والإنسان لا ينجح في عمل لا يحبه لذلك تجنبت الطبابة والهندسة كما أرادت والدتي وعمي الباش مهندس كبير العائلة، ودخلت ميداناً أستطيع أن أتقنه. لا أذكر أنني توقفت عن العمل يوماً واحداً مُذ كنت في التاسعة عشرة، وفي السنة الثانية من دراستي العلوم السياسية في الجامعة. أزعم أن الحظ خدمني ولا أقول هذا تواضعاً، وإنما حقيقة رافقتني في العمل حتى اليوم. ما سبق يكفي من كلام الجد فأكمل بأفكاري الأخرى، وقد أصبتُ بضربة شمس في الصيف الماضي، وأزعم أنني لا أريد أن أكون رجل أعمال، لو كنت وأخطأت أدفع غرامة وإذا ربحت أدفع ضرائب.
كل رجل له ثلاثة مرتبات، المرتب الذي يُدفَع له، والمرتب الذي يعتقد أنه يستحقه، والمرتب الذي يزعم لمصلحة الضرائب أنه يقبضه.
الموظف الجديد طلب من مدير الشركة أن يدفع له المرتب الذي يستحق. قال له المدير أنه لا يستطيع أن يدفع له أقل من الحدّ الأدنى للأجور حتى لا تلاحقه وزارة العمل.
بين الأفكار الأخرى التي جمعتها:
- إذا كنت ستفشل افشل في عمل تحبه.
- الكلب هو الصديق الوحيد الذي تستطيع شراءه بالفلوس.
- إذا صبرت وتعلمت شيئاً من التكنولوجيا الحديثة يأتي شيء جديد يحلّ محله في اليوم التالي.
- مدير البنك قد يكون لصاً، إلا أنه حرامي بشهادة جامعية.
- الخطأ لا يستحق سمعته، حتى الساعة المتوقفة عن العمل تشير إلى الوقت الصحيح مرتين في اليوم.
- قال: الكولونيل أصيب بجرح بليغ. سُئِل: في معركة؟ قال: لا، عند الحلاق.
- اليوم سيتبع أمس سواء استيقظت أو بقيت نائماً.
- قرأت أنه مع عدم وجود علاج للولادة أو الموت استمتع بالفترة بينهما.
- الصمت لا يؤذي مثل الكلام.
- الصبر هو ما تمارس عندما لا تعرف حلّ المشكلة.
- لا يجوز أن يقبض كوميدي على التلفزيون أكثر من الوزير. لمَ لا؟ هو أخف دماً من الوزير.
- إذا أردت أن تثرى من الكتابة، لا تحاول أن ترفع القراء إلى مستواك. اهبط إلى مستواهم.
- روايته في طبعتها السادسة. كل طبعة نسخة واحدة.
- لا تخبرني عن أمراضك. كيف حالك؟ مجرد تحية وليست سؤالاً.
- قال أنه يشرب الخمر ليغرِق همومه. قيل له إن الهمّ يجيد السباحة.
- لا تخف كيف يفكر الناس فيك. هم لا يفكرون فيك.
- في كل الأديان، الشيطان ذكر.
- معظم الموظفين يعمل بنشاط كافٍ حتى لا يُطرَد من عمله، ويتلقى مرتباً يكفي حتى لا يستقيل.
- مشكلة العاطل من العمل هي أنه يمارس «عمله» من لحظة أن يستيقظ في الصباح.
- الحكومة تعمل وتجد وتصدر قوانين لمصلحة الجميع باستثناء المواطنين.
أخيراً، أقول أن الهذر السابق قد يجعل القارئ ينسى عبر دقائق مصائب الأمة التي تنتقل من الخطأ إلى الجناية، ثم تحمّل الناس الآخرين المسؤولية عمـّا اقترفت بيديها. هذا هدم. العمل بناء.
النصدر : جريدة الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع