شاركت في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة منذ انطلاقه قبل خمس سنوات، وإذا حكمنا على إنجازاته في هذه الفترة القصيرة فهو تجاوز الطفولة والمراهقة إلى الشباب.
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، افتتح المؤتمر بكلمة جمعت بين خبرته السياسية وتحصيله الأكاديمي، وهو تحدث عن أهمية التعليم والبحث العلمي في بناء الكوادر والمهارات اللازمة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، كما أشار إلى عناية الشارقة بالمواطنين جميعاً من الأطفال إلى كبار السن الذين يتمتعون برعاية طبية مجانية. وقد أوصى المؤتمر بالاهتمام بالأطفال والشباب وكبار السن، وبدء شبكة اتصال عربية مقرها الشارقة، وإنشاء «صندوق تعليم الأطفال الخيري».
وتحدث الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، عن إطلاق المركز الدولي للاتصال وهو الأول من نوعه في العالم لتبني حزمة مبادرات فهو بمثابة مؤسسة فكرية أكاديمية في مجالات الاتصال الحكومي. كذلك أطلق الشيخ سلطان بن أحمد شبكة صندوق الخير التي تتضمن برامج خيرية رآها ضرورية للعمل الحكومي.
المؤتمر يجمع بعض قادة الدول وكبار المسؤولين وقد حدثت يوماً فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورأيت كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وأختنا الوزيرة الشيخة لبنى القاسمي، وميخائيل غورباتشوف، ورئيس البنك الدولي الأسبق جيمس وولفنسون، وأيضاً الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، وهو صديق من خيرة المسؤولين، والأخ فيصل الفايز، نائب رئيس مجلس الأعيان الأردني. ولا أنسى الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وأيضاً أمل علم الدين كلوني، المحامية البارزة في حقوق الإنسان وبنت زميلتنا بارعة علم الدين. هذه المرة رأيت آل غور، وهو تحدث عن حرارة الطقس كعادته.
إمارة الشارقة ليست بلداً نفطياً، إلا أن نشاط القيادة فيها مستمر منذ 30 سنة، وجامعة الشارقة خصصت 1200 منحة دراسية سنوياً لطلاب الجامعات، ما يعكس الجانب الآخر للحاكم البروفسور.
سرني كثيراً في مؤتمر هذه السنة منح الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، جائزة الشخصية الإعلامية المؤثرة إقليمياً. أرى أن قدرة الشيخ عبدالله تتجاوز «الإقليم» فقد تابعت عمله من بلاده إلى البلدان العربية وحتى الأمم المتحدة في نيويورك. ولجنة الجائزة قالت إنه اختير لمساهمته في تصميم سياسة الإمارات على أساس يتسم بالحياد والاعتدال واحترام الدول وسيادة القانون، وعمله لتعزيز الأمن والاستقرار في الوطن العربي والعالم.
هو كذلك كما عرفته على امتداد أكثر من عقدين، وهو خصني مرة بعد مرة بأخبار ومعلومات بقيت حديث المسؤولين والميديا مدة طويلة.
لاحظت خوفاً في الإمارات من المستقبل وأرى أنه سيكون طيباً، وإنجازات دولة الإمارات تتحدث عن نفسها وعندي منها:
- الشيخ محمد بن راشد يطلق مئوية الإمارات 2071 لجعل الدولة «الأفضل في العالم».
- «تمرين زايد» بين قوات الإمارات ومصر يواصل فعالياته.
- البرلمان العربي يدعم حق الإمارات في الجزر الثلاث التي تحتلها إيران.
- أبوظبي تستضيف منتدى «التعاون من أجل الأمن» في 28 من هذا الشهر.
- كورنيش أبوظبي يستعد لانطلاق «مهرجان أم الإمارات» أي الشيخة فاطمة بنت مبارك.
- الإمارات تشارك في اجتماع واشنطن للتحالف الدولي ضد «داعش».
- تقديم خدمات مجتمعية محلية قيمتها بليون درهم سنوياً عبر 80 مبادرة.
- البنوك في الإمارات تزيد استثماراتها 7.8 بليون درهم في شهرين.
- المساعدات الإماراتية لليمن تجاوزت 7.3 بليون درهم.
ما سبق وكثير غيره في ثلاثة أيام قضيتها بين أبوظبي ودبي والشارقة، وهناك المزيد، إلا أن المجال ضاق، فأختتم متمنياً أن تستمر الإمارات في الانتقال من نجاح إلى نجاح.
المصدر : صحيفة الحياة